أكد الدكتور معتصم جعفر رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام في آخر حوار له مع »الإنتباهة« قبل السفر إلى حضور النهائيات الإفريقية للأمم بكل من غينيا الاستوائية والجابون التي تفتتح غداً، أن مشاركة منتخبنا الوطني هذه المرة مختلفة عن السابق، ووعد بوصول المنتخب إلى الدور الثاني، وأنه لن يخرج من الباب الخلفي. وأشار إلى أن عملية التجنيس ظهرت عواقبها في العقم الهجومي لصقور الجديان، وطالب الأندية بالتعامل بمسؤولية، وأظهر استياءً من التعنت الذي تفرضه وزارة المالية في حجب الدعم عن الاتحاد العام.. فإلى مضابط الحوار: ٭ الكل يتمنى ظهور مشرف للمنتخب في النهائيات؟ هذا صحيح، وكلنا أمل أن يظهر منتخبنا بمظهر جيد، وهذا يشرف السودان، وأولادنا علمونا تحقيق المتسحيل. وأنا غير منزعج كما يشعر الجميع، لأن المنتخب توفر له إعداد جيد من حيث المعسكرات والمباريات الإعدادية مع منتخبات ذات سمعة طيبة في القارة الإفريقية، وبطبيعة الحال استفاد الجهاز الفني واللاعبون من المشاركات المختلفة من حيث التعرف على المدارس المختلفة، وهذا يفيد المنتخب كثيراً في التكيف مع أجواء بطولة مختلفة من حيث الشكل، ولكن مؤكد سوف نحقق نتائج جيدة ولن نخرج من الباب الخلفي. ٭ لكن القاعدة الرياضية خائفة بعد المشاركة السابقة »2008« التي مني فيها المنتخب بنتائج ثقيلة من أن تتكرر مرة أخرى؟ المشاركة السابقة كانت بعد غياب امتد »30« عاماً، وحتى مشاركة »2008« استفاد منها اللاعبون في التعرف على البطولات الكبيرة. وهذا ينعكس على المشاركة الحالية من حيث »فك« عقدة الخوف. والمشاركة هذه سبقتها مشاركات تشبه الأمم الإفريقية وهي بطولة »الشان« وحقق فيها منتخبنا المركز الثالث. وهذا أكبر دليل على أن المنتخب تشبع بالخبرة، والجهاز الفني أصبح أكثر إدراكاً من أي وقت مضى. ٭ أنت متفائل جداً؟ على الرغم من صعوبة المجموعة من حيث المنتخبات، ولكن أزعم أن منتخبنا سوف يصعد الى الدور الثاني على أقل تقدير، وأنا أيضاً رجل واقعي ولا أدخل نفسي في عش الوهم، لأن المقارنة مختلفة، لكن ذلك لا يمنع من الظهور الجيد. والدليل على ذلك أن منتخب ساحل العاج الذي يواجه منتخبنا في أول نزال يصنف في المركز رقم »20« وبوركينا فاسو ضمن ال »50« دولة والغابون »180« والسودان »112«، وهذا آخر تصنيف من قبل »الفيفا«. وهذا أبلغ دليل على اتساع الفرق. ٭ هل إعداد المنتخب للنهائيات كان موازياً لإعداد المنتخبات المنافسة في تقديرك؟ الإعداد تم على حسب توصية لجنة المنتخبات الوطنية والجهاز الفني، وهم تقدموا بخريطة الإعداد لمجلس الإدارة وأمنا على ذلك، وعملنا على تحقيق كل ما هو مكتوب على الورق على أرض الواقع. وأنا أؤكد لك أن المنتخب من أول المنتخبات التي بدأت الإعداد، وكان بصورة جادة والمدة الزمنية ليست للمقارنة. لكن نلمس أن هناك تطوراً جيداً في المنتخب، وحتماً سينعكس في نتائجه في النهائيات. ٭ لكن الشارع الرياضي له رأي مختلف بأن الإعداد لا يشبه منتخباً منافساً في بطولة بحجم الأمم الإفريقية؟ الشارع الرياضي طموحاته أكبر من اللازم، وأحب أن أنبه عبركم إلى أن هناك أشياء لا يعلمها الشارع الرياضي عن كيف يتم الإعداد في ظل الظروف الصعبة التي نواجهها. وإعداد المنتخبات الكبيرة يحتاج الى أموال باهظة، والكل يعرف ويتابع كيف تصرف الأموال نظير اعداد المنتخبات، لأن الإعداد مكلف ومكلف جداً، وحتى طلب المباريات الودية مع منتخبات كبيرة يحتاج الى أموال كثيرة. ٭ أما كان من الأجدى أن يكون معسكر المنتخب في مكان واحد بدلاً من السفر المتنقل باللاعبين مما شكل لهم المزيد من الإرهاق؟ هذا السؤال أفضل من يجيب عليه الجهاز الفني، لأنه طلب المشاركة في بطولة »إل. جي« بالمغرب وسيكافا، والسفر الى قطر عبر مبادرة من الإخوة القطريين، ونحن نشكرهم على ذلك، ونتمنى أن تكون هناك مبادرات جيدة في المستقبل، أما أداء المباريات الثلاث في كل من دبي والسنغال والجابون، فأنا أعتبرها أولوية وأفادت الجهاز الفني كثيراً، لكن في نهاية المطاف نحن لا نتدخل في الخريطة الفنية. ٭ الكل يؤكد أن العناصر المشاركة تملك خبرات ضعيفة ما تعليقك؟ أولاً أنا لا أسمح لأية جهة أخرى أن تتحدث عن إعداد المنتخب. ومن هو الذي يعتقد ويقيم.. هذا كلام تنظير، وأنا أحب أن أسأل: من كلف نفسه بمتابعة إعداد المنتخب حتى يعرف ما هو سيئ وما هو جيد.. والجهاز الفني فتح الباب لكل المواهب وفي نهاية المطاف اختار ما هو مناسب. ونحن نعمل شنو ديل اللاعبين النجوم في الدوري نجيب من وين؟ أشعر من حديثك أنك مستاء من تناول الاعلام والقاعدة الرياضية للمنتخب؟ أنا أحترم الاعلام جداً ومؤمن بدوره في تحريك الرأي العام، لكن إلى الأحسن. والإعلام الرياضي له عدة مكاييل ويضع أصبعه في أذنه عندما يحقق الاتحاد العام نجاحات.. وينبري إلى قدحه عند أقل اخفاق. والغريب في الأمر أن الإخوة في الاعلام الرياضي يعلمون حجم المعاناة التي نتحملها في سبيل تحقيق الإنجازات، وأبلغ نجاح لنا في الاتحاد العام ظهور منتخبنا ضمن أفضل المنتخبات الإفريقية. ٭ لكن في الواقع مظهر المنتخب في الإعداد كان ضعيفاً؟ شوف.. الإعداد يتدرج من أدنى إلى أعلى، ونحن نعلم أن اللعب في النهائيات مختلف جداً. والمنتخب يعاني عقماً في الهجوم والأسباب معروفة للجميع، وحتى العناصر التي وقع عليها الاختيار فقدت بعامل الاصابة، والجهاز الفني يعمل في ظروف صحية جداً، وحتى نجوم الدوري السوداني غابوا عن أنديتهم العام الماضي بعامل الإصابات. وعلى العموم نحن حزمنا أمتعتنا، والآن نحن أمام الأمر الواقع. ٭ الاتحاد العام يشكو من عملية التجنيس، ويشير إلى أن المنتخب الخاسر الوحيد من ذلك، ويحمل المسؤولية للأندية؟ الأندية تسعى لإحراز بطولات وهذا ينعكس سلباً على المنتخب، وأنا أطالب مجالس الأندية بالتعامل بمسؤولية مع هذا الملف الخطير. ونحن عندما قررنا أن يكون لكل نادٍ ثلاثة مجنسين فقط لعلمنا التام بخسارة المنتخب جراء هذا التجنيس، لأن قرارنا جاء عبر دراسة علمية، وهذا يحدث في جميع الدول. والهدف من علمية التجنيس تدعيم الخانات، ونحن قصدنا المحافظة على حراسة المرمى لأنها من الخانات النادرة، لكن البعض يتحايل عليها، وحتى المحكمة الدستورية رأت بزاوية مختلفة، لأننا نرى أن تكون للوطنيين مساحة أكبر. ٭ كثيراً ما تتحدث عن المعاناة المالية للاتحاد وعدم وجود مواعين للدعم؟ نحن في الاتحاد العام لم نجد أي دعم من أية جهة خلاف حافز الرئيس الذي قدره مليون جنيه، لكن طيلة الفترة الماضية نحن نصرف على الاتحاد، ونشكر الله أننا استطعنا أن ننفذ الشعار الذي بدأنا به، وهو الاهتمام بالمنتخبات الوطنية، والدليل على ذلك مشاركتنا في جميع البطولات القارية للشباب والناشئين والأولمبي والأول في النهائيات الإفريقية، وهذا توفيق من ربنا. والاتحاد العام يتحمل مسؤوليته كاملة ويجابه الصعاب، وعلى الجميع تحمل مسؤوليته. والباب مفتوح، ونحن نتمنى أن تُخصص ميزانيات جيدة للأندية والمنتخبات من قبل الدولة. ٭ تقصد أن وزارة الشباب لا تتحمل مسؤوليتها؟ أبداً وزارة الشباب والرياضة تقوم بمسؤوليتها، فهي وسيط، وأشكر الوزير على زيارته للاتحاد العام باعتباره أكبر هيئة رياضية في السودان، لكن المشكلة تكمن في عدم فهم وزارة المالية للأمر، والدليل على ذلك التعنت والتأخير في عملية الدعم. وفي السابق كانت هذه الوزارة تتحمل بند السفر والحوافز، والآن أوقفته تماماً. وهذه الالتزامات أصبح يتحملها الاتحاد العام لوحده. ونحن نتمنى أن تنظر الدولة إلى الرياضة بشكل مختلف حتى نستطيع تحقيق الإنجازات في جميع الأصعدة، وحتى نضمن الظهور في المشاركات الدولية بصورة تليق بهذا الوطن العزيز.