أرجعت المفوضية القومية للانتخابات السودانية المشكلات والأخطاء الفنية و اللوجستية التي صاحبت العملية الانتخابية إلى جملة من التعقيدات و التحديات التي واجهتها المفوضية خاصة فيما يتصل بطباعة ونقل وتوزيع بطاقات ومعدات الاقتراع لمختلف ولايات السودان ، وأكدت المفوضية أنها وبالرغم من هذه التعقيدات تمكنت من إتمام العملية بنجاح و مكنت كل الناخبين من الإدلاء بأصواتهم بكل سهولة و يسر عبر 17 ألف مركزا للاقتراع داخل وخارج السودان. وكشف رئيس اللجنة الفنية بالمفوضية الفريق الهادي محمد أحمد خلال ورقة قدمها أمام ورشة التقييم و الإعداد لانتخابات جنوب كردفان عن حجم التعقيدات التي واجهتها المفوضية ، مشيراً الي أنها طبعت 179 مليون بطاقة اقتراع واستجلبت 53 ألف ستارة كرتونيه و 120 مليون صندوق اقتراع و 20 ألف صندوق لنقل معدات الاقتراع من بطاقات و ارانيك و أحبار، بلغ وزنها مجتمعة 2800 طن تم نقلها جوا من خارج السودان إلى الخرطوم و جوبا عبر 400 رحلة جوية ، مشيراً الي أنه تم استخدام 16 مروحية لنقل اللجان وتوزيع المعدات داخل السودان منها 11 مروحية بجنوب السودان و 5 بدارفور حيث نفذت 400 طلعة جوية ذهاباً وأخرى إيابا ، كما تم استئجار 200 شاحنة وعربة صغيرة بدارفور فقط لنقل مواد و معدات الاقتراع. وأشار الفريق الهادي الي أن كل هذا العمل بهذه المجهودات الضخمة تم خلال أثني عشر يوما فقط ، وأن المفوضية تعاملت خلال هذه الانتخابات مع 15 ألف و مائتي مرشح في كافة المستويات التنفيذية والتشريعية ، القومية والولائية ، كما قامت بطباعة نصف مليون نسخة من قانون الانتخابات ومثلها من قواعد المراقبة. وقال الفريق الهادي أن اللجنة الفنية للانتخابات وبالرغم هذا الكم من التعقيدات لم تسجل حادثة عنف واحدة تذكر على خلاف ماكان يتوقع بعض الغربيين بأن انتخابات السودان ستكون بداية لحرب مفتوحة ، مؤكداً أنه حتى هذه اللحظة لم تتسلم المفوضية أي شكوى من حزب ولم تقدم اى أدلة حول حدوث عمليات تزوير بالانتخابات ، وأوضح أنه تم اعداد السجل الانتخابي بنسبة 2% زيادة على ماكان مخططا له. وأثنى الفريق الهادي على دور الأممالمتحدة ودعمها للعملية الانتخابية مما ساهم في إنجاحها ، كما أشاد بأداء الصحافة السودانية التي كان لها دورا فاعلا في نقد و تقويم العملية ، وختم قوله بأن هذا " يصب في خانة السلوك الإيجابي".