بسم الله الرحمن الرحيم هذا بلاغ للناس معاوية مواطن سوداني بسيط من إحدى قرى الجزيرة ؛ نعم هو رجل بسيط ولكن عقله يوزن بلد بأكمله وحاله ومحتاله ؛ عبقريته تعود أولاً لأنه رجل عصامي ؛ وثانياً لأنه رجل فذ ومبدع مبتكر خاصة في مجال عمله كبائع في مغلق أخشاب وأدوات سباكة وعدد ورش ؛ وكثيراً ما كان يفاخر بمقدرته الخارقة البيعية والتسويقية؛ فهو كما يقول يستطيع (بيع الرمال للبدو في الصحراء) بمعنى آخر " أنه يستطيع أن يبيع الماء في حارة السقايين" وبالطبع لحكمة لا أعلمها ؛ لا أعرف لماذا اختار الصحراء والرمال والبدو!!. معاوية فعلاً شخصية عبقرية فذة في مجال بيع الأدوات الصحية وعدد الورش فكلما جئته ووجدت معه زبون لا يتركه دون أن يستفهم منه بجملة أصبحت لآزمة وملآزمة له وهي " عندنا نوع صيني ونوع تايواني ونوع ألماني عاوز ياتو منهم؟! " ؛ ثم يواصل دون أن يترك للزبون خيار الاختيار ؛ فيردف قائلاً " بس انت راجل أخ عشان كده بنصحك بالألماني"" . وفي يومٍ من الايام - وبافع فضولي بحت - حاولت أن أستفهم من معاوية السر من وراء نصيحته للزبائن بشراء البضاعة الالمانية . شرح لي هذا المعاوية بعبقريته المعهودة سر النصحية التي خفيت عني والتي تدل على أنني فعلاً جاهل بأسرار التجارة فقيل في السلف " التجاروة شطارة" وأعقر بأني لست شاطراً فيها وربما أحتاج إلى دورات وتدريب على يد شخص عبقري مثل معاوية ؛ وقال مبرراً نصيحته للزبائن: طبعاً إنت عارف أن الألمان من أيام هتلر معروفين بصناعة " القوية " .. أظنك شفت دباباتهم في حرب هتلر كانت قوية كيف ؛ معقول الزمن ده كله انت في السودان وما دخلت سينما وما شفت أفلام حرب هتلر ؛ لو كدا يبقى عمرك كله ضاع ساى زيك زي الدواب؟! . ولكي يزيدني معاوية إيضاحاً أردف قائلاً : " معقول إنت لليلة برضو ما فاهم السر ليه العربية المرسيدس أغلى من بقية الهتش الياباني والكوري والصيني ؛ يا زول دا قال للأمريكي أقعد على جنب .. لو كده يا باشمهندس يبقى فيك حاجة غلط وتبقى زول مصدي أكلو الصدأ ؟! .. تعابير معاوية أحياناً فلسفية وتحتاج إلى بعض التأمل لسبر غورها ؛ ولا أدري لماذا أجد دائماً أن هناك تشابهاً بل وتطابقاً في كثير من الأحيان لمقاصد العبارات بين معاوية وحمودة حلاق الجامعة – رحمه الله إن كان حياً أو ميتاً- .!! عموماً ؛ ما أن تعرض على معاوية أي مشكلة تعترض طريقك أو صعوبة تعتريك أو معضلة تقفل الأبواب في وجهك إلا وفوراً وبمنتهى البساطة يتحفك أخونا معاوية بالحل مهما كانت تعقيداتها واستعصاءآتها خاصة لو كانت من النوع العويص "المدملك" ذات الصبغة الاقتصادية أو السياسية أو ما في شاكلتهما ؛ وعموماً أنا اكتشفت " بالفهلوة " أن حلول معاوية متخصص ومعنى بنزاعات الحدود والحروب الأهلية والاثنية و التمرد ؛ تماماً يقابل ذلك في الطب تخصص (أذن وأنف وحنجرة)!! . في أحد أيام الجمعة منذ أعوامٍ كثيرة خلت أذكر أنه سبق وعرض علي معاوية فكرة جهنمية لحل مشكلة دارفور . والحق لله أن الرجل عمل ما يمليه عليه