راصد بيت الأسرار كان يؤدي واجباً اجتماعياً ويشارك إحدى الأسر الأمدرمانية في تشييع فقيد لها، وكان من بين المشاركين في مراسم الدفن دستوري من خارج منظومة الحزب الكبير.. وخلال مراسم التشييع وأمام الملأ ظهر أحد أشهر رجال التواصل الاجتماعي الأمدرماني بملبسه المميز وشعر رأسه الذي لا يريد الاستقرار تحت الطاقية المشهورة وخاطب الدستوري بصوت عالٍ وقال له: (الحردان كلموا).. وكان يعني ما نشرته «آخر لحظة» في بيت الأسرار صبيحة ذلك اليوم، فابتسم الرجل دون أن تظهر على وجهه أي علامات أو تعابير لكن الغضب اعتمل في صدره، فخرج من ساحة الدفن والتقى عدداً من مستشاريه محتجاً على الموقف محملاً الصحيفة المسؤولية، وقال إنه لم (يحرد) العمل ولكن مكتبه القريب من المكتب الكبير خاضع لأعمال صيانة منذ سبعة أشهر، وحكى القصة كاملة ولم يكن يدري أن راصد بيت الأسرار كان جالساً إلى القوم متنكراً في زي لم يعتد الآخرون أن يروه فيه فقد قال الرجل إنه وبعد فوزه في الانتخابات البرلمانية وبعد تعيينه في المنصب الرفيع اعترض على المكتب الذي خصص له، وقال إن به أعطاباً وأعطالاً، وأبلغ الرجل الأول القريب من الرجل الكبير وأوضح له أنه لا يحتمل العمل في ذلك المكتب الذي طفحت مجاريه وتسربت مياهه، فوعده الرجل الأول القريب من الرجل الكبير بأن الصيانة ستتم قريباً.. لكنها لم تكتمل حتى الآن. راصد بيت الأسرار سمع ممن سمع بأن الرجل المعترض على المكتب يمارس عمله من داخل منزله في العاصمة الوطنية، وأنه أحال صالون منزله إلى مكتب رسمي وأنه ينفذ التكاليف العليا كاملة غير منقوصة، وأنه لم يضرب عن العمل أو يمتنع ويذهب مع نهاية الشهر لقبض الراتب، وقال من قال للراصد: (من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل).