سيدي الرئيس القادم.. نسينا أن نقول لك مبروك.. رغم إننا كنا قد نذرنا للرحمن صوماً.. عن أن نحبِّر أصابعنا.. بتلك «البُهية» التي قيل إنها.. تذوب سريعاً.. كما تذوب حلاوة قطن.. نعم.. لم نذهب.. لصناديق الاقتراع.. ولكنا.. وصوناً لسلامة الوطن.. وحفاظاً على تماسكه.. ونزولاً وامتثالاً.. للأمر الواقع.. نقول سنبارك لك الفوز... بل دعه يكون الاستمرار في قيادة دفة المركب.. ولكن سيدي نحن نعلم.. أنك تعلم.. أن مركب الوطن.. ولعشرين سنة وتزيد.. كان بها أكثر من ريس.. صحيح.. أنك كنت تمسك بالدفة.. ولكن صدقني.. إن بها أربع «بحَّارة».. يشعلون بها وفيها فوضى عارمة.. أحدهم سيدي الرئيس... ظل.. يخرق فيها بمسمار طوله.. ألف بوصة.. حتى تغرق.. وآخر ظل «يخرق» الشراع حتى تبطئ.. وثالث يوقد النار.. ليطهو فاخر الطعام وأطايب الموائد.. موقداً الجمر.. على «الدكة».. والخشب يشتعل من أطرافه وقلبه.. والرابع.. كان يعبث «بالبوصلة».. لتتوه المركب.. رغم أنه يعرف أن هذه الطريق لا تقود إلى «البصرة».. فهلاّ قذفت بهم في عرض البحر.. أو على الأقل.. أمرتهم.. بالجلوس.. خلف آخر راكب.. نأمل.. سيدي الرئيس القادم.. حدثناك بالأمس و«وصيناك» بالعمل على وحدة الوطن.. بدأنا بها لأنها الأمر الأعظم.. واليوم.. دع أسئلتنا... تتدفق.. فهي بلسان.. وألف لسان.. أسئلة.. في ضمير.. كل مواطن ومواطنة.. «تحوم» في قلق في عقول وأفئدة الناس كل الناس.. تجمعهم حروفها في وحدة.. لا انفصام لها.. لا يهم.. اللون أو الجنس أو الدين.. لا يهم من صوت لك.. أو ضدك.. أو قاطع.. إنهم شعب السودان.. كل السودان.. ونبدأ بالسؤال الأول.. هل.. ستواصل.. في فترة ولايتك.. ولأربع سنوات قادمة.. في نفس النهج.. النهج الاقتصادي.. أعني.. وهو تحرير الأسعار وسياسة السوق الحر.. تلك السياسية التي «ورتنا الويل وسهر الليل».. تلك السياسة التي جعلت كل الشعب تحت رحمة تجار ورجال أعمال.. غلاظ الأكباد.. متوحشين ومصاصي دماء.. بل هم بلا ضمير ولا رحمة ولا أخلاق.. وبفضل تلك السياسة.. نهضت وتكدست الأموال.. وتقلب الرأسماليون في مخدات الترف والعجب والطرب.. وتقلب المواطنون.. على «جمراً تهبو الريح»، وازداد الأغنياء غنىً وازداد الفقراء فقراً.. وبالله.. وبحق رعايتك للدولة.. كيف تسمح سياسة دولة راشدة.. بأن يتحكم ثلاثون تاجراً في سلعة السكر.. التي هي الطعم «الحلو» الوحيد الذي تذوقه فقراء بلادي لعقدين من العمر الحزين.. وسؤال.. ثاني.. هل ستظل مملكة المحليات منيعة الأركان شاهقة البنيان فاحشة الطغيان.. تتحكم في «حقارة».. حتى في «النفَس الطالع ونازل» من صدور شعبي المسكين.. الحليم الصبور.. الوديع.. العنيد.. وهل تعود لأورنيك 15 أيام مجده.. لتختفي وإلى الأبد.. إيصالات الجباية التي هي أوراق كراسات مختومة بأختام بائسة.. أو مطبوعة على أوراق بيضاء.. لا تحمل غير إمضاء لا يفك طلاسمه حتى ذاك «الألماني» الذي فك شفرة الحروف «الهيروغلوفية».. سؤال رابع.. هل.. يظل المعاشيون للصالح العام.. ومتقاعدو البنوك.. يتحاومون من «ضل» محكمة إلى «مسطبة» مصرف يقاتلون بأوراق اهترأت من كثرة الترحال.. تحملها أيد معروقة.. نافرة.. وناحلة ولكنها أعطت زهرة شبابها.. وأنضر سنوات عمرها.. خدمةً لهذه البلاد وهل يكون جزاؤهم جزاء سنمار.. وسؤال خامس.. هل.. يتواصل.. العجب وتتواصل الدهشة.. والشعب يسمع ويقرأ.. في الصحف.. بأن مواطن «واحد».. «شال».. سبعةً وثلاثين ملياراً من أحد المصارف.. والشعب لا يعرف حتى الآن اسم هذا «الحاوي» ولا اسم المصرف المهمل.. أو المتواطئ.. لا يعرف إن كانت الأموال.. قد عادت إلى قواعدها سالمة أم «راحت في حق الله».. لك الشكر على سعة صبرك.. ولك الود