وكأن والي الخرطوم لم تكفه فوضى تصريحات حادثة قصف مصنع اليرموك، وقبل أن تتحرى الجهات المعنية، صعد الوالي إلى القمة ليدلي بدلوه غير المستند على أية معلومة، بل كان يغالط الواقع، حريق المصنع نتيجة حريق داخلي، بينما يتحدث شهود العيان من المواطنين عن صواريخ عبرت سماء جنوبالخرطوم، وقبل أن يتحدث الجيش، تحدث والي الولاية، ليتضح بعد ساعات قليلة أن اليرموك قصفته صواريخ إسرائيلية!! من جديد عاد الخضر للتصريحات التي ليست من شأنه، والي الخرطوم يعلن انسحاب الجيش والقوات الأخرى من أبوكرشولا حفاظا على العتاد والأرواح، حديث الوالي يأتي عقب يومين من تصريحات الرئيس التي قال فيها إن الجيش دخل المنطقة رسمياً، وهو الآن يطهر فيها، والآن وردت لفظاً في حديث الرئيس، ما يعني أن الذي يُفهم هو أن الحديث الأول غير صحيح، هذا إذا سلمنا بتصريحات الخضر الأخيرة، التي لم تُثبت ولم تُنف.. الصوارمي لزم الصمت لذلك الطبيعي أن تأخذ الصحافة الخبر من والي الخرطوم حتى وإن كان غير صحيحا.. ومعلوم أنه ليس من اختصاص الولاة والمعتمدين، لكن الحال درج على هذا الوضع، إبان الانفجار صرّح والي شمال كردفان بأنهم يعلمون التحركات منذ 5 أيام قبل الهجوم، وربما يتحدث الرجل باعتباره رئيس لجنة أمن الولاية، لم تقف التصريحات عند معتصم زاكي الدين، بل معتمد أم روابة وهو يجيب على أسئلة الإعلام يتحدث باسم الجيش وينقل معلومات ميدانية ربما تكون غير صحيحة وربما تكون ليست للنشر أصلاً بالحسابات العسكرية والأمنية. النائب الأول، يجمع رؤساء التحرير وقادة الأجهزة الإعلامية لوضع كيفية للتعامل مع الأزمة إعلامياً، والمحور الرئيس هو ألا تنجر الصحافة خلف الشائعات وأن تأخذ المعلومة من مصادرها.. جيد، لكن ماذا يعني النائب بالمصادر، مثلاً الرئيس منذ 4 أيام أعلن دخول الجيش إلى أبوكرشولا وأكد حديثه بأن الجيش يُطهر المنطقة الآن، نقلت بعض الوسائط حديث الرئيس في وقته على أساس أن الجيش الآن دخل المنطقة، والبعض الآخر نقل المعلومة على أساس أن الجيش قبالة أبو كرشولا.. المصدر هنا هو الرئيس وليس شائعة، وإن كان الرئيس مصدر غير معني بالموضوع مباشرة فهذا شيء آخر. قبل أن يوجه النائب الأول أجهزة الإعلام بالتوخي في نقل المعلومات كان الأجدى أن يوجه قيادات حكومته المركزية والولائية التي تركت واجباتها الخدمية،هؤلاء تركوا مشكلات المواطن من مياه وكهرباء وشوارع ونفايات، ونصبوا أنفسهم جيش وأمن وشرطة، وأصبحت هذه القيادات ناطقاً باسم الجيش، وباسم الأمن وعلى رأس كل ساعة تصريح من مسؤول سياسي يتحدث باسم الجيش.. وبين أيديهم شائعة مقتل الحلو التي تسارع إليها السياسيين وكأنها نهاية الأزمة، مستندين على خبر ورد في صحيفة واحدة مبني على لا شيء.. إلى أن أصدر جهاز الأمن بيانا أعلن فيه أن الحلو حي يُرزق.. وكانت هذه الحادثة كافية لإصدار توجيهات صارمة من قيادة الدولة لمنسوبيها، القيادة عليها أن تضبط ألسنة منسوبيها قبل أن تحاسب الإعلام. [email protected]