ضميره إلا أنني أحمل نفسي أسباب الاهمال والتقاعس ؛ لأنني لم أقم بالكتابة في الموضوع ؛ فلربما لو كتبت وكان د. غازي صلاح الدين قد قرأ فكرته الجهنمية وطبقها لكنا اليوم وصلنا مرحلة الرفاه الاجتماعي ؛ وكنا اليوم ننعم بالسلام والوحدة والتنمية في كل ربوع سوداننا ؛ وكان سيحق على الدكتور غازي المثل الشائع (( الخيل يبردبن والشكر لي حماد) والمعني بحماد هو أخونا معاوية !! وبالتالي يمكننا للأمانة أن نكون قد حفظنا حقوق الملكية لمعاوية وحق الانتفاع فقط للدكتور غازي صلاح الدين ؛ كما كان يمكنه الاستعانة بأخونا معاوية في أي شدائد أو ملمات مستقبلية -لا قدر الله - مع يقيني أن الأمريكان لن يترونا في حالنا حتى لو قلنا " الجاك " !!؛ ولكن قدر الله أن تقع الفراس في الراس بسبب إهمالي وتقاعسي ؛ لذا نواجه اليوم ما نحن فيه الآن وعموماً أنا أتحمل كامل مسئولية إهمالي وتقاعسي.!! شاءت أقدار الله أن أمر على الأخ معاوية في المحل يوم الجمعة الماضي وفاجأني بقوله أنه لآحظ أن مشاكل البلد زادت تعقيداً في الأيام الأخيرة ولا مفر من تدخله وتطبيق وصفته السحرية الجهنمية التي حدثني عنها قبل سنوات وهي فكرة مركبة تنفيذها يتركب من قرارات صعبة وشجاعة حتى يحل مشكلات السودان التي تسببت فيها مشاكسة شريكي الحكم واستقواء أحدهما بالخارج كما يزعُم , ولكنه بشرني بأن الوقت لم يمضِ وبشرني بأن المعضلة الأسياسة هي مشكلة " ابيي " وحتكون في خبر كان وانشاء الله ؛ كمان ما فيش انفصال حيحصل أبداً وحيقتل ( الدُّش ) للحركة الشعبية في يدها ، والحل – كما يراه معاوية - ليس متعذراً أو مستحيلاً خاصة إذا ما نفذه شخصياً ؛ وقد خصني بكشف بعض الشروط الواجبة لتنفيذ وصفته الجهنمية ؛ وحقيقةً وجدتها شروطاً غير منطقية حد التعجيز إن لم تكن مستحيلة ؛ وتصل درجة استحالتها لعاشر المستحيلات .. ولا ضير أن أكشف سر وتفاصيل شروط أخونا معاوية التي تمكنه من حل مشاكل السودان ؛ وتتلخص في الآتي :- الشرط الأول : أن تسلم له مقاليد الحكم في البلاد لمدة يوم واحد فقط والضمان في إعادته الحكم هو الجيش نفسه وممكن البشير يكون على راس الجيش شخصياً هذا اليوم وإن نكث معاوية بوعده فما من مشكلة فيستطيع البشسير أن يقود انقلاب عليهو ويسترد الحكم فوراً هذا – كما يقول معاوية يثبت أنه غير طامع في السلطة ولا الحكم لأنه ليس زي جماعة " ولد ليحكم " ؛ وقد اعترف لي أيضاً أنه لا يتمته أصلاً " بكريزة أخونا معاوية يقصد يقول "كريزما" وحاولت أن أصحح له الكلمة وردتها أمامه عدة مرات حتى لا أحرجه ولكنه كان مصراً على تعبير " الكريزة " !!. كما أن معاوية أقسم لي أنه ليس طالب حكم ولا يفبل دوشة وفلقة دماغ التي سيسببها له ؛ وأنه لم يكن ليضحي براحة باله هذه ؛ لولا ظروف البلاد العصيبة ؛ كما أن هدفه فقط المساعدة في حل مشاكل السودان طالما أن هذا بمقدوره وفي يده!. (لفت نظري مدي ثقة معاوية بنفسه مع استشعاري لمدى استحالة هذا الأمر ؛ والسبب طبعاً يكمن بالتأكيد في عدم قبول مؤسسة الرئاسة