* رغم دمعته التي سالت عند قبر الراحل (قرنق) إلا أن سلفاكير هو من ارتضى الانفصال منهجاً ووجوداً فعندما تطايرت الاخبار من كل (فج جنوبي) عند تنصيبه نائباً أول تحدث عن ميول سلفا الانفصالية التي يغطي عليها بعض ممن هم الآن معه في نفس (المركب) طمأن هؤلاء كل السائلين برد (ايجابي) ناف للأخبار مؤكدين أن ما تداولته (ليالي الخرطوم) ما هو إلا (نبأ من فم فاسق) ولكن ومع أول محك حقيقي لاختبار (تفكير) سلفاكير ظهرت بواطن نيته التي أمنت على الانفصال ب (اللفظ والفعل) فالدموع التي ذرفها (الرفيق) أخيراً هي دموع الانتصار على الفكرة الوحدوية القديمة التي كان يقبض على جمرها الراحل قرنق الذي بدخوله (التابوت) تم دفن الفكرة (الأصيلة) وغادرت الحركة مربع (نيوسايت) لتدخل مربعاً آخر ظلت الحركة تؤسس له (سراً) بعد رحيل قرنق ثم ما لبثت أن سرت عند (جنوبيي الجنوب) أكثر من (جنوبيي الشمال) الذين يتحسرون الآن على (الرحيل الإجباري). * دمعة سلفاكير ستظل (وشاله) في الايام القادمة وعند تكوين حكومته في الدولة الجديدة ولعل اول ما يحرك هذه الدموع هو الاصطدام بواقع الحال الموجود في الجنوب الذي (سينتبه) له الرئيس بعد زوال (النشوة والانتصار) حين يصطدم بالمجتمع الذي يمثل قبائل مختلفة لكل موروثاتها ومكوناتها وطقوسها وثقافتها ورغم ذلك اتفقت وغنت مع سلفاكير للانفصال ولكنها هي نفسها التي ستدق (مسمار) الانفصال الثاني عند سلفاكير حين يبدأ تقسيم (كيكة السلطة).. * من خلال دموعه وعند قبر قرنق أكد سلفاكير ان مجهودات الراحل لن تذهب سدىً وحقيقة أنها (ذهبت وانتهت) فلقد انطوت الصفحة الوحدوية الآن تماماً ليصبح السودان أول دولة افريقية يختفي من خريطتها جنوبها الذي (سال) له لعاب دول كثيرة الآن تتربص به وتتحين الفرص للغوص في داخله ب (شرعية أكثر) وربما هذه من (المهددات) التي يخافها المال خاصة اذا امتدت (اليد) نحو (المياه).. * مشكلة جيل كامل خلّفتها فكرة الانفصال وهم أول من دفع (الثمن) غالياً.. انهم طلاب الجامعات الجنوبية (الشماليين) الذين يتنادون الآن لمعالجة المشكلة التي يغيب (المسؤولون) عنها ويتحمل (وزرها) الطلاب.. (الكبش) الذي ضحى به (الانفصال) باكراً كأول (ذبيحة) يمهر دمها على طريق التعليم (الانفصالي) ان جاز القول.. همسة: لون الحقول والزروع والورود النابتات.. أحمله في داخلي.. ذكرى الخريف والغيوم.. والسماء حين تمطر.. مثل أشواقي إليك..