اصطف مئات المجندين تحت شمس جنوب السودان الحارقة في منطقة الرجاف، جنوبي مدينة جوبا، مرتدين زيا ازرق مموها أمام وفد مجلس الامن الدولي لاستعراض ما قد تكون قريبا أحدث قوة شرطة وطنية في القارة الافريقية. ويقف جنوب السودان على بعد ثلاثة اشهر من استفتاء قد يفضي الى انفصاله عن الشمال. ويسرع الاقليم ،الذي يفتقر الى التنمية، جهود بناء مؤسسات تساعده على انجاز الاستفتاء الحساس والسير بعد التصويت المتوقع لصالح الانفصال. ويقول المدربون، ان حماس هؤلاء المجندين الجدد يغطي على تأثير ما يفتقدونه من خبرة وانتظام الرواتب، وفي حالات كثيرة التعليم الاساسي. وقال يان، مدرب الشرطة الهولندي التابع للامم المتحدة، الذي درب ضباطا في افغانستان «أحيانا يقولون انهم لم يأكلوا شيئا ونضطر لوقف التدريب لاحضار بعض الطعام لهم.» واضاف يان، الذي رفض ذكر اسم عائلته ««لكن» هؤلاء الاشخاص مهتمون حقا .. وهم ملتزمون. في افغانستان كانوا دائما لا يحضرون. اتمنى لو كان المجندون في أفغانستان على هذا الحال.» وسيتحمل من سيصبحون رجال شرطة في المستقبل - الذين قدموا عرضا أمام الوفد الزائر من اعضاء مجلس الامن - مسؤولية كل شيء بدءا من حماية صناديق الاقتراع ،ومراكز التصويت وصولا الى الحماية من الاضطرابات التي يخشى كثير من المراقبين ان تشوب الاستفتاء. وشملت دورة تدريبهم ومدتها تسعة اشهر، فنون السيطرة على الحشود، واخماد الشغب، وحماية الشخصيات الهامة، واعتقال المجرمين، والتعامل مع الضحايا. كما تلقوا أيضا دورة محدودة في القانون، وهو أمر ليس يسيرا في ظل ارتفاع معدلات الامية. وقال يان «توجد هنا قوانين.»وأضاف «لكن اذا لم تستطع قراءة القوانين فمن الصعب أن تدافع عنها. لكننا نحاول تعليمهم.» وقال مسؤولون سودانيون للصحفيين في الرجاف، ان هناك نحو 20 ألف رجل شرطة مدربا في جنوب السودان. واضافوا أن هدفهم هو الوصول الى 30 ألفا. وتواجه حكومة جنوب السودان تحديات هائلة اذا اختار الجنوب الانفصال. وقال وزير داخلية الجنوب جيير شوانق لوفد مجلس الامن «نحتاج دعمكم بشكل جاد.. نواجه تهديدات داخلية وتهديدات خارجية.» ويشتبه دبلوماسيون ومسؤولون بالامم المتحدة في أن شمال السودان يزود جماعات في الجنوب بالسلاح وهي تهمة تنفيها الخرطوم.