## قبل يومين ونحن نرفع سرادق العزاء بعد أن فقدنا ابنة عمتي النعمة أحمد بلال ، وقف متحدثا ابن العمة النقابي الدكتور عباس الخضر ليحدثنا ويذكرنا بالموت فعلقت عليه أن الموت هذه الايام لا يحتاج إلى تذكير فهو قائم بيننا وكأنه لا يود أن يفارقنا قبل أن يضمنا جميعا الواحد تلو الآخر إلى قائمته ، والحمد لله مستعدون له وقد قدمت كلمة ( أهلاً ) على كلمة ( مهلاً ) كعنوان لهذه السلسلة . ## هذا الاسبوع فقدنا الاقارب والاهل والمعارف ورجال الفكر والمجتمع وكأنما هذه السنة الكبيسة ( 2020 ) تسارع الخطى في ايامها الاخيرة وتراجع الخيار من خيار وتلحقهم بالقائمة .. من اهل الفن فقدنا صديقنا وجارنا العزيز الاستاذ حمد الريح الذي يعتبره الجميع الاخ الذي لم تلده امك ، وقد شاركني في العديد بل كل المناسبات الخاصة ومعظم السهرات المسجلة وكان قريبا منا لانه رياضي لعب للقمة وتوتي وصاحب افكار متقدمة في الرياضة والفن وتوجيه الفنانين نقيبا لهم لدورتين وكانوا يرغبون في المزيد لكنه فضل الراحة . ## نجحنا في نادي بري في اقامة حفل تكريم له شارك فيه كل اهل الفن والرياضة والبراري وتوتي بل كل العاصمة ، ويجب أن اذكر مشاركته في كل مناسبات زواج اولادي وبناتي بل كان يرفض حتى أن ادفع مستحقات الفرقة وكان يقول هذه مساهمتي الشخصية وحين اسأله اليست مشاركتك بالغناء مساهمة فيقول نحن نهتم بكشف المناسبة ( القدح ) كما يسميه اهلنا . ## رحم الله حمد الريح وعوضه الجنة عن طيبته وفنه المحترم وعلاقاته الواسعة وجازاه نظير ما لحق به من مرض والم في السنوات الاخيرة .. وقبل أن نكمل الترحم على الفنان حمد الريح ، اتتنا الاخبار برحيل الفنانة ام بلينة السنوسي والعازف الشهير سليمان زين العابدين والزميل الاعلامي محمد اسماعيل العمرابي كما انضم لشهداء الجيش الابيض الطبيب العملاق عثمان عبد الكريم والبروف عبد القادر الساعوري والقاضي العادل عصام حسن لقمان وقبلهم شيخ العرب علي عمر ابراهيم فرح ابن ناظر القبيلة رحمة الله عليهم جميعا وارحمنا اذا صرنا إلى ما صاروا اليه . ## مولانا دفع الحاج يوسف من الرموز السودانية في العديد من المجالات القانونية والعدلية والمجتمع العريض وحتما له نصيب من الفكر والثقافة والشعر ، لم اكن اعلم أن لنا صلة قرابة بمولانا دفع الله الا قبل عام تقريبا حين التقيت به ومولانا العميد مصباح المصباح في جلسة السبت الشهيرة واهديتهم كتابي ( نصف قرن بين القلم والمايكرفون ) وبعد أن قلب صفحاته سأل عن علاقتي بديم القراي فأجبته انها موطننا الصغير ومسقط رأس آبائي واجدادي كما أن جدتي لأبي من الجبلاب هنا قال لهذا سألتك فجدتك الحاجة رابحة بت حامد تربطها قرابة بالمرحوم أحمد باشا الذي هو ابن خالته فأسعدني ذلك أن ارتبط بصلة رحم مع هذا الرمز السوداني الكبير ( يرحمه الله ) . ## فليعذرني الاخوة الذين اقترحوا على شخصي ايقاف سلسلة مقالات الموت ومنهم من سخر بأنه لا يجوز ( الهظار) مع الموت ، وقد ابدأ كتابة الحلقة الاخيرة بدون رقم لعل من يكملها من يأتي بعدنا و {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}. ## نقطة .. نقطة ## ضحك الكوميديان المصري الزعيم عادل إمام وسأل ضاحكا حين ابلغوه بموت الرئيس في المسرحية الشهيرة ( الزعيم ) .. هو في رئيس بموت يا باشا؟ .. ، الاجابة كانت امس حين اعلن قصر الاليزيه الفرنسي عن وفاة الرئيس الاسبق جيسكارد ديستان وكمان بالكورونا . ## المرات القليلة التي شاركنا فيها بتشييع الاقارب والمعارف والشخصيات العامة ، كانت الملاحظة قلة عدد المشيعين والمعزين والاسباب معروفة لذلك ، ولكن تشييع وعزاء الإمام الراحل الخالد الصادق المهدي كان كبيرا وكذلك شهدت تشييع احدى قريباتي في مقابر الخليلة الفكي هاشم وشاهدت حشودا لم اشهد مثلها قريبا وجزا الله اهلنا في الريف خير الجزاء . ## كتبت الاسبوع الماضي عن العذر الاقبح من الذنب حين اعتذر المدير العام للبنك الزراعي للصحفيين بانه لم يقصدهم بكلمته القبيحة ( صعاليك ) انما يقصد بها بعض العاملين معه في البنك .. وبعده اتي مدير التلفزيون القومي بعذر اقبح من الذنب حين اعتذر عن الكلمة الاقبح التي وردت علي لسان احد ضيوفه مع صورة واضحة للسيد جبريل ابراهيم مما اضطره للاعتذار مرة اخرى عن اعتذار آخر وكلاهما اقبح من الذنب .