يملؤك الفخر وأنت تتابع في الاخبار صفوف سيارات الامريكان في انتظار توزيع وجبات الطعام مجانا ، جائحة كورونا عطلت حركة الاقتصاد وتلك أم تعيل طفلا من غير أب فقدت وظيفتها تنتظر حصتها من الطعام ، وتلك أسرة تنتظر دورها لتحصل علي حصة الوجبات المجانية لها ولأسرة صديقة تعجز عن الحضور للاصطفاف ، يتم توزيع الوجبات بلا سؤال أو من أو قوائم تراجع المستحق وغير المستحق . وحده الاصطفاف في مركز التوزيع يعني الحاجة للطعام . فعل كورونا بوقفها لعجلة الاقتصاد نعيشه في اقتصاد السودان من غير هذه (الكورونا الصينية) ، فالعطالة التي تصل الي سبعين في المائة من القوة العاملة وفي الفترة العمرية الاكثر عطاء وانتاجا تقعد بالمجتمع ، لا تحتاج الي باحث اجتماعي ليغوص ويأتيك بالإحصاءات عن الفقراء في الحي أو القرية ، فالطرقات تفيض بعدد مهول من الاطفال يتناولون وجباتهم من مخلفات طرحت عند مكب النفايات ، ربما كان موقع المكب أو عددا من تلك المكبات في طريق مدير أحدي إدارات ديوان الزكاة يمر عبرها صباحا بسيارته الحكومية وبعد انتهاءالدوام وربما صادفته في طريقه الي المسجد مجموعة من الاطفال بأسمال بالية يحاولون مجازفة بعض قطع الخبز والطعام يسألون المارة ، يشيح بوجهه بعيدا عن منظرهم ربما تشاغل بمسبحته. قبل أن يطل علينا الكيزان بديوان الزكاة ومبناه الانيق ( بأسانسيره) الفخم ، كان عندنا قدح الضيفان جاهزا في انتظار ضيف الهجعة وهي أواخر الليل أو علي أعتاب الساعات الاولي من الصبح ، ثم في غير ضجة يرسل الطعام في موعد الوجبة الي ناس (فلان) في طرف القرية أو الفريق ، (كبروس ) اللبن الاول في موعد حليب الابقار أو الاغنام يرسل وقفا لناس زهرة أو خديجة وأخواتها الايتام قبل اكمال عملية الحليب ، لا تحفظ كشوفات كما في ديوان الزكاة عن عدد الايتام والفقراء والأرامل فالقرية لها ذاكرة حديدية تتناقل الطيب من الافعال الحميدة التي يحض عليها ديننا الحنيف ومن بينها ( ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) وعلي من تبذل وتستحق فهم يعيشون روحية العطاء في أجواء الحرمان الذي يصيب بفعل الجائحة أو الحرمان. في ذلك الزمان وتلك الاماكن لا تستخدم الزكوات والصدقات لجمع الموالين في مسيرات التأييد للتنظيم أوتجنيد الافراد وتليين مواقف البعض . يشدك توزيع الامريكان لوجبات الطعام بصورة تحفظ للمتلقي كرامته ، لا يطلب منه الخروج من السيارة والوقوف في الصف بل في أدب جم يطلب منه فتح خلفية السيارة وتوضع الاغراض ، طعام ربما يكفيه أياما عددا ، تبكي الام فرحا يغمرها بتوفير الطعام لأسرتها وتتساءل وبصوت عال تحدث نفسها ( لا أدري كيف أحصل علي الوجبة التالية) ، أرزاق يسيرها الله وإلام لا تدري كيف يدبرها المولي عز وجل فبحوله وقوته يطعم الطيور كما يطعم الانسان . ليت ديوان الزكاة طلب التسجيلات وأعاد تشغيلها لمنسوبيه لمشاهدة تلك الصفوف تنتظر دورها في الحصول علي الوجبات المجانية ، دروس أيضا مجانية عالية القيمة في أدب اطعام الطعام وحفظ ادمية الانسان ، لا يجمع الامريكان دين واحد بل وطن واحد وحلم يشتركون في تحقيقه بينهم من أجل أن تكون بلادهم هي الاولي والأعظم بين دول العالم ، في ذلك السلوك تتوزع وتسري عفويا أخلاقيات فقه الزكاة بالفطرة بين المجتمع ولا تحتاج الي تجسيدها في مبني يتحكم فيه مدير امر ناه يجمع الزكاة والصدقة بفقه الاسلام ثم يوزعها بفقه وعدل الكيزان والإخوان فتطيش المعاني العظيمة وتتلوي صفوف الفقراء في الشوارع وعند مكبات النفايات في انتظار وجبات الطعام في جائحة العطالة عندنا مضروبة بجائحة لكورونا كما في العالم أجمع. وتقبلوا أطيب تحياتي مخلصكم/أسامة ضي النعيم محمد