حينما وقع الرئيسان عمر البشير وسلفاكير ميارديت علي سلسلة من الاتفاقيات في 27 سبتمبر في أديس أبابا، أكدا التزام حكومتيهما بالسلام والتعاون بين البلدين. ومع ذلك، منذ ذلك الوقت، للأسف، لم يتم تنفيذ هذه الاتفاقيات. طوال عملية التفاوض وتنفيذ ماتم الاتفاق عليه،ظلت أصوات النساء، الذين غالبا ما يكون هن أكثرالمتضررين من النزاع بين البلدين ظللن في المؤخرة، فقط في محيطهن السياسي. إن توقيع الاتفاقيات التسع في ذلك اليوم في أديس ابابا بَشر بمَضي علاقة جديدة بين السودان والجنوب. في حين أن الاتفاقات لا توجز أحكاما محددة بين الجنسين، فإنها توفر فرصة يمكن من خلالها البدء في حوار لايجاد أفضل السبل لإشراك المرأة، وصوتها في تقدم العلاقات الثنائية. يوجد حاليا كادر مؤثر جدا من النساء، سواء في الحكومة أو خارجها، في كل من السودان وجنوب السودان، يلعّبن أدوارا هامة على نحو مّطرد. المرأة نشطة في الهيئات التشريعية، الإدارات الحكومية، والمجتمع المدني. وقد تم مؤخرا تعيين امرأة في السودان كرئيسة للجنة الوطنية لحقوق الإنسان، و تعيين ثلاث نساء أخريات كأعضاء لتلك اللجنة. أربع من القيادات النسائية الدارفورية في المجتمع المدني زُرن العاصمة الأمريكيةواشنطن العام الماضي للمشاركة في ورشة عمل حول عملية السلام في اقليم دارفور، الذي استضافه معهد الولاياتالمتحدة للسلام، وفازت فيه ناشطة دارفورية بجائزة الولاياتالمتحدة لأشجع امرأة في العالم لاهتمامها بقضايا النازحين. وفي الوقت نفسه، في جنوب السودان ينص الدستورعلي أن 25 % من مقاعد المجلس الوطني مخصصة للنساء. في جنوب السودان النساء يشكلن غالبية طلاب الجامعات اليوم. في الواقع، النساء في كل من السودان وجنوب السودان يشغلن مناصب هامة في مستويات متوسطة وعليا في الجيش والشرطة ومعظم الوزارات، و في المجتمع المدني. النساء في كل من السودان وجنوب السودان تلعبان ادوارا قيادية رئيسية هامة ،و لكن مازالت هنالك حواجز أمام مشاركتهن الكاملة. إشراك المرأة عبر مجموعة متنوعة وواسعة من جميع الاطياف أمر حاسم لزيادة قدرتها على الوصول إلى الموارد وتولي المناصب القيادية. الجهود الرامية لتعزيز مشاركة المرأة وحمايتها من العنف تتلاءم مع التقرير الذي تم نشره مؤخرا من قبل معهد السلام الأمريكي، ويقدم التقرير توصيات لإدماج المرأة في عملية صنع القرار، والأدوار الفنية والمدنية ، على سبيل المثال، لا بد من شمل النساء في جميع الهيئات ذات الصلة بتنفيذ اتفاقيات أديس أبابا، بحيث يمكن أن تعالج هذه الهيئات احتياجات ومصالح المرأة. يمكن للجهات المانحة ذات النفوذ أيضا أن تلعب دورا تشجيعيا للمرأة.علاوة على إنشاء آلية رسمية لربط منظمات المجتمع المدني النسوي مع هيئات التنفيذ. الرجال أيضا جزء ضروري من الحوار، ويجب توسيع فهمهم لأسباب المشاركة الفعالة للمرأة في انجاح صناعة السلام. كما يؤكدّ هذا التقرير، إن النساء يجب أن يلعبن دورا قويا لتنفيذ هذه الاتفاقيات للمضي قدما. تسعي الولاياتالمتحدة لضمان ادخال وجهات نظر المرأة والاعتبارات المبنية علي النوع فى كيفية نهج السودان وجنوب السودان لعمليات السلام ، منع الصراعات، حماية المدنيين، بناء الدولة، والمساعدة الإنسانية. الصراعات بين البلدين كان لها أثر غير متناسب على حياة النساء، ونحن نعتقد أن أي اتفاقيات سلام تحتاج أن تكون أكثر اشراكا للمرأة وأكثر فعالية في قضايا النوع الاجتماعي. تركز الولاياتالمتحدة على تعزيز مشاركة المرأة وتمكينها محليا في السودان وجنوب السودان - للتأثير على مفاوضي احزابهم الخاصة في المفاوضات الدولية، والتأثير على عمليات السلام الجارية دستوريا ومحليا ، ونحن نعمل أيضا دبلوماسيا لتعزيز دور المرأة في المفاوضات الجارية بين البلدين. عندما تكون المرأة على قدم المساواة مع المشاركين في حل النزاعات، فخبرتهن الفريدة ومساهماتهن تساعد في جعل السلام أقرب منالا. لن يتم الوصول لسلام دائم بين السودان وجنوب السودان إذا تم ترك نصف السكان«أي النساء» من عملية التنفيذ. *المبعوث الخاص للرئيس باراك اوباما للسودان وجنوب السودان