أستاذة آمال عباس المحترمة …….: أرجو عرض هذه القصة والتي قد يعتقد القارئ انها من وحي الخيال لشدة غرابتها… وما دفعني للكتابة هو تعجبي من قدرة بعض الناس من المتاجرة بأمراض الآخرين وابتلاءاتهم. أصيب أحد أبنائنا في الأسرة بمرض التوحد. وفي العادة عندما يتم تشخيص المرض، تتنفس الأسرة بارتياح لأن رحلة العلاج قد اتضح معالمها… لكن للأسف هذا لم يحدث بالنسبة لصغيرنا فقد بدأت معه رحلة في ظلام دامس. فالمرض غير معروف الأسباب كما أن طرق الشفاء غير واضحة المعالم. لكن ما يزيد الطين بلة اعلان عدد من المراكز نفسها كمراكز للعلاج فإذا بها تتحول إلى مراكز للمتاجرة بمعاناة الآخرين. سمعت الأسرة عن احد المركز «المتخصصة» في مرض التوحد في الخرطوم بحري والتي أنشئت قريباً، فرحت الأسرة وذهبت الأم للاستفسار عن إجراءات الحاق طفلها بالمدرسة. استقبلها «الأمن» بالخارج وقال لها… “لا يمكنك الدخول إلا للسكرتارية”.. تعجبت الأم ودخلت إلى السكرتارية التي أوضحت لها انه لا يمكن الدخول إلى «المديرة» إلا بعد إذن مسبق!!. وافقت الأم فقالت لها حددي اذن لي أقرب موعد.. فقالت لها «بعد 3 أسابيع» وأرجو أن تحضري معك الطفل… تعجبت الأم من هذا الأمر أيقتضي لقاء المديرة 3 أسابيع كاملة… قالت لها حسناً: هل يمكن أن تريني الغرف والألعاب والوسائل التي تستخدمونها مع الأطفال… فرفضت السكرتيرة موضحة: لا يمكنك ذلك فهناك تعليمات مشددة ولا أستطيع أن أسمح لك بالتجوال في المدرسة!!! هل هذه مدرسة أم معتقل؟!! ذهبت الأم محبطة وهي تسمع بكاء أحد الأطفال بداخل إحدى الغرف لكن ما لبث أن صمت بسرعة. أخذت الأسرة تبحث لها عن مركز آخر فأشاروا إليها بمركز حديث «ومتخصص» في تأهيل أطفال التوحد بأحد الأحياء الراقية بالخرطوم فرحت الأسرة… وكالعادة ذهبت الأم للاستفسار. وجدت المبنى مشابهاً للمبنى الأول لا حدائق ولا ألعاب بل غرف أسمنتية، في حين أنها عبر اطلاعها على المرض بالانترنت تعرف أن أهم مقومات العلاج هي دمج الأطفال مع الطبيعة… توكلت الأم على الله وتركت هواجسها ودخلت إلى غرفة الاستقبال قابلتها «السكرتيرة»… قالت الأم: من فضلك أريد أن أتحدث مع “ادارة المركز” لأن لدي طفل يعاني من التوحد وأريد الحاقه بمركزكم. ردت عليها السكرتيرة “آسفة… لدي تعليمات مشددة… لا يمكنك مقابلة الادارة إلا بإذن مسبق” تنهدت الأم وقالت حسناً متى يمكن ذلك. ردت السكرتيرة بعد غد لكن عليك احضار ابنك ودفع 200 جنيه رسوم المقابلة… ضحكت الأم فمن الهم ما يضحك: قالت لها 200 جنيه رسوم مقابلة!!!… حسناً… هل يمكن أن التقي بأي اختصاصي بمركزكم للحديث معه… رفضت السكرتيرة بشدة… ممنوع يا أستاذة… قالت لها الأم حسناً…. هل يمكن أن أرى الغرف والألعاب والوسائل التعليمية… لكن كما توقعت الأم فقد رفضت السكرتيرة بشدة قائلة لها… لا يمكن أن يدخل تلك الغرف إلا العاملون فقط. استحلفكم بالله… ما الذي يجري داخل هذه الغرف… ولماذا هذه المتاجرة بمعاناة الأطفال والأهالي… وكيف لوزارة الصحة القبول بهكذا مراكز… من المسؤول عن هذا…. بقى أن تعرفوا ما هي رسوم تلك المراكز… 2 مليون في الشهر…!!! سيدتي: لك مني كل التجلة والاحترام ٭ تعليق هذه رسالة بعثتها «لصدى» طبيبة وهي تتحدث عن ظاهرة واحدة من مئات الظواهر التي أصبحت تعج بها ساحات العلاج والتعليم معاً.. العلاج الذي رفعت عنه الدولة يدها حتى لأصحاب الحاجات الخاصة، أما التعليم فحدث ولا حرج.. عزيزتي الطبيبة أنا أقول لك إن الأزمة عامة والحكومة لا تستطيع لها علاجاً ما لم يحدث تغيير شامل في النظرة لهموم الناس.. فالسياسة هي فن ادارة حياة الناس وأظن حكومتنا تعاني من فقدان كامل لعناصر هذا الفن. مع تحياتي وشكري