قالت صحيفة نيوزويك الأسبوعية في عددها الصادر أمس الخميس إن ترامب أمام إمكانية مواجهة الرئيس السوداني في المملكة العربية السعودية، واصفة ذلك باعتباره كارثة علاقات عامة في انتظار الرئيس الأمريكي. وتطرقت الصحيفة للمشاكل التي يواجهها ترامب حالياً قائلة: (لم يحظ الرئيس دونالد ترامب بأفضل بداية لأسبوعه هذا، وذلك في أعقاب الملاحقة الجارية لإقالته مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي وإمكانية تسريبه لمعلومات استخباراتية لروسيا قد تعصف بالبيت الأبيض). ثم أضافت: (ومن غير المحتمل ان توفر عطلة نهاية الاسبوع فترة راحة للرئيس الامريكى الذى يمكن ان يواجه عقبة جديدة خلال جولته الخارجية الاولى: الالتقاء بمجرم حرب مشتبه فيه). ووصفت الصحيفة زيارة ترامب المرتقبة للسعودية لحضور قمة الرياض التي تجمعه بخمسين من قادة العالم الإسلامي، ومن بينهم عمر البشير، ثم قالت: (إن المدى الذي يبلغه الاتصال بين الزعيمين ليس واضحاً. وذكر مايكل انطون المتحدث باسم مجلس الأمن القومي لصحيفة "الغارديان": "كان فهمي انه –البشير- لن يكون في الاجتماع المنعقد مع الرئيس". لكن احد كبار اعضاء حزب البشير قال لشبكة (سي ان ان) أن الرئيس السوداني "سيكون في نفس قاعة المؤتمر"كما ترامب، على الرغم من انه لا يعرف ما اذا كانا سيجتمعان). وأضافت: (إمكانية أن يُرى كل من البشير وترامب معاً مسألة مثيرة للجدل جداً، وذلك لأن العائق هو أن هناك أمر بالقبض على البشير صادر عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ظل قائماً منذ عام 2009. واتهم –البشير- بالإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب مرتبطة بالنزاع في إقليم دارفور السوداني.) ثم خلصت الصحيفة إلى أنه: (هناك كارثة علاقات عامة PR في انتظار ترامب). وأوردت عن ريتشارد ديكر، مدير برنامج العدالة الدولية بهيومان رايتس ووتش قوله: "ما يثير القلق هو أن أي نوع من لقاء، أو مصافحة أو التقاط للصور بين الرئيس ترامب والرئيس البشير سوف يرسل إشارة مروعة للضحايا في دارفور وضحايا الجرائم في جميع أنحاء العالم".. وأن (غندور، وزير الخارجية السوداني، عندما سئل عما إذا كان البشير وترامب سوف يتصافحان قال: "ليس لدي أحلام ولكن لدي آمال، وآمل أن تتحقق.") وذكرت نيوزويك ان الكونغرس الأمريكي أعلن في 2004 إبان حكم الرئيس السابق جورج بوش وبالاجماع أن الصراع فى دارفور، والذى بدأ فى عام 2003 ومستمر حتى الآن، إبادة جماعية. وأن الولاياتالمتحدة لم تصادق على نظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية برغم توقيعها على النظام عام 2000، ولكن (قال فيل كلارك الخبير في المحكمة في جامعة SOAS أوف لندن، أن واشنطن رغماً عن ذلك لديها تاريخ طويل من التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في تقديم المشتبه بهم إلى العدالة. ففي عام 2013، سهلت الولاياتالمتحدة نقل بوسكو نتاغاندا، المشتبه في ارتكابه جرائم حرب في الكونغو، إلى لاهاي؛ وفي عام 2015، اعتقلت القوات الأمريكية في جمهورية أفريقيا الوسطى دومينيك أونغوين، وهو من كبار زعماء جيش الرب للمقاومة ويحاكم حاليا في المحكمة الجنائية الدولية. كما ان الولاياتالمتحدة عضو دائم فى مجلس الأمن الدولى الذى أحال الوضع فى دارفور فى عام 2005 لاختصاص المحكمة الجنائية الدولية وحث جميع الأطراف على التعاون مع المحكمة، وذلك برغم امتناع الولاياتالمتحدة عن التصويت على هذا القرار بالذات). و(قال كلارك "هناك توقع معقول بان رئيساً أمريكياً سوف يقول شيئا عن مشتبه فيه متهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية يسافر لقمة دولية". "لذلك فإن حقيقة أن ترامب لم يفعل ذلك في حالة البشير، ومن المرجح أن يجلس إلى ذات الطاولة التي يجلس عليها، يكشف أن هناك تغيراً في الأجواء").