* الرياضة منذ عرفت بأنها (الدبلومسية الشعبية) أصبحت تحظى باهتمام أكبر من كل دول العالم رغم تواضعها لرغبتها في أن تحظى بمكانة عالية عالمية في الدبلومسية الشعبية بالرغم من تواضع أهميتها في الدبلوماسية السياسية ولعل البرازيل والأرجنتين أصدق دليل على هذا لما حققته لهما الدبلوماسية الشعبية من مكانة عالمية كما أن هناك دولاً من العالم الثالث حققت رغم تواضعها السياسي مكانة عالمية في الدبلومسية الشعبية لنجاحها في غير كرة القدم وعلى رسها نيجريا وإثيوبيا وغيرها من دول أفريقيا التي حققت مكانة عالية لنجاحها في غير كرة القدم وأنشطة من ألعاب القوى والدراجات والألعاب المائية والفروسية وما كان لهذه الدول أن تحقق هذه النجاحات لولا أنها عرفت (من أين تؤكل الكتف حسب قدراتها) لهذا حققت مكانة عالمية لتركيزها على الأنشطة التي تحقق لها مكانة مميزة في الدبلومسية الشعبية عالمية وقارياً. * لهذا أرى أننا بحاجة لدراسة واقعنا لنعرف أين نحن في الدبلومسيةالشعبية بعد أن أصبحنا كما هو حال غالبية دول العالم الثالث الأفريقية والآسيوية من قائمة الدول التي لا وجود لها في الدبلوماسية السياسية حتى نحقق مكانة في الدبلوماسية الشعبية إذا كانت، حيث أن أصغر الدول والأقل أهمية مقارنة بالسودان فإن منها من حقق مكانة مميزة في هذه الدبلوماسية الشعبية بعد أن زجهت هذه الدول اهتمامها لما تتمتع به من إمكانات تؤهلها لذلك، فعرفت كيف تسخر ما تملك لتحقيق الدبلوماسية الشعبية ولأننا قبعنا بين الدول الأكثر فشلاً في الدبلومسية الشعبية فإنه يتعين علينا أن نخضع الأمر للدراسة حتى نوجه ما نملكه من قدرات ومؤهلات لما تحقق لنا مكانة مميزة عالمياً وقارياً مما يجبرنا على تحسس الطريق الذي يجعل السودان رقماً في الساحة العالمية خاصة ونحن خارج قائمة من يحققون مكامنة عالمية في السياسة حتى ينصب تركيز الدولة على ما تملكه من أنشطة مؤهلة لذلك. * وعلى رأس ما نحتاج لنتعظ منه أن السودان واحد من الدول الأربع التي أسست كرة القدم الأفريقية بجانب مصر وإثيوبيا وجنوب إفريقيا فماذا كان مردودنا في ها المجال حتى نحقق مكانة أفريقية وعالمية ونحن أصحاب أكبر صفر على الشمال بعد عمر أوشك أن يكمل المائة عام، بينما حققت أندية ومنتخبات مصر المكانة الأولى أفريفيا وعالمياً ورافقتها جنوب أفريقيا بعد عودتها للساحة الرياضية وبقينا نحن وإثيوبيا الصفر الكبير على الشمال في كرة القدم، إلا أن إثويبيا أدركت منذ فترة ليست قصيرة هذه الحقيقة فصرفت النظر عن الاهتمام بكرة القدم واتجهت نحو ألعاب القوى والدرجات فأصبحت رقماً قارياً وعالمياً لتبلغ بهذا قمة النجاح في الدبلوميسية الشعبية في غير كرة القدم، وعلى هذا الطريق سارت دول أفريقية أخرى على رأسها كينيا التي أصبحت رقماً عالمياً في ألعاب القوى، بل والمفارقة أنه بعد انفصال إرتريا عن إثوبيا فإن إرتريا نفسها أصبحت رقماً عالمياً في سباق الدراجات وألعاب القوى وبهذا يصبح السودان هو الدولة الوحيدة الأفشل من الدول الأربع والسبب في ذلك واضح لا يحتاج لاجتهاد لأن السودان الدولة الوحيدة التي لم تتحسس طريقها لتعرف كيف ومن اين لها أن تنجح في الدبلوماسية الشعبية وتصبح رقماً عالمياً، ولا أظنكم بحاجة لمعرفة السبب. * نقطتان جوهريتان لابد من التوقف فيهما وتتمثل في: 1- ماهو مردود كرة القدم السودانية على مستوى الدبلوماسية الشعبة وهي الأفشل خارجياً على مستوياتها كلها من المنتخبات والأندية مقارنة بما حققته الأنشطة الأخرى في مشاركاتها القارية والعالمية، وهل تجرؤ وزارة الشباب والرياضة أن تعد إحصائية تنشرها على الرأي العام حتى يقف الرأي العام على ما تحقق له من نتائج خارجية باستثناء كرة القدم مع مراعاة أنها لا تتووفر لها الإمكانات المادية لعدم وجود دخل لها ولعدم اهتمام الدولة بالصرف عليها رغم قدراته على تحقيق النتائج الخارجية. * 2- ما كان لي أن أطرح هذا السؤال لو أن الدولة لا تصرف المال العام على الرياضة لاعتبارها شأناً ثانونياً كما هو حال مؤسسلات الحكم السابقة، ولكن ما يحتم السؤال الكم الهائل من المال الذي تصرفه الدولة اليوم على كرة القدم وعلى بعض فرقها رغم أن لها مصادر دخل عالية دون أن يتحقق للدولة من هذا الصرف أي مردود قاري أو عالمي وما هو الدافع لصرف المليارات على من يملك مصادر المال ولم يشهد التاريخ له أي نتائج خارجية في وقت تحتاج فيه الأنشطة المتعددة التي تحقق الميداليات الخارجية للقليل مما يهدر في كرة القدم. * فهل الدولة مهمومة برفع اسم السودان خارجياً لإنجاح الدبلوماسية الشعبية ام أن هناك دوافع ترفض ذلك لتحقيق مكاسب محلية لا تفيد السودان ولماذا؟.