أين هم الآن ؟ سؤال يقفز للأذهان كلما التفتنا يميناً أو شمالاً بحثاً عن أصوات ملائكية جاءت للساحة الفنية ممزوجة بأصالة النغم متفردة مميزة استطاعت أن تنفذ طوعاً إلى وجدان الجمهور السودانى الذواق بفضل موهبتها وحضورها الأنيق وأسلوبها الخاص فى الأداء افتقدت الساحة الفنية كثير من المواهب الفنية العالية صاحبات الصوت الدافئ اللائي سجلن غياباً عن الساحة لأسباب مختلفة مابين هجرة الغناء لأسباب خاصة بهن وأخريات اعتزلن في ظروف غامضة فخبأ نجمهن وتركن بلاشك فراغاً شاسعاً لا يملأه حضورهن مجدداً فكم أطربن الأفئدة وهن يرددن أعمالاً مازالت خالدة في ذاكرة المستمع. قبل أعوام مضت قدم الفنان الراحل محمد خيري أحمد توأمه إيمان وأماني للفنان السني الضوي كموهبتين تمنى أن يرعاهما السني وبالفعل استطاعتا أن تؤديان عدداً من أغاني ثنائي العاصمة بجانب أعمالهما الخاصة بشكل مدهش ومرضٍ وسرعان ما كونتا قاعدة جماهيرية تفاعلت معهما، ما دفعهما لإنتاج عدد من الألبومات الغنائية التي حققت النجاح المطلوب لكن توقفت فجأة التوأمة إيمان وأعلنت اعتزالها بصورة مفاجئة وكان ذلك عقب زواجها مباشرة ولم تفلح كل المحاولات خاصة أن إيمان ارتدت الحجاب، وحاولت أماني مواصلة المشوار بمفردها وأعلنت التحدي إلا أنها هزمت في جولة ومن هنا أيقنت أن المواصلة بمفردها باتت مستحيلة وماهي إلا شهور حتى خرجت هي الأخرى لتعلن للناس اعتزالها وتفقد الساحة صوتان كان سيكون لهما بصمتهما إذ استمرا في هذا المجال.