جاءت الأخبار في يوم الاثنين 2/ ديسمبر الماضي وأفادت، أن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أصدر في يوم الجمعة قراراً بتشكيل لجنة برئاسة وزير الداخلية، للقبض على منسوبي النظام البائد الفارين من السجون، و الضالعين في إشعال حرب الخامس عشر من أبريل، تنفيذاً لإجراءات بناء الثقة، الموقعة في السابع من نوفمبر الماضي، بمدينة جدة السعودية، وقال مصدر شرطي رفيع ل(راينو) أن اللجنة تضم أعضاء من وحدات السجون، والشرطة الأمنية، والمباحث المركزية. وأنها حددت أماكن تواجد رموز نظام الإنقاذ في كل من بورتسودان وعطبرة وكسلا والقضارف، وبعض القرى والمدن بالولاية الشمالية. وقال المصدر:(من المتوقع أن تبدأ إجراءات القبض عليهم في أي لحظة بعد أن باشرت اللجنة أعمالها. مرت (42) يوم منذ صدور قرار البرهان في ديسمبر الماضي، وما رأينا اعتقالات قد تمت في المطلوبين القبض عليهم رغم أن السلطات الأمنية تعرف اماكن تواجدهم!!، ولا لمسنا جدية وعزم صادق في تنفيذ القرار الذي صدر من رأس الدولة!!، ولا طالعنا في الصحف بيان من وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني يوضح سبب التأخير في إجراءات عمليات الاعتقالات!!، عدم تنفيذ قرار البرهان يعني بكل وضوح، أن الاجهزة الأمنية الثلاثة وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني والاستخبارات العسكرية تعتبر القرار حبر علي ورق وغير ملتزمة بتنفيذ ما جاء فيه، وانها مؤسسات غير معنية بالقرار لا من قريب او بعيد. أن الشيء المخجل في موضوع القرار، أن البرهان يعرف حق المعرفة الي اي مدي أصبحت قراراته وتوجيهاته لا تنفذ وتهمل بشكل واضح جهارا نهار وبشكل استفزازي متعمد، أنه يسكت ولا يعترض علي إهمال قراراته وتوجيهاته!! ويغض الطرف عن مساءلة المسؤولين الكبار والقادة العسكريين في الأجهزة الأمنية والتحقيقات الادارية والعسكرية معهم بسبب التسيب والعصيان الغير معلن!! ، كم هو مسكين وضعيف انه لا يقوى علي مواجهتهم وتوجيه اللوم الشديد بعدم تنفيذ ما يصدر لهم من اوامر، ولا في مقدوره ارغام الاجهزة الأمنية احترام ما يصدر لهم من توجيهات ملزمة. مرت (42) يوم منذ صدور قرار البرهان في ديسمبر الماضي رأينا وقرأنا خلالها في الصحف أخبار محبطة عن الاعتقالات غير مبررة طالت ابرياء بلا تهم محددة، وطالت بشكل شباب العمل التطوعي في المستشفيات والاحياء، وأن بعض من هؤلاء المعتقلين اصبحوا في عداد المفقودين وترفض ادارة الاستخبارات توضيح أسباب الاعتقالات ولا متى يتم اطلاق المعتقلين !!، لقد انحرفت الاستخبارات العسكرية عن وظائفها الرئيسية وأصبحت هي من تقوم بمهام الشرطة التي هي مسؤولة عن اعتقالات المواطنين!! وصل انحراف جهاز الاستخبارات الي حد بعيد ولم يعد مقبولا بأي حال من الأحوال ما تقوم بها من انتهاكات المواطنيين، بل والاستغراب من كل انها اصبحت تمنع بالقوة ترحيل مواد الاغاثة الى النازحين بشرق دارفور ، ونشر موقع "راديو تمازج" في يوم السبت 13/ يناير الحالي خبر تحت عنوان:"الاستخبارات العسكرية بالفاشر تمنع ترحيل اغاثة الى النازحين بشرق دارفور"، جاء فيه: " رفضت الأجهزة الأمنية والاستخبارات العسكرية بالفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر بولاية شرق دارفور، ترحيل مواد اغاثة تخص النازحين بالضعين من مدينة الفاشر. وقال المدير التنفيذي لمحلية الفردوس بشرق دارفور جمعة حراز لراديو تمازج السبت، ان المحلية تعاقدت مع وكيل لترحيل عدد 20 ألف جوال دقيق و20 جوال أرز من الفاشر الى الفردوس . وأضاف " لكن تفاجئنا بأن الاجهزة الأمنية والاستخباراتية ترفض للوكيل نقل مواد الإغاثة دون توضيح للأسباب". وتأسف المدير التنفيذي لمنع ترحيل اغاثة الى شريحة نازحة و هي أمس الحاجة وتعيش في ظروف انسانية سيئة للغاية . يشكو العديد من الوكلاء من رفض استخبارات الجيش السوداني نقل البضائع ومواد الاغاثة الى ولايات جنوب دارفور ، شرق دارفور ، وسط دارفور وغرب دارفور لاعتبار أنها تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع .". لقد اختلطت الامور وعمت الفوضي العارمة في المؤسسة العسكرية الي درجة أن لا أحد في البلاد أصبح يعرف من هو المسؤول القيادي لها ومن هو الآمر والناهي في شؤونها؟!!، في القيادة العامة في الخرطوم بلا قائد محدد اوكلت له استلام القيادة العامة بعد هروب البرهان الي بورتسودان في نهاية شهر أغسطس الماضي ولحقه فيما بعد نائبه كباشي!!.. وزارة الداخلية غدت مغلولة اليدين بسبب تغلغل الاستخبارات العسكرية في مهامها وما عادت قادرة علي تنفيذ قرار البرهان القبض على منسوبي النظام البائد الفارين من السجون، و الضالعين في إشعال حرب الخامس عشر من أبريل!! لم يعد يخفي علي أحد، أن الاستخبارات العسكرية أصبحت هي المهيمنة علي عمل جهاز الأمن الوطني الذي اصلا ما عاد عنده عمل واضح بعد أحداث 15/ أبريل الماضي!!،..وصلت الفوضى داخل المؤسسة العسكرية الي درجة ان تنظيم "براء بن مالك" أصبح بقدرة قادر جزء هام ورئيسي داخل المنظومة العسكرية!! هناك رأي عام في الساحة السياسية تؤكد أن كل هذه الفوضي و"الخلطبيطة" داخل المؤسسة العسكرية هي من صنع "الحركة الاسلامية" بقيادة علي كرتي وعلي عثمان وأحمد هارون بهدف تكسير المؤسسة بحيث لا يبقي لها وجود فعلي، وتؤول الامور الي التنظيمات الاسلامية ويصبح حال السودان مثل حال ايران الذي يحكمه "الحرس الثوري الايراني"، و"حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن!! اما عن موقف البرهان من كل هذه الفوضى العارمة التي ضربت المؤسسة العسكرية فهو موقف سلبي للحد البعيد، ولا يستطيع أن يعيد الترتيب داخل المؤسسة فقد فات الأوان وما عاد بيده شيء ايجابي يقدمه للمؤسسة التي هو خربها خراب متعمد بعد استلامه السلطة في أبريل 2019. عودة الي عنوان المقال "سئمنا من تكرار السؤال: ما سبب عدم تنفيذ قرار البرهان اعتقال الفارين من السجون؟!!".. وهو عنوان يذكرنا بقول الشاعر جرير: "زعم الفرزدق أن سيقتل مربعًا... أبشر بطول سلامة يا مربع".