أكد الطبيب الامريكى توم كاتينا لشبكة الانباء الانسانية (ايرين) بانه عالج ضحايا لهجمات كيميائية محتملة بجبال النوبة / جنوب كردفان. وقال توم كاتينا – الجراح فى مستشفى أم الرحمة فى قديل بجبال النوبة – ان اول واقعة لهجوم كيميائى محتمل كانت فى ابريل 2012 ، اذ تم نقل ثمانية عشر من ضحايا غارة جوية حكومية على بلدة تلودى الى المستشفى ، وقد ذكروا انهم رأوا دخاناً رماديا من القنابل يتحول الى اللون الابيض ، وأصيب الذين تعرضوا للدخان بالشلل وتشوش النظر والقئ وبعضهم بالاسهال . وأضاف توم كاتينا ان الاعراض قد تكون نتيجة التعرض للفوسفات العضوية أو غاز الاعصاب . وقال ان الواقعة الثانية كانت أواخر مارس وأوئل ابريل هذا العام فى مدينة الازرق المحاصرة ، حيث ظهرت اعراض مماثلة . وقال على عبد الرحمن مدير منظمة جبال النوبة للاغاثة واعادة التأهيل والتنمية – وهى مجموعة دعم مجتمعية – ان منظمته وقعت ايضاً على حالات لهجمات كيميائية محتملة على المدنيين بجال النوبة . وأخبر مسؤول لحفظ السلام في الأممالمتحدة إيرين انه (وعلى مدى العام الماضي، طالبت اليوناميد باستمرار بالوصول الكامل ودون عوائق إلى مناطق النزاع في جبل مرة ولكن حكومة السودان منعتها). واضاف المسؤول إن (الحكومة ملزمة بتوفير حرية التنقل كاملة لليوناميد ودون عوائق في جميع أنحاء دارفور وفقاً لأحكام اتفاقيتها بشأن وضع القوات مع الأممالمتحدة … ونحن نواصل حثها على القيام بذلك). وكان تقرير منظمة العفو الدولية (امنستى) الذي صدر في أواخر سبتمبر أورد بأن طائرات حكومية قامت بما لا يقل عن 30 هجمة كيماوية في منطقة جبل مرة بدارفور هذا العام. وأضاف إن ما لا يقل عن 250 شخصاً قد قتلوا بناء على شهادات من مقدمي الرعاية والناجين. وأوضحت امنستى إنها اعتمدت على المقابلات، وصور الأقمار الصناعية وتحليل صور الاصابات. وذكر 56 شاهداً ان الاعراض لدى المصابين تضمنت قيء الدم والإسهالات وبثور الجلد والطفح الجلدي المتيبس، بالإضافة لمشاكل في العيون والجهاز التنفسي. وخلص خبيران مستقلان حول الأسلحة الكيميائية إلى أن الإصابات والأعراض المذكورة تشي بهجوم كيماوي من مواد مثل غازات خردل الكبريت، واللويسايت (أحد غازات الحرب القاتلة) أو خردل النيتروجين. وعلق البروفيسير اريك ريفز – الخبير الامريكى فى الشؤون السودانية – على تقرير شبكة الانباء الانسانية أمس 11 أكتوبر ، قائلاً ( لقد عرفنا منذ وقت طويل بشأن الاسلحة الكيماوية التي استخدمها نظام الجبهة الإسلامية القومية/ المؤتمر الوطني. فقد قامت منظمة أطباء بلا حدود بقرع جرس الإنذار بمصداقية سنة 2000، قبل ستة عشر عاماً مضت). وأضاف إن تقرير منظمة العفو الدولية لا يدع مجالا لشك معقول حول استخدام الأسلحة الكيماوية في هجوم واسع على جبل مرة . واليوم وسعت إيرين معرفتنا بهذه البربرية. لقد صار الدليل على استخدام نظام الخرطوم للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين ساحقاً، ولكن لا زلنا نفتقر للاستجابة الدراماتيكية التى عكستها كلمات وزير الخارجية الأمريكية حين قال بأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا سقوط اخلاقى . فاذا كان سقوطا في سوريا، فلماذا لا يكون في السودان؟ ( مصدر التقرير أدناه ) : http://www.irinnews.org/analysis/2016/10/10/sudan-and-chemical-weapons-%E2%80%93-serial-offender http://sudanreeves.org/2016/10/11/irin-integrated-regional-information-networks-reports-on-chemical-weapons-use-by-khartoum-in-the-nuba-mountains/