هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته يتبادر الى أذهان الكثيرين من المتابعين لحركة التعدين الأهلي فى السودان السؤال حول أسباب تدني إنتاجية الذهب من التعدين التقليدي الذي يقوم به الأهالي. خاصة ان التقارير تشير الى أن إنتاج الذهب، عن طريق الأهالي، نقص الى النصف مقارنة بالعام السابق. تتردد بعض المقولات، بعضها إن لم أقل كلها، غريبة جداً. فقد قيل إن الحكومة قد زرعت أجهزة تشويش فى باطن الأرض للتشويش على أجهزة البحث حتى لا يجدوا شيئاً من الذهب ثم يبدأون فى مغادرة هذه المهنة. وبعضها من شاكلة أن أحد المعدنين قد وجد كنزاً لأحد ملوك الجان وأخذه فعاقبهم ملك الجان هذا بأن أخفى كل الذهب فأصبحوا لا يجدون شيئاً. وغيرها كثير جداً مما قد تضحك له او تفتح فاهك تعجباً ولكن الأمر له علاقة بالتقنيات المستخدمة وسوف أحاول تبسيط الموضوع. إذا تتبعنا حركة التعدين الأهلي وقصتها نجدها قد بدأت من زمن ليس بالقريب. غير أن التسليط الإعلامي عليها ظهر بعد خروج صادرات البترول والاحتياج الشديد للذهب كمورد هام للعملات الأجنبية. ومع ظهور معدات الكشف الامريكية المتطورة الأفضل في العالم زاد إنتاجنا من الذهب وزاد معه استيعابنا للمزيد من الوسائل التقنية مثل أجهزة الطرد المركزي وغيرها. الحقيقة أن كل هذه الأجهزة تعمل الآن في الذهب الرسوبي. وهو الذهب السطحي المنقول من مناطق مختلفة بعوامل التعرية وأسباب وعوامل أخرى جعلته يترسب فى الأودية والمنخفضات. وهذا النوع من الذهب هو ذهب ثانوي لأن ما يتم العثور عليه الآن هو ما نقلته عوامل التعرية من العروق الرئيسية لهذا المعدن الثمين. الأجهزة المستخدمة حالياً قدرتها محدودة لأنها تكتشف الذهب في التربة اذا وصل حجماً معيناً، وكان على أعماق محددة، وفي نوعيات محددة من التربة. أما ما وراء ذلك من أحجام أصغر، وأعماق أكبر، وتربات أخرى، فإن الأجهزة الحالية تعجز عن اكتشافه. وهذا يجعلنا نفقد الكثير من الذهب وهو موجود حتى الآن ولكن يحتاج معدات بمواصفات خاصة حتى يتم استخراجه. ومن كل هذا نصل الى أن الذهب لم يختف ولكن يجب علينا تحديث المعدات حتى نصل الى مستوى الإنتاج السابق . علينا أن نأخذ التكنلوجيا المتقدمة في مجال التعدين عن الذهب من الولاياتالمتحدةواستراليا ودول أخرى. كل هذه الدول بدأت نفس بداياتنا وانتقلت لمعدات حديثة وتخلت عن الزئبق والوسائل البدائية وانتقلت لمعدات ومواد ترسيب أحدث حيث تجرى الأبحاث الآن على مادة مستخرجة من الذرة الشامية لاستخدامها كوسيط كيميائي في التنقية. علينا أن نواصل من حيث انتهت هذه الدول خاصة أن لدينا العديد من اتفاقيات التعاون مع استراليا ودول الاتحاد الاوربى فإذا تم تفعيلها فسوف ينشط هذا المجال بصورة كبيرة. إن عمل الأفراد على المستوى الشخصي فى مجال التعدين لا يحقق التقدم والعائد المطلوب وهذا بشهادة المختصين، عمل التعدين هو عمل متكامل لذلك نحتاج الى شركات صغيرة أو متوسطة حتى نضمن أن العمل يسير بصورة علمية وبأسس يمكن أن تكون نواة لعمل على مستويات أكبر. كما يجب تفعيل دور التمويل من خلال البنوك والمحافظ الاستثمارية لأن تكاليف هذه المعدات ليست بالأمر السهل وحتى نضمن جودة الآليات. وهنا يأتى دور المتخصصين من مهندسي التعدين ووزارة المعادن فى تبصير الناس بهذه النقاط حتى تساهم فى رفع مستوى الدخل الشخصي للمعدنين مما ينعكس على الدخل القومي. والله الموفق. مهندس تعدين / بابكر يحى بلال بابكر تعليق: شكراً المهندس بابكر على هذه الإضافة العلمية والرؤية الواضحة.