أستاذة آمال عباس المحترمة: أرجو عرض هذه القصة والتي قد يعتقد القارئ انها من وحي الخيال لشدة غرابتها… وما دفعني للكتابة هو تعجبي من قدرة بعض الناس من المتاجرة بأمراض الآخرين وابتلاءاتهم. أصيب أحد أبنائنا في الأسرة بمرض التوحد. وفي العادة عندما يتم تشخيص المرض، تتنفس الأسرة بارتياح لأن رحلة العلاج قد اتضح معالمها… لكن للأسف هذا لم يحدث بالنسبة لصغيرنا فقد بدأت معه رحلة في ظلام دامس. فالمرض غير معروف الأسباب كما أن طرق الشفاء غير واضحة المعالم. لكن ما يزيد الطين بلة اعلان عدد من المراكز نفسها كمراكز للعلاج فإذا بها تتحول إلى مراكز للمتاجرة بمعاناة الآخرين. سمعت الأسرة عن احد المركز «المتخصصة» في مرض التوحد في الخرطوم بحري والتي أنشئت قريباً، فرحت الأسرة وذهبت الأم للاستفسار عن إجراءات الحاق طفلها بالمدرسة. استقبلها «الأمن» بالخارج وقال لها… “لا يمكنك الدخول إلا للسكرتارية”.. تعجبت الأم ودخلت إلى السكرتارية التي أوضحت لها انه لا يمكن الدخول إلى «المديرة» إلا بعد إذن مسبق!!. وافقت الأم فقالت لها حددي اذن لي أقرب موعد.. فقالت لها «بعد 3 أسابيع» وأرجو أن تحضري معك الطفل… تعجبت الأم من هذا الأمر أيقتضي لقاء المديرة 3 أسابيع كاملة… قالت لها حسناً: هل يمكن أن تريني الغرف والألعاب والوسائل التي تستخدمونها مع الأطفال… فرفضت السكرتيرة موضحة: لا يمكنك ذلك فهناك تعليمات مشددة ولا أستطيع أن أسمح لك بالتجوال في المدرسة!!! هل هذه مدرسة أم معتقل؟!! ذهبت الأم محبطة وهي تسمع بكاء أحد الأطفال بداخل إحدى الغرف لكن ما لبث أن صمت بسرعة. أخذت الأسرة تبحث لها عن مركز آخر فأشاروا إليها بمركز حديث «ومتخصص» في تأهيل أطفال التوحد بأحد الأحياء الراقية بالخرطوم فرحت الأسرة… وكالعادة ذهبت الأم للاستفسار. وجدت المبنى مشابهاً للمبنى الأول لا حدائق ولا ألعاب بل غرف أسمنتية، في حين أنها عبر اطلاعها على المرض بالانترنت تعرف أن أهم مقومات العلاج هي دمج الأطفال مع الطبيعة… توكلت الأم على الله وتركت هواجسها ودخلت إلى غرفة الاستقبال قابلتها «السكرتيرة»… قالت الأم: من فضلك أريد أن أتحدث مع “ادارة المركز” لأن لدي طفل يعاني من التوحد وأريد الحاقه بمركزكم. ردت عليها السكرتيرة “آسفة… لدي تعليمات مشددة… لا يمكنك مقابلة الادارة إلا بإذن مسبق” تنهدت الأم وقالت حسناً متى يمكن ذلك. ردت السكرتيرة بعد غد لكن عليك احضار ابنك ودفع 200 جنيه رسوم المقابلة… ضحكت الأم فمن الهم ما يضحك: قالت لها 200 جنيه رسوم مقابلة!!!… حسناً… هل يمكن أن التقي بأي اختصاصي بمركزكم للحديث معه… رفضت السكرتيرة بشدة… ممنوع يا أستاذة… قالت لها الأم حسناً…. هل يمكن أن أرى الغرف والألعاب والوسائل التعليمية… لكن كما توقعت الأم فقد رفضت السكرتيرة بشدة قائلة لها… لا يمكن أن يدخل تلك الغرف إلا العاملون فقط. استحلفكم بالله… ما الذي يجري داخل هذه الغرف… ولماذا هذه المتاجرة بمعاناة الأطفال والأهالي… وكيف لوزارة الصحة القبول بهكذا مراكز… من المسؤول عن هذا…. بقى أن تعرفوا ما هي رسوم تلك المراكز… 2 مليون في الشهر…!!! سيدتي: لك مني كل التجلة والاحترام ٭ تعليق هذه رسالة بعثتها «لصدى» طبيبة وهي تتحدث عن ظاهرة واحدة من مئات الظواهر التي أصبحت تعج بها ساحات العلاج والتعليم معاً.. العلاج الذي رفعت عنه الدولة يدها حتى لأصحاب الحاجات الخاصة، أما التعليم فحدث ولا حرج.. عزيزتي الطبيبة أنا أقول لك إن الأزمة عامة والحكومة لا تستطيع لها علاجاً ما لم يحدث تغيير شامل في النظرة لهموم الناس.. فالسياسة هي فن ادارة حياة الناس وأظن حكومتنا تعاني من فقدان كامل لعناصر هذا الفن. مع تحياتي وشكري