* بالرغم من أن رصيد السودان في البطولات والمشاركات القارية والعالمية لا يشرف دولة هي واحدة من الأربع دول المؤسسة للكرة الأفريقية إلا أن ما تحقق للسودان للفترة ما قبل العام 91 رغم تواضع نتائجه الخارجية يبقى وحده هو المشرف للكرة السودانية قارياً، ولكن الأمر الثابت أن السودان منذ عام 92 وحتى اليوم أي ما يعني ربع قرن لم يعد له وجود يذكر في الساحة الخارجية بل إنه ظل يسير من سيئ لأسوأ وأحسب أن مشاركات منتخبنا في كأس الأمم الأفريقية خلال هذه الفترة ورغم أننا (جينا) طيش واحدة من البطولتين، بل بدون نقطة أو هدف وأن نحل في الثانية في المركز السادس فإن هذا رغم تواضعه ما كان سيتحقق للسودان لولا أن الكاف رفع عدد المنتخبات المشاركة ل16 بدلاً عن ثمانية حباً في المال الذي تقتنصه أوساط الفساد في الكاف وها نحن نسمع اليوم أن نهائي أمم أفريقيا سيضاعف للمرة الثانية دون أي مبررات فنية لما يعنيه من فيه إضعاف لقوة التنافس والمستوى العام للبطولة، وهذا ما أحسبه سيزيد من درجة الهرج التي تهلل لها الدول الأضعف في القارة الأفريقية وبالطبع سنكون على رأسهم إذن لنكن واقعيين وموضوعيين حتى نحرر أنفسنا من الهرج والمرح الكاذب بكرتنا المتدنية حسب نتائجنا المتواضعة على كل المستويات، منتخبات وطنية وأندية ممثلة تحديداً في قمتنا المحتكرة لتمثيل السودان في البطولة الأفريقية الكبرى بل وتدني المستوى في بطولاتنا المحلية لأن واقعنا يؤكد أننا ظللنا طوال ربع القرن الأخير وحتى اليوم نسير من سيئ لأسوأ. * عفواً قد يستغرب البعض أو يندهش لإثارتي هذا الأمر وليس فيه أي جديد لم يتم تداوله من شخصي وغيري، بل هو المهيمن على الرأي العام الواعي وآسف إن أقحمت كلمة الواعي هنا في هذا الموقف لأن الجمهور الفاقد لوعيه رغم كثرته هو مصدر تدهور الكرة السودانية، فالحقيقة المؤسفة أن فترة الخمسة وعشرين عاماً الأخيرة والتي هبط فيها مردود السودان خارجياً لما دون الصفر بل وأن يسير من سيئ لأسوأ طوال هذه الفترة. * المؤسف أن نشهد في هذا الوقت من الفشل المزري في مسيرة الكرة السودانية فنياً وأخلاقياً وإدارياً نشهد تضاعف الاهتمام والهوس الجماهيري بكرتنا خلال هذه الفترة الأفشل في تاريخ الكرة السودانية، (لتدافعه نحو ملاعب ليس فيها كرة قدم) لأن الجمهور بكل أسف أصبح فاقداً للوعي ولم يعد معنياً بالمستوى الفني وبروح ديمقراطية، قوامه ما تحققه أنديته من نتائج وبصفة خاصة فريقا القمة الأفشل في تحقيق أي نتائج خارجية طوال الخمسة وعشرين عاماً الأخيرة، وبالرغم من تواضع ما حققته عبر مسيرتهما التاريخية والتي لم تتعد تحقيق المريخ لكأس البطولة الأفريقية الثانية حسب التصنيف وتأهل الهلال مرتين في البطولة الكبرى والتي عجز أن يسجل اسمه واسم السودان في قائمة أبطاله ولو مرة واحدة مما غيب اسم السودان من أن يسجل ولو مرة واحدة ضمن قائمة أبطال الأندية الأفريقية التي حققت البطولة وإن تغيب أنديتنا ومنتخبنا الوطني عن الوجود ولو مرة واحدة ممثلين لأفريقيا في البطولات العالمية الأمر الذي يطرح سؤالاً يعجز أي إنسان عاقل يحترم فكره وعاشقاً لوطنه أن يرضاه لدولة مؤسسة للكرة الأفريقية. * فكيف إذن نشهد هذا الهوس الجماهيري متزامناً مع أفشل فترة في مسيرة الكرة السودانية على مستوى الأندية والمنتخبات، وهذا بلا شك موقف لا يقبله المنطق لولا أن الجمهور الرياضي والممثل بصفة خاصة فيما تسمى بقمة الكرة السودانية وإن كنت أندهش لمن سماها (قمة) وهي غير موجودة على الملعب محلياً وأفريقياً وعالمياً بعد أن تدنى مستوى الكرة فنياً لأسوأ درجات التدني رغم المليارات التي تهدر فيه، الأمر الذي كان يستوجب على الجمهور وهو المصدر الأول والرئيسي والأقوى يستوجب عليه أن ينصرف عن التدافع لملعب ليس فيه كرة قدم ويفتقد لأي كفاءة فنية ليرفع راية الكرة خارجياً حتى يفرض (بوعيه) الذي غيبه بكل أسف إصلاح حال الكرة لأنه هو العامل الأول والأخير لتحقيق النهضة الكروية. * عفواً وأقولها بكل صدق وتجرد آن الأوان لأن ينصرف الجمهور عن مشاهدة العبث المتدني في الكرة السودانية على كل مستوياتها بعد أن أصبحت هرجاً مالياً وإدارياً وإعلامياً، وغياب عن الملعب لأنه بعودة وعيه ومقاطعته يضع الأساس لتحقيق ثورة رياضية تواكب الزمن حتى يسد الباب أمام من يستغلون جهله لتحقيق مصالحهم. * أخيراً أقولها بكل صراحة للجمهور إن كان حريصاً وحادباً لتطور الكرة وليس مهرجاً لحساب الإدارات والسماسرة والمنحرف من والإعلام وأصحاب المصالح الخاصة أياً كان نوعها أقول (يلا بلا لمة) في ستادات ليس فيها (كورة) لأن الجمهور هو وحده الذي يملك تصحيح مسار الكرة السودانية (التي خرجت ولن تعود بغير ثورة منه) لو أنه استعاد وعيه وإلا سيبقي صيوان العزاء على الكرة السودانية.