أي شريكي الحكم لهذا الشرط). طلب أن تُجهز له طائرة الرئاسة لمشوار واحد فقط دون أن يحق لأحد سؤاله عن الوجهة وحتى كابتن الطائرة لن يخطر بالوجهة إلا في الأجواء المقاربة لمقصده.!! الشرط الثالث هو عند عودته مظفراً – بإذن الله - لا بد من أن يُستقبل هو وضيفه الذي سيأتي معه في الصالة الرئاسية استقبالاً رئاسياً وشعبياً حافلاً ليثبت لضيفه كرم وتسامح أهل السودان وأنه ما من عدواة يكنها السودانيون أصلاً له ولدولته وشعبها لأن الحاصل الآن هو من الآعيب الساسة فقط والساسة خربو بيوتنا وأزموا علاقاتنا مع الدول المحبة للسلام ؛ ثانياً لأن الضيف المرتقب الذي سيصل البلاد بمعيته يمثل لمعاوية المفتاح " الماستر كي " الذي سيفتح له كل الأبواب المغلقة والأقفال المصدية والكوالين المعصلجة ؛ والذي عبره – على حسب يقين معاوية - تُحل كل عقد السودان ومعضلاته.! إشترط أن يستقبله الرئيس البشير شخصياً ويمنحه وسام السلام ؛ وكان مافي وسام بالاسم دا يكلموا ناس سك العملة يجهزوه قبل وصوله أرض الوطن ويستحسن وسامين بحيث يكون الثاني لضيفه الذي سيأتيبرفقته ويقول عنه أنه " مفتاح الأقفال المعصلجة " !. أن يُكرّم برد غربته و يمنح معاشاً شهرياً كالذي يمنح لأكبر راس في الدولة.!! ن والي الجزيرة قطعة أرض يبني فيها بيت لأنه بعد (25) سنة غربة ما بنى ليه بيت لضيق ذات اليد ولكثرة من يكفلهم!! ترشيحه من قبل الرئيس البشير ووزير الخارجية كرتي لجائزة نوبل للسلام هو وضيفه" الماستر كي" والذي سيرافقه في طريق عودته لأرض الوطن لأنه شريك في ضنع السلام.!! سألت الأخ معاوية: نفترض أن الرئيس وافق على كل مطالبك وشروطك فما هي الخطوة التالية ؟! ؛ فقال : يعني من سؤالك ده ممكن أعتبر هسه الطائرة الرئاسية جاهزة للإقلاع بي واشيل شنيطتي وأدخل الصالة الرئاسية ، وعلى الطائرة عديل؟! . ،فقلت له : نفترض.. نفترض تمّ ذلك . قال معاوية : تعليماتي للكابتن أن عليه أن يقلع باتجاه شرم الشيخ ولا يهبط فيها و بعد وصولنا شرم الشيخ يعبر صحراء سيناء ويتصل لي بنتنياهو ويقول ليهو : أن معاوية جاء ليعقد معاك صفقة سلام ؛ سلام دائم بين الشعب السوداني والشعب الاسرائيلي الصديق ؛ وطمأن الكابتن أن لا يرتعب إذا ما شاهد حوله أي مقاتلات إسرائلية فالامر لا يزعج فهذه هي أحدى طرق الترحيب بالناس المهمين ولا يعترض إذا طلبت منه المقاتلات اصطحابه لقاعدة النقب الجوية .!! قال معاوية أنه عند مقابلته لنتنياهو حيكون كلامه من القلب للقلب لأننا أي اليهود والعرب أولاد عم جدنا واحد هو ابراهيم ؛ نحن أولاد عمومة يعني أولاد اسحق واسماعيل ؛ عشان كده لازم نتعاون مع بعضنا وما فيش داعي للمقالب والعداوة ؛ وحأقول ليهو كمان نحن كل الأمور البتسوا فيها دي سببها المياه لأنو عندكم مشكلة مياه ؛ وما ممكن بالعقل كده نسيب أولاد عمومتنا يموتوا عطش ؛ لكن هناك طلب بسيط هو أن يتكلم مع الخالة أمريكا ما تخلق لينا مشكلة في الجنوب ولا في دارفور ولا محكمة جنائية ولا انفصال ؛ وتعفي لينا الديون ؛ وترفع اسمنا من لائحة الارهاب ؛ وترفع عننا الحصار، وتأشر بصباعها للبنك الدولي يدينا لحين ميسرة ؛ وتكلم أخوانا العرب ما يقصروا معانا . وحأقول ليهو كمان : أبشر بالخير يا نتنياهو انحن متبرعين ليكم بثلاثة مليارات متر مكعب من مياه النيل وممكن الخالة تقنع مصر وتتبرع كمان باتنين مليار وتبقى الجملة خمسة مليار؛ أظنها كمية حلوة معاك ؛ لكن عليكم أن تحفروا إمتداد لترعة السلام من سيناء حتى تصل صحراء النقب وعلى الخالة تحمل النفقات كالعادة بدلاً من دولة اسرائيل ؛ وتزرعوا الصحرا وممكن تطردوا الفلسطينيين من أراضي 48 للنقب وتشغلوهم في الزراعة بالسخرة زي ما سخروكم الفراعنة وبنيتوا ليهم الأهرام ؛ وبذلك ينشغلوا عنكم وما يسببوا ليك وجع الراس ؛ بعدين وين المشكلة ؛ أصلاً انت ما خسران حاجة ايديك دايماً مدخلها جوة جيب أمريكا وبتقدر تشيل الانت عاوزو منها.!!.. يعني " يا نتن" أنا حليت ليك برضو كذا مشكلة في صفقة واحدة ؛ وربنا قال " بارك الله في من نفع واستنفع " يعني نحن الاثنين حنحظى بمباركة الرب ؛ أها عاوز شنو أكتر من كدا؟! .. وحأطلب منه طلب شخصي " إني أصلي الضهر في المسجد الأقصى وأزور القدس قبل ما نرجه سوا.!! .. يعني حتبقى حجة وتجرة رايك شنو بالله ؟!!! وأكد لي معاوية أن الراجل حيفرح – يقصد نتنياهو - وحنوقع المعاهدة وبعد التوقيع حأتصل بالرئيس أطمنوا وأقول ليهو الموضوع انتهى وأنا راجع ومعاي الراجل للخرطوم فاتجهزوا لاستقبالنا.. بالله كدا ما حيكون الجنوبيين وبتاعين دارفور حقهم راح ؟!.. و" الدش" مات ليهم في يديهم؟!.. أها دي السياسة واللآ بلاش!! سرحت في الحل العبقري لأخونا معاوية وما زلت نادماً على أني نسيت أن أبلغ الدكتور غازي صلاح الدين قبل سنوات بالحل العبقري والفذ لأخونا معاوية الذي يقول عن نفسه أن لديه المقدرة " بعون الله بيع الرمال للبدو في الصحراء " .. عزيزي القاريء ربما أكون أنا – بدون قصد مني أو سوء نية - أحد أسباب تفاقم المشكلة وهذا مرده لاهمالي وتقاعسي بنقل أفكار معاوية الجهنمية للمعنيين من ولاة الأمر أو لعدم الكتابة عنها في حينه ؛ ولكن الآن فات الأوان ووقت الحل العبقري لأخونا معاويةلإيصال أنكاره العبقرية الجهنمية لمستشارية السلام قد فات ؛ ولأن كل ما تبقى الآن هو حوالي 67 يوماً فقط على موعد الإستفتاء وهذا الوقت لا يسعف معاوية لترتيب "شنيطة السفر" ؛ لكن وعلى كل حال خيرها في غيرها ؛ فليطمئن معاوية فالجماعة ما حيسيبونا في حالنا والجايات أكثر من الرايحات ؛ ومع ذلك هل يعرف لنا معاوية وصفة جهنمية أو معجزة إلهية تؤكد أو تنفي قيام الاستفتاء في هذه المدة الوجيزة واللا لا؟! ؛ أو ممكن يتم ؛ ويبقى استفتاء والسلام.. والسلام!! هامش: أهمس في أذن الدكتور غازي صلاح الدين وأقول له حتى لا اتهم أدبياً بالاهمال والتقاعس : أنني أقترح عليه الاستعانة بمعاوية عند الحاجة والضرورة فالرجل عبقرية فذة في حل المستعصيات العوالق!! .. اللهم بلغت .. اللهم فاشهد abubakr ibrahim [[email protected]]