قبل منتصف السبعينيات عندما كان الفقيد محمد عبد القادر عمر (طيب الله ثراه) معلماً بمدرسة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) يرتاد المساجد بالمدينة مودياً للفريضة مستمعاً ومتحدثاً للناس رغم مسئولياته الكبيرة كمحافظ لكسلا الكبرى. وقتها كان عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم طالباً بالمدرسة النبوية الشريفة وكسلا الثانوية العليا بنين. كانت اولى انجازات المغفور له بإذن الله محمد عبد القادر عمر اعلانه بتحريم الخمور وقفل ابواب الدعارة واحياء شعيرة الصلاة بتعطيل دولاب العمل عند اداء الصلاة دون انتظار لتوجيهات من المركز او انتهاء مشاورات بين السياسين. سنة 1975م وعندما فاض نهر القاش ودمر احياء باكملها منها الختمية العريقة بلغت المنازل المنهارة اكثر من خمسة الف منزل باثاثاتها ومعظم المرافق العامة وانعزلت المدينة عن العالم الداخلي والخارجي بانقطاع وسائل الاتصال والاتصالات كالسكة الحديد. لمم ينتظر المحافظ المساعدة من المركز او المنظمات فكان (يتغمده الله برحمته) عند وقوع الكارثة وسط المنكوبين متفقداً ومواسياً ومقدم الدعم اللازم من خزينة الدولة بشراءحاجيات الناس من مأكل وملبس وسكن مؤقت عبر لجان احسن تكوينها واختيار ممثليها. اليوم الخرطوم تعيش اوضاعاً مماثلة ما اشبه الليلة بالبارحة وبعد تولي د. عبد الرحمن الخضر المسئولية عن الولاية باعلانه انحيازه التام لشرطة المجتمع وهي تؤدي واجبها بضبط الشارع من بعض المظاهر الوافدة والسالبة والمقصودة. لم يعلن ذلك من خلال مؤتمر اعلامي او صحفي بقاعة مغلقة ومحروسة بل من اشرف واعلى المنابر النبوية بالعاصمة وعقب صلاة الجمعة بمسجد ابو بكر الصديق (رضي الله عنه) بالخرطوم بحري دون خوف من السفارات والمنظمات المشبوهة وعملائها. توالت القرارات نصرة للمظلومين والضعفاء كالمعاشين وإلغاء وتخفيضاً لبعض الرسوم والجبايات. اليوم والخرطوم تعيش وضعاً حرجاً بسبب السيول والامطار وانهيار العديد من منازل المساكين والفقراء وبعض المرافق العامة باثاثاتها. نسأله تعالى ان يمكن الدولة والمجتمع وكافة الخيرين لتقديم المساعدة لهؤلاء عبر آلية قومية لجمع التبرعات وتوجيه الصندوق القومي للاسكان الشعبي ببناء منازل للمتضررين. خاتمة حديثي وللذكرى بأن مواطني كسلا وبعد مرور اكثر من اربعة وثلاثين عاماً من فيضان القاش 1975م ما زالت قلوبهم والسنتهم تلهج بالحمد والشكر والثناء للمولى عز وجل وحكومة مايو وقادتها وعلى رأسهم المرحوم اللواء. محمد عبد القادر عمر محافظ كسلا الكبرى، ولقد فاضت التعويضات عن مستحقيها وكانت بنسبة (100%) للعقار والاثاث وما فاض تم منه بناء المرافق العامة ومطار كسلا وجسر اويتلا الذي ما زال شامخاً الى يومنا هذا ولقد علق احد البسطاء عند نيله لاستحقاقه من التعويض الذي وجده كبيراً عكس توقعاته وظل يردد (إن شاء الله قاشاً دائم - أي فيضان كل عام). - مزارع القطاع المطري الآلي كسلا