قبل اكثر من 200 عام اوصي الانجليز اداريي مستعمرات التاج البريطاني حول العالم بضرورة كتابة مذكراتهم وملاحظاتهم والاحتفاظ بها وتسليمها الي ادارة المحفوظات البريطانية .. وفي السودان استخدموا نفس الوسيلة بمعاونة كلية غردون التي تحولت لاحقا الي جامعة الخرطوم وكانت النتيجة وحدة السودان في جامعة « درام » التي مازال مؤرخو وطلاب الدراسات العليا في العالم يعتمدون عليها في الكتابة عن السودان ، نقلت جامعة الخرطوم هذا الارث التوثيقي الي دار الوثائق بيد ان كلية العلوم قسم الفيزياء بالجامعة تخلت عن الارث التاريخي وقر?ت التخلص من آلاف المراجع والوثائق من مكتبة الفيزياء وحكم عميد الكلية عليها بالاعدام .. « الصحافة » القت نظرة اخيرة علي الكتب والمراجع التي تحوي نظريات نيوتن و اينشاتين التي غيرت وجه العالم ويبدو ان متخذي القرار لم يعرفوا اهمية مفهوم تاريخ العلوم لربط مستقبل الطلاب بماضي من غيرت افكارهم الدنيا . يقول طلاب من كلية العلوم فضلوا عدم الكشف عن اسمائهم انهم فوجئوا بعمال نظافة يرمون مراجع وكتب ومجلات علمية رصينة من مكتبة الفيزياء داخل عربة النفايات، وافاد الطلاب انهم انقذوا حوالي نصف كمية المراجع التي تقدر ب 9 آلاف كتاب مما دعاهم الي التوجه الي رئيس قسم الفيزياء الذي قال لهم ان المراجع منتهية الصلاحية ، وابان الطلاب انهم تحركوا الي المكتبة الرئيسة حيث قال لهم اداري المكتبة ان الامر مستحيل الحدوث ويتطلب التخلص من المراجع موافقة تامة من اعضاء لجنة علمية مشكلة للغرض تفحص المراجع كل مرجع علي حدة ، عن?ها توجه الطلاب الي ادارة الجامعة التي رفضت التعامل معهم وطالبتهم بمخاطبة ادارة الكلية ، رجع الطلاب الي ادارة الكلية التي وجدوا عندها منشورا يرفض لقاء العميد للطلاب دون المستوي الخامس ، لم يتوقف الطلاب عن طرق الابواب لانقاذ المراجع توجهوا الي لقاء وكيل الجامعة الذي وعدهم بتوفير مكان لحفظ المراجع المتبقية . وشهدت « الصحافة » عامل نفايات يقوم برمى المراجع والكتب داخل صندوق العربة قبل ان تتحرك الي المحطة الوسيطة ومنها الي شمالي امدرمان لتطمر المعرفة والعلم في جوف الصحراء .