حوصر زعيم حزب الأمة الصادق المهدي باحتجاجات وهتافات ضده أثناء خطاب جماهيري في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور السبت واضطر للرد المباشر على المجموعة التي اشتبكت مع أنصاره في الحشد الكبير، قبل أن يعلن تأييده لتسليم الرئيس المعزول عمر البشير الى المحكمة الجنائية. وقال مصدر رفيع في حزب الأمة استفسرته "سودان تربيون" إن المجموعة التي رفعت شعارات مناوئة للمهدي تنتمي الى إحدى الحركات المسلحة عمدت الى ترتيب افساد اللقاء الجماهيري منذ وقت مبكر. وأكد ان الهاتفين بوجه المهدي كانوا يرددون "أين السلام؟" كما وصم بعضهم زعيم حزب الأمة بالكذب، وأن الأخير حاول الرد عليهم مباشرة أثناء خطابه. وطلب المهدي قبل أن يبدأ القاء الخطاب ممن يسعون الى التهريج مغادرة الساحة، وأضاف " نحن اولوياتنا السلام لكن بيننا مهرجين لذلك لابد ان نتصدى لهم". وأشار الى أن حزبه وقع اعلان باريس مع الحركات المسلحة بهدف اسقاط نظام البشير وتحقيق السلام الشامل بالبلاد، لافتا الى أن الهتافات التي يسمعها حاليا لن تخلق سوى الفوضى. ومع تزايد التوتر في الأجواء وتبدي نذر معركة طاحنة بين أنصار المهدي ومعارضيه، تدخل زعيم حزب الأمة طالبا عدم التعرض للمجموعة التي تهتف ضده قائلا إنها "مأجورة ومن المؤلفة جيبوهم". ومضي يقول إن حزبه أعد خطة شاملة لتحقيق السلام بالبلاد تشمل مطالبة الأسرة الدولية بتصنيف كل من يرفض الانضمام الى العملية السلمية كإرهابي ومخرب. تسليم البشير وأعلن المهدي تأييده تسليم الرئيس المعزول عمر البشير الى المحكمة الجنائية الدولية لافتا الى أن التشريد الذي فعله في دارفور لا سبيل للتعامل معه الا التسليم للجنائية. وأضاف "كل من سرق مال الشعب وهتك عرضه وسفك الدماء يجب ان يحاسب". ويطالب غالب أهل دارفور بأن يتم تسليم الرئيس المعزول عمر البشير الى المحكمة الجنائية الدولية التي تطلب مثوله بشأن جرائم حرب وإبادة وقت في دارفور منذ العام 2003. وصدرت مذكرتا توقيف ضد الرئيس المعزول في عامي 2009 و2010 لكن الرجل رفض الاعتراف بالمحكمة قائلا إنها تدار من منطلق سياسي يستهدف الزعماء الأفارقة. وتبدو الحكومة السودانية مرتبكة إزاء مسألة الموافقة على ترحيل البشير للمحكمة الجنائية حيث لم تقرر بشأن الأمر حتى الآن بنحو قاطع.