بسم الله الرحمن الرحيم استمتعت مساء أمس الأول، وأنا في مباني صحيفة (قوون)، وفي مكتب الأستاذ (عمر بشاشة) مدير التحرير، بمتابعة مباراة فريقي برشلونة وليفانتي في الجولة الرابعة للدوري الإسباني لكرة القدم. ورغم أن الشوط الأول كان عبارة عن لعب من طرف واحد، حيث كان فريق برشلونة يسيطر على الملعب طيلة زمن المباراة، والذي خلا إلا من هجمتين مرتدَّتَيْن فقط لصالح ليفانتي؛ إلا أن هجمات برشلونة اتسمت بسوء الختام. ذكاء المدربين الأجانب، يظهر دائماً في قراءة الخصم وتغيير طريقة اللعب بين الشوطَيْن، بحيث تنقلب الطاولة تماماً على الخصم، وهذا ما حدث فعلاً حيث انتهت المباراة بحصيلة وافرة من الأهداف، رغم انتهاء الشوط الأول دون أهداف. أسلوب اللعب الجماعي والضاغط، هو ما يميِّز برشلونة، ورغم غياب (العضاض) سواريز، إلا أن نيمار كان حاضراً وبقوة على الرغم من إكثاره من السقوط وبعض التمريرات الخاطئة. أذكر أنني قديماً قرأت لأستاذنا الكبير الراحل المقيم والصحفي الغيور على الشعار الوطني (عبد المجيد عبد الرازق) طيب الله ثراه؛ قرأت له في إحدى مقالاته التي لا أنساها، أنَّ تميز لاعب فريق برشلونة (ليونيل ميسي) يعود إلى أن اللاعب محاط بمجموعة من العناصر التي تدعم نجاحه، وتخلق له فرصاً من الإبداع والتألق، وأن مثل العناصر التي تحيط باللاعب ميسي لا تتوافر للاعب (كريستاينو رونالدو)، لذلك ظل ميسي يحصد الألقاب العالمية اللقب تلو اللقب مقابل ألقاب قليلة لكريستيانو. وهذا لا ينفي بالتأكيد موهبة ميسي الخارقة، ولكنه يؤكد أيضاً على أهمية اللعب الجماعي والتناغم والانسجام والبعد عن (الشتارة) والأنانية في التهديف نحو المرمى وهذه عينها متعة البارسا. وهذا أيضاً عينه الفرْق بيننا والآخرين؛ فعندهم الفريق هو أحد عشر لاعباً وليس لاعباً حقيقياً واحداً، والبقية (تمامة جرتق)، كما أن الفريق لديهم جاهز بمن حضر، ولا تؤثر إصابة لاعب أو إيقافه في نتائج المباريات بصورة كبيرة. إن الشعور بأن الفريق يعتمد على (فلان) في صناعة الهدف، أو إحرازه يجعل المشجعين عندنا في السودان يسألون قبل كل مباراة عن التشكيلة التي يخوض بها المدرب المباراة، ويتوجسون خيفة عندما يعلمون بإصابة هذا أو إبعاد ذاك، أو مدى إمكانية تعافي (فلان) قبل إحدى المباريات المهمة. وهذا الشعور تقريباً تعيشه جماهير المريخ حالياً مع غياب اللاعب (بكري المدينة) في رحلة علاجية. ورغم أن الأنباء حملت جاهزيته لأداء ضريبة المريخ ومشاركته في مباراة مازيمبي القادمة، إلا أن الخوف كل الخوف من تجدد إصابته في ظل عدم وجود من يسد فراغه!! خارج السور: تحذير الدكتور أبو جبل لجماهير فريقي المريخ والهلال، من استخدام الشماريخ والألعاب النارية، كان ينبغي أن يسبقه تحذير من استعمال اللافتات المسيئة والتوابيت الفارغة، لأن وقع الإساءة اللفظية والمكتوبة يسيء إلى اسم السودان ويوثق للسلوك الرياضي المُشين أكثر من جذوة النيران التي وإن اشتعلت فسرعان ما تخمد لسبب او آخر!! *نقلا عن السوداني