تعتبر التحديات التي تواجه مسار السلام في ظل التعقيدات التي تشهده السودان في كافة جوانبه وتشابكاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مدخل لمعرفه جوابن القصور في طبيعية تحليل الصراع وتدعياته،ومدي توفير اليات مناسبة لقطع الطريق امام تفاخم ازمات السودان ولا شك ان الحرب مٌتصدره لاولويات الدولة منذ الاستقلال، هذة الوضعية خلصت من فرص نهوض وتطور الدولة ونظمها السياسية مما ادي الي تراجع دورها علي مستوي الاقليمي،ومتصدرا" دول في قوائم الفقر والفساد،وانتهاك حقوق الانسان،وجرائم الحرب...الخ،وفي خضم هذا التعقيدات تعتبر المراة من اللواتي تاثرن بالحروبات علي مدار تاريخ الازمة السودانية وقد غيبت من اعطاء فرصهن بتكافوء في التعليم والمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافة الا ما ندر،وبالتالي عطلت من فرص تمكين المراة في المجتمع لتقوم بدورها الطليعي اتجاه ابناءها لحثهم باهمية التعليم ومن ثم النهوض بالمجتمع،والمشاركة في قيادتها،بتاكيد الحرب اثرت بشكل مباشر في دور المراة خاصة في مناطق النزاعات،مثلا في المعسكرات التي لجأ اليه الاسر الفارين من جحيم الحرب والدمار، لا زال النساء يتعرضن للمضايقات،والتحرش والاغتصاب من ملشيات الجنجويد المدعوم من نظام الخرطوم،عندما يذهبن لجمع الحطب لاعداد الطعام،هذا بالطبع يترك أثار نفسية وصدمات نفسية مدمرة علي مدي الطويل ونتائجه عالية الثمن عند علاجها بعد الحرب،مما يترتب علي ذلك مشاركتهن من الان بغرض امتصاص تلك الصدمات،بتاكيد يتطلب الامر مجهود كبير لضمان تخليص النسب والمضي قدما لايجاد اليات مستقبلية لتقليل التراكمات النفسية بسبب الحرب لاجلهن.لنباء السلام ) ( peace buildingمن الملاحظ في كل جولات التفاوض التي كانت تتم بين نظام الخرطوم والحركة الشعبية وحركة تحرير السودان ومفاوضات الدوحة ،كانت مشاركة المراة ضعيفة من كل الاطراف وان تمثيلها في اللجان الرئيسية في المفاوضات قد تكون معدومه،بناءا" علي هذة الملاحظة يجب توفير فرص اوسع لهن في صناع القرار وصياغة التشريعات،الدستور ،ادارة المنظمات والمؤسسات الاقتصادية، ولكن ستظل بعد الاسلئة محتاجة الي اجابات قطعية علي سبيل المثال علي اي مدي بامكان تفعيل دور المراة في مناطق النزاعات في بناء السلام ومشاركتها في الحياة السياسية بشكل افضل وتطوير مقدراتهن في تعزيز الديمقراطية في حالة تحول من الحرب الي السلم،وخاصة في سياق نزاعات السودان يحتاج الامر النظر بعمق نسبة لضرورته، هذا بالطبع اذا وضعنا في عين الاعتبار ان بناء السلام عملية مستمرة تبدا من لحظة ايقاف الحرب الي ما بعده وقد يستمر سنين،خلاله يتم مشاركة كل اطراف الصراع واصحاب المصالح،بما فيه بعثات حفظ السلام التي فوضت من الاممالمتحده لتلعب دور مهم في بناء وتعزيز السلام علي الارض ،في خضم هذا التحولات المستمرة تعتبر مشاركة المراة ضرورية،وتمليك قيادات النسوية في مناظق النزاعات مهارات اللازمة في فض النزاعات وادراته واعداد خطط لبرامج تنمية المتجمع بما في ذلك المشاريع الانتاجية التي يموله وكالات الاممالمتحده والمنظمات الدولية في مراحل تحول النزاعاتconflicts transformation الي صراع غير عنيفNon-violence وذلك من اجل تهئية الشرائح المجتمعية كي تلعب دور فعال للاجل تقليل مخلفات الحرب وفتح فرص السلام المستدام sustainable peace. لاشك ان بعثات حفظ السلام والمنظمات الدولية،لعبت دور مهم في ترسيخ مفهوم السلام عبر ورش مكثفة لنشطاء من كافة شرائح المجتمع،تعتبر الدور التي قامت به بعثة اليونميس عقبة اتفاقية السلام الشامل مقدره،وايضا بعثة يوناميد التي تعمل في دارفور حاليا برغم من بعض القصور في مهامها وذلك لضغف تفويضها ،هنالك العديد من النساء في هذة البعثات تقوم بواجبها، نريد لنساء من مناطق الصراعات تكون لها دور مماثل من خلال مواقعهن، علي اي حال ستظل دوره المراة بالغ الاهمية في بناء السلام وفض النزاعات، لذا نتطلع ان تكون لنساء دورهن العظيم من خلال افكارهن وارائهن، لبناء مجتمع مذدهر،ومن هنا اشير الي ان من واجب الشعوب المحبة للسلام وكذلك الدول والمنظمات والهئيات والمراكز البحثية ان تزيد جهودها والياتها لتطوير مقدراتهن وتحسين مهاراتهن للاضطلاع بدورهن في بناء السلام. [email protected]