توالت التأييدات من جماعات سلفية لما يسمى "دولة الخلافة" التي كان أعلنها تنظيم (داعش) بعد اجتياحه لشمال العراق في الشهر الماضي. وقالت الجماعة التي يتزعمها سليمان عثمان أبو نارو، وكانت انشقت عن جماعة الاخوان المسلمين في السودان في 1991، إن "قيام إخواننا في الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام بهذا الواجب العظيم وإعلان الإمامة العامة والخلافة الجامعة لأمة الإسلام واضطلاعهم بهذا الفرض الخطير لهو عمل صالح". وكانت الجماعة دعت الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في السودان في العام 2010 بدعوى أنها قامت على اساس دستور علماني. فرصة عظيمة وقالت الجماعة في بيان اطلعت عليه (إيلاف) إنها ترى في إعلان دولة الخلافة "فرصة عظيمة لتوحيد المسلمين وتقوية صفهم في مواجهة أعدائهم سائلين الله أن يحفظها ويديمها فتعم سائر بلاد المسلمين". وأهابت الجماعة السلفية السودانية ب"جميع المسلمين التواقين لعودة الإسلام وسيادة شريعته وخاصة المجاهدين أن يوحدوا صفوفهم حتى تتحقق الغاية المنشودة". وتابع البيان: "وإنه مما لا شك فيه أن الجهاد في سبيل الله وقتال أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين هو من صلب الدين والعمدة في إقامته وإعلاء رايته وتثبيت أركان الخلافة الإسلامية الراشدة، والذي نعتقد أن لا عودة للإسلام إلا به كما جاء به أولاً، وأن كل سبيل غير هذا مآله الفشل". فجر الخلافة وقال البيان: "وإنه لطالما تاقت نفوس المسلمين لعودة دولة الإسلام وسيادة المسلمين وبزوغ فجر الخلافة بعد طول غياب تآمر عليها فيه المتآمرون وقطّعوا ديار الإسلام أجزاء وأقاموا بينها الحدود وأسسوا لكل دويلة جيشًا ليحميَ تلك الحدود وليحول دون خلافة الإسلام ووحدة المسلمين وصار لكل بلد علَمٌ ونشيد وأضحت الوطنية الضيقة ديناً وذهبت وحدة المسلمين". وأوضحت جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة السودانية أنها "وعبر تاريخنا وفي كل مراحلنا نسعى لسيادة الإسلام وعزة المسلمين وقيام دولة الخلافة التي تحمل الإسلام وتحمي المسلمين وتحرس بيضة الدين". وأضافت أن المسلمين والمجاهدين خاصة فوتوا في العقود المتأخرة فرصاً كبيرة لإعلان الخلافة، بعد جهاد عظيم وبذل جسيم، ولمّا لم يفعلوا انتهزها الزنادقة والمرتدون وقطفوا ثمرات جهاد المجاهدين ودماء شهداء المسلمين. ونوّهت الجماعة السلفية إلى أنه "مما يجب أن يُعلم اليوم وقبل اليوم أن نصب الإمام وإقامة الخلافة التي تحرس الدين وتسوس الدنيا به أمر واجب على الأمة إذ لا قيام للشريعة إلا به" واجب عظيم وقالت إن المسلمين فرطوا في هذا الواجب العظيم حتى العلماء والجماعات والطوائف العاملة في حقل الدعوة إلى الله "إذ كان التفريط في القيام بهذا الواجب والدعوة إليه وتأصيله في نفوس أهل العلم وطلابه ناهيك عن عامة المسلمين". وأكد البيان أن "قيام إخواننا في الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام بهذا الواجب العظيم وإعلان الإمامة العامة والخلافة الجامعة لأمة الإسلام واضطلاعهم بهذا الفرض الخطير لهو عمل صالح يسقط عن أعيان الأمة بعلمائها ودعاتها إثم التأخير في التصدي لهذا الواجب الكفائي الذي يأثم القادرون بتأخيره". وخلص البيان إلى القول: "نحن في جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة بالسودان نعتقد أن الدعوة للخلافة وإقامتها وترسيخ العقيدة والإيمان في الأرض من أوجب واجباتنا التي نعمل لها، ولقد أفرحنا قيامهم بهذا الواجب الذي عجز الكثيرون عن القيام به، ومما هو مقرر في الشريعة أن يفرح المؤمن بقيام الواجب الذي عجز عنه إن تولاه غيره وتصدى له إذ النظر هنا إلى تحقق الواجب بقطع النظر عمن قام به لا سيما إذا كان من تصدى لهذا الأمر من أهل الجهاد و الشوكة ومراغمة الأعداء فبذلك يحصل استثمار الجهود وتحقق الموعود إذ الغاية هي إقامة أمر الله تعالى وتعبيد العباد له سبحانه".