أصحاب التدين الرخيص ، الكسول ، الضحل ، وسماسرة الدين ، تمكنُوا من تسويق الكذب المفضوح والافتراء والتدليس علينا ، ثم تمكنُوا – كما يتمكن الباطل مؤقتاً – من حمل الانتباهة على حجب الرد الذي يفضحُ فهاهة وجهل المدعو سعد احمد سعد، و قبيلة من الخوارج الجدد .. و يفضحُ كذبهُ وضحالة فهمه مقالتنا (الدين الرخيص) ، وهاهي المقالة التي أبت الانتباهة نشرها ، مع أن القانون والعُرف و الدين والخلق يقتضيها أن تنشر دفاعنا عن الحق ، وردنا كذب الكذبة و افتراء المفترين .. ها هي ذي المقالة : و كما هُو متوقَّعٌ منهُ تماماً ، لم يتطرق سعد احمد سعد إلى جوهر القضية التي طرحتُها – و سأظلُّ أُواصلُ طرحها إن شاء الله – ولم يفتح اللهُ عليه بمناقشة شيءٍ من محتوى كلمتي “الدين الرخيص" سوَى عبارةٍ أساء فهمها (و عهدي بهذا الشخص أنهُ لا يميزُ ، في العربية ، بين الإنشاء وبين الخبر ، ناهيك عن أن يستوعب قضايا الفكر المعقدة ) ، هي قولي : (( و “نص نسبي" هُو كل ما نُسب إلى البشر – بما فيهم النبي نفسهُ صلَّى الله عليه وسلم ، وهذا لابُدَّ من إعمال العقل فيه و فحصه (ليس مرة واحدة وفي عصرٍ واحد ، كما يظن بعضهم ، ولكن في كل زمان وكلما قامت الحاجة أو جدَّ شأنٌ يستوجبُ إعادة الفحص)) .. والرجُل لم يفهم – وليس جديراً بأن يفهم – أن ما “نُسبَ" إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليس هُو بالضرورة ما قاله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولم ولن يفهم أن عُلماء الحديث إنما قامُوا يستخدمُون (عقولهم) في ما نُسب إلى النبي حتى يميزوا ، بقدر ما وسع اجتهادهم ، ما قالهُ حقاً عمَّا نُسبَ إليه زُوراً ووضعاً ، بنيَّة هدم هذا الدين ، أما ما يقوم اليقين بأنه مما قاله النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم ، فإنهُ يظلُّ محلاً للنظر العقلي من حيث دلالته و تأويله ، فمن ذا الذي أحلَّ للسابقين من علماء الحديث استخدام عقولهم في فحص ما نُسب إلى النبي عليه السلام من أحاديث ، من ذا الذي أحلَّ لهم ذلك وحرَّمهُ على أهل زماننا ؟؟ لا أرجُو أن يجيبني على هذا السؤال سعدٌ و أمثاله من “النوائح المستأجرات" فإنهم لم يألفُوا إلا تحريف الكلم عن مواضعه !!.. لستُ معنياً والله بالرد على سعد و أمثاله ، ولستُ قلقاً من إيماءاته الخبيثة من مثل قوله (مثل صلاته على النبي هذه المرة) و كأنني اعتدتُ ألاَّ أصلي عليه ، صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.. ولستُ قلقاً من تحريضه الذي لا يخلو من وضاعة ، تحريضه الانتباهة على “إيقافي" من الكتابة ، وليست المرة الأُولى التي تحملهُ أضغانُهُ و مراراتُه إلى الدعوة إلى إيقاف علي يس عن الكتابة ، ولن تكون الأخيرة ، و لستُ والله من يُقرعُ بالعصا ، ولا بالذي يخشى في الحق غضبة غاضب أو لومة لائم ، أو سفه سفيه .. وسأمضي مستعيناً بالله في فضح قتلة الدين و محنِّطيه، هؤلاء و ببغائياتهم وغوغائيتهم التي يحسبون أنها تحجب الحقيقة .. و ليتمن الله نورهُ رغم هرجلة المهرجلين وتهريج المهرجين . لم أقرأ ، ولا ضرورة لأن أقرأ ما كتبهُ أذيال سعد ، من أمثال شطة والركابي و غيرهم (ولا تعجب يا شيخ من هذا التعبير ، فللأذيال أيضاً أذيال )..لأن ما أعلمهُ يقيناً أنهم ليسوا أفضل منهُ فهماً ، ولا أنجى منهُ من “المرض" و “الغرض" و “الحرض" ، وما أحسبهم إلا مكررين السخف الذي قال ، ولكن ما يحيرني حقاً هُو السؤال : هل قرأ هؤلاء كتاب الشيخ محمد الغزالي رحمهُ الله (كيف نتعامل مع القرءان)؟؟ و هل كانُوا سوف يجرؤون على تكفيره ، وقد قال مثل ما قلنا وأكثر عن ضرورة تحرير عقول الأمة و اطراح التدين الرخيص؟؟ لا أنصح هؤلاء بقراءته ، ولا أحسبه يزيدهم إلا خبالاً ، ولكن أتمنى أن يطالع الأخ الطيب مصطفى ، الذي ما أزالُ أظن به خيراً رغم كل شيء ، أتمنى عليه أن يقرأ كتاب الشيخ الغزالي هذا بتأمل و تدبر ، حتى يرى كم افترى علينا المفترون ، وحتى يرى كيف أنهُ يُسهم ، من حيث لا يدري ، بنصرة أعداء الدين الحقيقيين!! فإن لم يجد الوقت لقراءة الكتاب فليكتف بالمقدمة التي كتبها الشيخ عمر عبيد حسنة . والحمدُ لله أن طائفةً كريمة من شباب الإسلاميين تداعت متواثقة على تكوين رابطةٍ تتبنَّى الحوار الفكري الموضوعي في شأن الدين ، فتناقش وتحاور و تُراجعُ ما اجتهد فيه شباب مستنيرون ، اجتهاداً مأجوراً إن شاء الله ، أمثال الدكتور عماد محمد بابكر حسن ، والمهندس علاء الدين محمد بابكر ، في كتابهما (آذان الأنعام) .. و أمثال الأخ محمد سعيد الحفيان ، في كتابه : (القيامة في ضوء العلم الحديث : هل جهنم ثقب أسود) . وكثيرٌ من الشباب المستنير الذي فتح الله بصيرته فراح يتأمل حال الإسلام والمسلمين و هوانهم الذي ما جرَّهُ إلا تغييب العقل و الاتباع الأعمى لرجالٍ اجتهدُوا لزمانهم ، وما خطر ببالهم أن المسلمين بعد ألف عام أو تزيد عن زمانهم ذاك سوف يتركون الاجتهاد ، بل يُمنعُون عن الاجتهاد ، ب"تعليمات" صادرة عن جهلةٍ بالدين وبالدنيا ، استنامُوا إلى كسل العقول و حنطوا دين الله كما تحنط جثث الفراعنة !!!.