قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير لها إن إعلان المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو أن العقيد الليبي معمر القذافي أباح لجنوده اغتصاب النساء الليبيات قد أثار جدلا واسعا في أوساط عديدة. وكانت إشارة أوكامبو نفسه إلى أن ما أعلنه لا يزال محض ادعاءات قد أثارت علامات استفهام كثيرة داخل وخارج ليبيا وفي الأوساط الحقوقية. منظمة العفو الدولية قالت إن عناصرها لم يتمكنوا من الحصول على أدلة "دامغة" تؤيد ما ذهب إليه أوكامبو. الحقوقي شريف البسيوني الذي يرأس لجنة من الأممالمتحدة للتحقيق في خروقات حقوق الإنسان في ليبيا، قال إن فريقه لم يستطع مقابلة إلا ضحية واحدة، ولكن الأقاويل تشير إلى حالات عديدة. وقال البسيوني في مقابلة صحفية "لا أقول إن الادعاءات غير صحيحة، ولكني أقول إنني لم أعثر على الدليل بعد". وأشارت الصحيفة إلى وجود مناقشات عنيفة بين الأطباء في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، حيث يسود الخلاف بينهم على الطريقة المثلى لإجراء تحقيق مناسب، كما أن هناك خلافا بينهم بشأن وجود حالات اغتصاب أصلا. يذكر أن موضوع الاغتصاب قد جرى تناوله من سياسيين عدة ينتمون إلى دول وأنظمة تريد الإطاحة بالقذافي، ومن بينهم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي قالت إن القذافي وقادة إقليميين آخرين يحاولون "بث الفرقة بين الشعوب عن طريق استخدام العنف والاغتصاب ضد النساء كأداة من أدوات الحرب". أوكامبو أعلن عن الاتهامات لكنه ذيّل إعلانه بأنه لا يزال بانتظار الدليل قالت الصحيفة إن الجدل بدأ في أواخر مايو/أيار الماضي حيث إن طبيبة اسمها سهام سرغاوة قالت إنها أجرت استبيانا يتم تحديثه باستمرار وتوزعه على الأطباء في مستشفيات مدينة بنغازي الليبية. وأظهرت نتيجة الاستبيان أن هناك آلاف الأشخاص يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة وأربعة آلاف طفل يعانون من مشاكل نفسية، ولكن المفاجأة كانت بروز 259 حالة لنساء قلن إنهن اغتصبن من قبل عناصر القوات الموالية للقذافي. سرغاوة قالت إنها التقت بمائة وستين امرأة تعرضن للاغتصاب. لكن الأطباء في ليبيا شككوا في قدرتها على الحصول على كل تلك الآلاف المؤلفة من الردود والتفاعلات في ظل الوضع المضطرب في البلاد. أطباء آخرون من ضمنهم رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى بنغازي الدكتور علي الروي قال إن سرغاوة رفضت أن تطلع زملاءها الأطباء على نتائج استبيانها، موحيا بأنه أمر يدعو للريبة. وتنقل الصحيفة عن الروي قوله "أجد نتائج الاستبيان مبالغا فيها. لا أعتقد أن بالإمكان توزيع كل تلك الاستمارات الاستبيانية في ثلاثة أسابيع". طبيب نفسي آخر اسمه عصام الغيراني انتقد سرغاوة لتحدثها للإعلام عن حالات الاغتصاب، مشيرا إلى حساسية الموضوع خاصة في مجتمع محافظ مثل المجتمع الليبي. البسيوني تطرق هو الآخر إلى حساسية الموضوع قائلا "النساء لن يفصحن عن الاغتصاب علنا. لن يقمن بتدمير سمعة عائلاتهن"، كما أشار البسيوني إلى قضية وجود ادعاءات بالاغتصاب ضد عناصر الثوار كذلك. من جهة أخرى يسود الخلاف بين أوساط الليبيين على توجه المغتصبات إلى الإعلام والمحاكم، فمنهم من يرى أن ذلك سيشجع الضحايا على التقدم بشكاويهن وكشف جرائم القذافي، بينما يرى البعض الآخر أن التحدث عن هذا الموضوع علنا سيجرّ على البلاد مشاكل اجتماعية طويلة الأمد. وكان موضوع اغتصاب النساء في ليبيا قد أثير علنا عندما اقتحمت امرأة ليبية تدعى إيمان العبيدي فندقا في طرابلس يقيم فيه الصحفيون الأجانب وادّعت أنها تعرضت للاغتصاب على يد قوات موالية للقذافي. Dimofinf Player http://www.youtube.com/watch?v=NWjYeP8-B4M