مضت سنتان ومازلنا نظن أن هنالك تغيير قد تم إحداثه بالقوة، ما حدث حقيقةً هو مجرد ابدال واحلال لذات "الشخصيات"، مع مراعات تغيير الاكسسوارات والاسماء، وطول اللحية من عدمها، وقبض أصابع اليد كلها عند التكبير بدل أصبع السبابة، أما "بنية الوعي" فهي قسم مشترك بين اليميني واليساري! أما جنرالات الجيش فقد حافظوا على هيئهم، بالتالي يمكن القول أنه لم يشملهم حتى تغيير الثياب والإكسسوارات، وظلوا كما هم، لا فرق بين رتبة خلا ورتبة كلية، الكل يحي الكل، وهم بما لديهم فرحون، ما يميزهم عن باقي الشعب هو تلك "الكرش الفخيمة" وبريق النجوم الذي لا يضاهيه إلا بريق الوجوه الناعمة! أما الصحافة فحدث ولا حرج، فكل صحفي أصبح متحدث رسمي باسم مؤسسة أو حزب، فالمسكين ليس لديه مصدر دخل غير تقديم خدمات "لسانية"، إلا من رحم ربي وربط الحجر على المعدة! أما أصحاب اللايفات الذين وصلوا "قديما" إلى درجة القداسة، فقد اتضح اليوم انهم كانوا يقولون ما يردده الناس في الشوارع، بدون أي إضافة عبقرية على مستواهم الشخص، لذلك تحولوا اليوم إلى (شحادين) يسألون الناس اللايكات والشيرات، بالمرض تارة والبكاء تارةً أخرى! إذن لم يتبقى في الساحة سواك! أنت ايها "المواطن" صاحب القضية! فاعلم أن التغيير لا يأتي من فوق، وإنما ينبثق منك أنت أيها "الفرد"، فعليك بنفسك، وأي تغيير بسيط جداً في سلوكك سيكون له عميق الأثر في بناء "الوعي الجمعي" حقنا كلنا، قد تكون أنت قائد ثورة التغيير دون حتى أن تدرك ذلك، "فمن استن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها"، فكما أن لك "وعي" خاص بك هنالك "وعي_جمعي_مشترك" يجمعنا كلنا، فعلينا انا وانت أن نساهم في اثرائه، بتغيير أنفسنا! فقط اعمل أشياءك الخاصة بك صاح، كن نظيفاً، ولا ترمي القاذورات في الشارع، ولا تصفق للجهلة الذين يتكلمون في الشاشات، ولا تبعثر "اللايكات" هنا وهناك لأبطال اللايفات بلا حساب، فأنت تخلق منهم أبطال كرتون، واعلم أن "اللايكات" هي عملية انتخاب تقوم بها انت، بوعيٍ منك أو بدون وعي. ليس من مهامك تغيير غيرك، فمسؤوليتك التي ستُسأل عنها هي نفسك، فغير نفسك انت وبس، أما غيرك فسيتغيرون "بالقدوة الحسنة". (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)! ساهم في بناء وطنك بتغيير نفسك!