كان من المعتاد أن يجد مدير أحدي الشركات شركته في ورطة مالية فيحاول حلها لا عبر علاقاته الخاصة وهي متوفرة ومتاحة ولكن يحلها بنفسه . يذهب المدير الي المصرف الذي يكون أحد أعضاء مجلس ادارته ليطلب تمويلا للشركة التي يصفها بأنها (واعدة) .. ويضع توقيعه علي طلب الشركة الخاص بالتمويل . وتتلقي شركته التمويل قبل ان تعلم شمالها ما أنفقت يمينها ويتكرر هذا الامر في اكثر من شركة وأكثر من مصرف ولا عزاء للمودعين. المحسوبية هذه ليست حكرا علي القطاع المصرفي فهناك القطاع العام (الذي عام الي أن غرق ولم ينقذه أحد). ولكن خطورة القطاع المصرفي أن امواله هي اموال مودعين.. أوعدوا حصاد عمرهم – ملك يمينهم وحاميها حراميها . لهذا فان الدكتور صابر محمد الحسن محافظ البنك المركزي يستحق وسام الشجاعة لأنة اصدر قرارات تمنع مثل هذا العبث. صابر اصدر قراره بعدم الجمع بين منصبين في مجالس ادارات مصرفين مختلفين ف(حواء السودانية والدة).. ولا يمكن لرجل واحد أو بضعة رجال أن يكونوا هم مجمل أعضاء مجالس ادارات المصارف السودانية. وسام الشجاعة يستحقه الرجل لأن الاسماء التي حد هذا القرار من خطورتها هي اسماء لا يستطيع أحد أن يقف في وجه نفوذها اسماء ظل بعضها يظهر في التشكيلات الوزارية والتي لم تستوزر منها كانت اسماء نافذه تستطيع تعطيل معظم القرارات الحكومية . هم رجال بقامة وقوة الحكومة نفسها. نظافة يد الرجل هي التي دفعت به لاتخاذ مثل هذه القرارات... فاليد المتسخة يتم تصويرها ومتي ما حاولت ادعاء النظافة اخرج لها مثل هؤلاء الرجال.. صور الماضي صور الايادي الملطخة بالمال الحرام.. فكتف عما هي مقدمة عليه. واذكر حينما هاجمت الصحف محافظ البنك المركزي بضراوة لشروعه في تشييد المبني الجديد لبنك السودان .. توقف الرجل عن البناء خوفا من النقد المكثف الذي أصاب الحكومة من نافذته. يومها اجتمع به الرئيس البشير وسأله :(هل تشيد هذا المبني لتنقل فيه اسرتك ؟ أم لتنقل اليه البنك المركزي؟). (طبعا لأنقل اليه البنك المركزي!!) أجاب صابر فعاجله الرئيس بالعبارة التي منحته دفعه قوية منذ ذلك الحين والي يوم الناس هذا ) اذا كنت تعمل وتبني من اجل الدولة فأمضي علي بركة الله). ومضي الرجل .. علي بركة الله. بل وينسب بعض النافذين الي صابر نصيحته للرئيس بالتخلي عن منصب (رئيس مجلس ادارة بنك أمدرمان الوطني).. لأنه من غير العدل أن يكون بنك امدرمان الوطني بنكاً عاملا ومنافساً في السوق السوداني ويكون رئيس مجلس ادارته بدرجة... رئيس جمهورية والرئيس هو الرجل الذي يفترض أنه راعي الاقتصاد الوطني كله. القرار لم يمض عليه سوي ايام وما زال الوقت مبكراً لحصاد نتائجه.. ولكن بعد فترة من الزمن .. ستضعف القطط السمان. نقلا عن صحيفة التيار السودانية 21/6/2010م