كعادة السودانيين دائما في مواساة أصدقائهم فى فقد عزيز لديهم ذهب د. إبراهيم وهو طبيب معروف وحبوب في قرى الجزيرة لعزاء احد اصدقائه فى وفاة والده. وبعد الترحم على الفقيد جلس د. ابراهيم مع مجموعة من الرجال يذكرون محاسن فقيدهم ويتناقشون فى قضايا البلاد المختلفة. عندها سمع د. إبراهيم أطفالا وهم يصيحون فى فرح «بطيخة جا.. بطيخة جا... بطيخة جا». نظر د. إبراهيم الى الطفل بطيخة فوجده فى حوالى السادسة من عمره يسير بصعوبة نسبية تحاول فلنتة بالكاد تستطيل لتغطى تلك الفتحة التى تسمى «السرة» فى اسفل بطنه. كان يبتسم لهم وهو يحاول السير نحوهم ولكن تتقطع ابتسامته تلك بمحاولاته المستميته فى استنشاق بعض الاكسجين الذى يمنع من دخوله بسهولة تلك الشحوم التى تعتلى أعلى كرشة لتضغط على حجابه الحاجز فلا يستطيع التنفس بسهولة. سأل د. إبراهيم على الفور ابن من هذا؟ قال احد الحضور إنه ابنى لماذا؟ قال د. إبراهيم ابنك هذا يعانى مما يسمى بالسمنة أي زيادة وزن الطفل بنسبة 20% عن الوزن الطبيعي لمن هم فى مثل عمره ولكن مع اخذ اعتبار الطول حيث تزيد عدد خلايا الدهون فى جسم الطفل أو يزيد طولها مما يشكل خطراً على صحته اثناء الطفولة. عندها اعتدل أ. أحمد «والد الطفل المعنى بالحديث» فى جلسته و سأل د. إبراهم عن مخاطر السمنة على الأطفال. فقال له د. إبراهيم: للسمنة مخاطر كثيرة ومتنوعة تبدأ من المخاطر الصحية وتنتهى بالمخاطر النفسية، فيكون الطفل معرضا للربو يعنى الأزمة وأمراض القلب بل قد يصاب الطفل بالسكري، هذا فضلا عن صعوبة النوم نتيجة لصعوبة التنفس وبالتالى لا ينال قسطا أوفر من الراحة مما قد يؤثر على تركيزه الذهنى وتحصيله الاكاديمى. أما التأثيرات النفسية فتشمل تعرضه للسخرية وبالتالى الخجل من نفسه وبالتالى احساسه بالاكتئاب نتيجة شعوره بعدم تقبل الآخرين لشكله الخارجى، وبالتالى ضعف فى ثقته بنفسه مما قد يؤثر فى تفاعله الاجتماعى مع الآخرين، بل قد يمتد الامر الى ان ينعزل عن المجتمع. تناول د. إبراهيم رشفة من كباية الشاي الموضوعة أمامه ثم واصل: أما أسباب السمنة فهي إما وراثية أو نقص فى نشاط الغدة الدرقية أو تناول الطفل لأدوية تحتوى على الكورتيزون أو زيادة افرازه فى الجسم . أما فى حالات شاذة فقد يكون النشاط الزائد لمركز معين فى المخ مسؤولا عن تنظيم الإحساس بالجوع والشبع هو السبب. كما ان جلوس الطفل الطويل امام التلفاز وعدم الحركة او الرياضة قد يكون من أسباب السمنة بل حتى نوعية الطعام الذى يتناوله قد يكون من الأسباب خصوصا البطاطس المقلية والإكثار من النشويات. وقال أ.ا أحمد: طيب نعمل شنو يا دكتور والله انا ما عارف زاتو الحل شنو؟ قال له د. إبراهيم انا حأديك بعض المقترحات منها مثلا: توصيل رسالة للطفل بأننا نحبه بغض النظر عن شكله الخارجى، نحن نحبه لانه طفلنا فهذا كفيل بزيادة ثقته بنفسه وتقديره لذاته. استحماله دائما خصوصا اذا ما تمت مضايقته من زملائه فى المدرسة. حرصاً على ان يؤدى التمارين الرياضية دائما مع تنظيم وجباته بالإكثار من الخضروات. ولكن اهم شيء هو ان يعرض على طبيب حتى يتم تحديد سبب السمنة وأخذ علاجات اذا كان الأمر ضروريا. عندها شكر أ. أحمد، د. إبراهيم كثيرا على هذه الإيضاحات ووعده بتنفيذ كل مقترحاته مع تعنيف زوجته إذا أعطت ابنه بطاطس مقلية، عندها ضحك الحضور ليتحول النقاش الى المشكلات الزوجية. وكان لدكتور إبراهيم أيضا إفادات مهمة بهذا الخصوص.