قلت كثيراً إن جيل السبعينيات وبواكير الثمانينيات لم يكن محظوظاً، فقد جاء في وقت عصيب، كان رعد الحداثة يرزم وبرقها يخطف الأبصار، والتحولات الاجتماعية العاصفة تقتلع الاشجار العتيقة من جذورها.. وكان محمد نجيب في قلب هذه التحولات وكذلك مجايلوه أمثال حسن (...)
يسطع الضوء فوق هامتي.. في غرفتي المستديرة.. هآنذا أحدق في أفق من الجص وشمسٍ بقوة ستين «واط» ** وفي مسقط الضوء ينتصب متاعي.. المقعد.. الطاولة.. والسرير وإني لأتساءل في جلستي تلك.. ماذا أفعل بيديَّ هاتين؟ ** الثلج يجلل أغصان الأشجار المريشة ويزهر بصمت (...)
ينتمى د. عمر عبد الماجد إلى حقبة الستينيات وجيلها الزاخر بالعطاء والذي شهد خطر التحول الحاد والانتقال المفاجئ من الخلود إلى نهر الكلاسيكية والرومانسية المنجر المد إلى شعر التفعيلة الذي بزغت شمسه آنذاك، وقد جايل عمر عبد الماجد مبدعي تلك الحقبة وثقف (...)
إذا تجاوزنا - كما قلنا- البنية الظاهرية أى السطحية لهذه الرواية، نجد ان عبد القادر قد أنجز نصاً سردياً بالغ التعقيد في بنيته العميقة، وتثير الرواية مسألتين هامتين؟ اشكالية النص ثم مصداقية الرواية كمدخل ومعيار ومقياس للتحكم في هذا الجنس الأدبي منفلت (...)
في حياة كل انسان قصة جديرة أن تروى عدا الانسان الابله الذي تمر به الحوادث والخطوب مر الكرام، فهو كما يقول سلامه موسى يعيش حياة كحياة البقول أي النباتات؟ وقد يكتب بسطاء الناس سيرة حياتهم لأسباب شتى، وقد شاهدت في ميدان البكاديلي بلندن مكتبات رخيصة (...)
ما هي مشكلة كولن ولسون وما مشكلة صنيعته «اللا منتمي»؟ لم يترك ولسون بصمة واضحة علي معاصريه ولا من جاV بعده من الكتاب والنقاد، فهو لم يكن يهتم بوظيف الكاتب كمحرض للتغيير كبعض مجايليه؟ فقد أحدث ميشيل فوكو بكتابه «تاريخ السجون في فرنسا» هزه في اوساط (...)
على مبدعينا مباشرة وغير مباشرة باب واسع من ابواب الأدب المقارن، والوصول إلى المنابع التي استقوا منها وأغنت سنوات تكريمهم والمراعي التي تغذوا على عشبها الطري عمل مضن وشاق ولكن لا بد من خوض غماره لمعرفة حظ المبدع من المشاكلة والاختلاف والمفارقة (...)
للشاعرة البريطانية القديرة آن أسميث قصيدة بعنوان «من قتل الببغاء». تصور فيها أفراد العائلة وهم جلوس في غرفة الصالون حول المدفأة. يلفهم صمت مطبق، ينظرون إلى الفراغ وكأن على رؤوسهم الطير وأمامهم على المائدة جثة ببغاء، ويقرأ من السياق أن الأب مسجي في (...)
شابيرو من جيل الأربعينيات من الشعراء الأمريكيين المتميزين أمثال روبرت لوبل وأودن المتأمرك. يتسم شعره بجلال الواقعية وانسيابية الموسيقى . إنه يوقف العمل في البلدة التي نعبرها.. ويرفع العمال سواعدهم الملطخة بالزيت بالتحيات الطيبات بينما تفتر ثغورهم عن (...)
لصلاح الإنسان مقام آخر ترصد فيه مآثره الجمة وحياته الزاخرة من المعاني والتضحيات الجسام، وحتما يوجد وسط الشباب من المؤرخين من يتصدى لكتابة سيرته ان لم يقم بذلك من تبقى من مجايليه المنصفين رغم أن المعاصرة حجاب كما يقول المثل السائر.. فقد كان صلاح (...)
نقول من ضحايا حركتنا النقدية ولا نقول من ضحايا القبلية النقدية وهذه الاخيرة سمة واضحة في تاريخنا الحديث، فقد تم دائماً تجاهل ادباء اليمين من قبل نقاد اليسار، كما تم تجاهل مبدعي اليسار من قبل ادباء اليمين مما ادى لانفصام متميز بالساحة الادبية (...)
أخيراً.. الرحيل في الليل وما كان أمس هنيئاً فأذكر ما كان غضة وقد صيرتني ليالي العذاب ألذ الممات على بغضه (إدريس جماع) تقول الشاعرة الامريكية سارة تيديل: عندما أموت وينقضي فوقي ابريل اللامع شعره المشبع بالمطر فإنك لو انحنيت فوقي بقلب حزين فلن أبالي (...)
ورغم الاخفاقات والرزاية التى توالت على الشاعر ظل محتفظاً باشراقات تنم عن حبه الاصيل للبشر وعطفه عليهم وفي قصيدته «السياج» نلمح ضوءاً في آخر النفق: كان شيئاً رائعاً ذاك الصباح لحظة ضمت أحاسيس العصور وضحكنا ضحك الحزن طويلاً وآفاق الضوء في عمق الشعور (...)
الاضافات التي اسبغها ابوذكرى على الشعرية السودانية، تبدأ ببرنامجه الرؤيوي في تطوير اللغة النثرية، والوصول بها الى آفاق بعيدة من الشحنات الشعرية. وفي هذا المجال فاق ابداعه مجايليه السودانيين والعرب، فقد خلا شعره من الظلال الرومانسية التي طبعت اشعار (...)
(قالها على قمة جبل) الكاتب الزنجي الامريكي جيمس بالدوين. تكتنف العديد من الصعوبات دراسة هذا الشاعر المتفرد في حياته التي عاشها في عين العاصفة وفي شعره الذي ابتعد بمسافة كبيرة عن التيارات الشعرية الحديثة في السودان التي عادةً يصنف افرادها في مجموعات (...)
الافرقانية نجدها عند النور صرخة سياسية يمكن ارجاعها إلى عبد النبي مرسال واصداء جمعية اليد السوداء. واللواء الابيض وبروز الاتجاهات السوداناوية (علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ). وقد حاول كل من مكي وعبد الحي فك مغاليق الثنائية الانفصامية التي تكتنف (...)
ما هي القراءة الحرة؟ وهل يمكن ان تكون موضوعية؟ وهل هي انطباعية ام منهجية؟ وهل هنالك فرق بين القراءة الحرة والقراءة الانطباعية؟ واذا كان هناك فرق فكيف نتبين الخيط الاسود من الخيط الابيض؟ الحق ان المناهج النقدية على اختلاف منابعها ومشاربها تتداخل (...)