نصائح لحفظ الودائع ..!! ** زميل شفيف وقلم أنيق، و من صنف الزملاء الذين حين تلتقيهم يسعدونك بالأنس اللطيف، فالحياة عنده لحظة يجب أن تعشها بصدق وسعادة، ثم له قلب طيب يساوي بين الناس في المحبة والتقدير.. زارنا ذات يوم بألوان، وكان مانشيتها الرئيسي يومئذ خبراً فحواه: وفاة خمسة مواطنين بسبب تناولهم خمور سامة .. حدق زميلنا هذا في المانشيت ملياً، وتحوقل ثم قال بارتياح (غايتو الله يخلي لينا حاجة السعدة، لو ما هي كنا لحقنا الناس ديل زماااان)، فضحكت وسألته مداعباً (يعني حاجة السعدة دي عرقيها ما بيشق ؟)، فرد سريعاً: (لا لا، مستحيل .. دي زولة نضيفة ياخ، وكمان ما بتغش الزبائن أبداً)، ثم استطرد في ذكر محاسن السعدة - ست العرقي - قائلاً بمنتهى البراءة: (تصدق يا ساتي الزولة دي حجت تلات مرات ..أها، معقولة زولة زي دي تعمل لينا عرقي يشقنا ؟)..ضحكت بدلاً عن الرد، ثم ودعته بعد أن سألت الله له وللسعدة بالهداية والعمل الصالح ..!! ** تذكرت زميلي وحديثه عن السعدة - والتلات حجات - يوم الأحد الفائت، حيث كان موعد إحدى جلسات محاكمة المتهمين بسرقة منزل قطبي المهدي، رئيس القطاع السياسي بالحزب الحاكم..في تلك الجلسة، جاء الشاكي وأدلى بأقواله، وكذلك (8) متهمين، وغاب تاسعهم، وسبب الغياب - كما تقول الوقائع - هو أداء مناسك الحج .. نعم المتهم برئ حتى تثبت المحكمة إدانته،وبتلك البراءة سافر ليؤدي مناسك الحج، ولكن ثمة أسئلة تأبى إلا أن تطل أمام هذا الغياب، وهي من شاكلة: هل هذا المتهم كان معتقلاً ثم استأذن الشرطة وخرج من المعتقل وغادر البلاد ليؤدي مناسك الحج، أم لم يكن معتقلاً؟.. إن كان معتقلاً لحين تقديمه إلى المحاكمة، هل القانون يمنح لأي متهم معتقل حق مغادرة الحبس والبلاد إلى الأراضي المقدسة، ليؤدي مناسك الحج أو العمرة ؟.. يعني بالبلدي كده: هل ممكن أي زول متهم في قضية سرقة يقدر يغادر البلد، زي الزول ده ؟..هكذا السؤال، هذا إن كان هذا المتهم - المشى الحج ده - معتقلاً كما ال (8) الآخرين، أما لو لم يكن معتقلاً مثلهم فهذا شيء آخر ويطرح أسئلة من شاكلة: ليه ما كان معتقل؟، ولو ما رجع من الحج ح تعملو شنو؟، والمسؤول منو؟..على كل حال، تلك الجزئية (غياب متهم بعلم السلطات التي تختم تأشيرات الحج، ومحاكمة آخرين شركاء معه في ذات القضية)، بغض النظر عن القضية وشخوصها وأطرافها، بحاجة إلى (وقفة تأمل) ..!! ** ثم ملاحظة أخرى في وقائع هذه القضية، وهي كثافة وغزارة العملات الأجنبية التي تعرضت للسرقة (حوالي 300 مليون جنيه بالسوداني، بسعر السوق الأسود)، وتلكما كثافة وغزارة أوحتا لي وكأن الشاكي من هواة جمع العملات..وتلك هواية كانت رائجة وسط صبيان زمان، وكنا نمارسها بشغف بتحريض وتحفيز من مجلة ماجد، ولازلت أذكر صفحة تعارف الأصدقاء بتلك المجلة، ثم السؤال التقليدي (الهواية؟)، إذ كثيرون هم الذين كانوا يملأون فراغ الإجابة ب (جمع العملات)، و كانت إدارة تحرير ماجد تطلب من أصدقائها بين الحين والآخر إرسال عملاتهم الفائضة عن حاجتهم، ثم تخصص جوائز لمن يرسلون أكبر عدد من العملات الأجنبية، وكنا نجتهد - في سبيل تلك الجوائز - في جمع العملات، لكن (كمان ما بالملايين دي)..المهم، هناك ثمة دروس مستفادة في هذه القضية، ونقدمها- مجاناً - في شكل نصائح للسادة ، وهي عدم تخزين العملات الأجنبية في خزائن منازلكم، فالأفضل تخزينها في أرصدة مصرفية، بالداخل أو بالخارج.. أنا شخصياً أفضل تخزينها بمصارفنا الوطنية، فالبلاد واقتصادها بحاجة إلى (عملة حرة).. وبالمناسبة، للمصارف السويسرية سمعة طيبة في مجال حفظ ودائع ولاة الأمر، ولذلك أنصح كل ولي أمر بها، فتلك مصارف بجانب أنها مؤمنة ضد السرقة، ذات عائد ربحي مقدر أيضاً..ثم ليست بالضرورة أن تكون العملات من كل بلاد الدنيا والعالمين، (شيء دولار / شيء فرنك / وشيء يورو/ شيء ليرة / وشيء ريال / وغيره)، بل الأفضل دمج كل هذه العملات وتحويلها إلى دولار أو يورو، ثم بعد ذلك (افتح كم حساب كده بره البلد).. وهكذا يا دور ولاة الأمر (ما دخلك شر ولا حرامي) ..!!