مؤسسات أي دولة محترمة لا ترتبط بالشخوص إنما ترتبط بالقوانين واللوائح المنظمة لها .. وبالسياسات ووكالة السودان للأنباء .. مؤسسة قومية .. تظل قائمة ما كانت هناك دولة اسمها السودان .. فهذه المؤسسة الوطنية .. لو كان وجودها أم عدم وجودها مرتبطاً بشخوص .. لارتبطت سونا بالأستاذ مصطفى أمين .. ذلك الرقم الذي أرسى بنيانها وأقام حيطانها .. ومن خلفه من المديرين .. فظلت هذه المؤسسة الإعلامية ترفد ساحة العمل الصحفي .. بكوادر يشار إليها بالبنان .. فكوادر سونا ..أسست مؤسسات صحفية في داخل البلاد وخارجها .. فلا مؤسسة «تشيخ» لو واكبت التطور وسونا التي أهملت .. ووقعت عليها الرزايا والبلايا .. «لا تشيخ» لما لها من إرث تاريخي وبنيان متين .. وسونا التي تعرضت لهزات وأزمات .. مازالت صامدة ولا أحسب أنها ستزول .. لأنها مؤسسة «دولة» .. لا مؤسسات اشخاص .. كما ذكرت .. فسونا تملك كوادر «ماهرة» ذات خبرة ومقدراتها تكشفها التغطيات التي قامت بها وكان حديث كل خبير بالإعلام .. تكشفها تغطيتها لمؤتمرات القمة العربية بالخرطوم والقمة الافريقية في الخرطوم .. فقد كانت سونا بكوادرها تتقدم كل مؤسسة إعلامية .. مرئية أو مسموعة .. أو مقروءة .. بشهادة الكل .. فإن ذهبت بعض «كوادرها» للتقاعد .. فإن تواصلاً «جيلياً» كان بين كوادرها .. فالدولة اهملت سونا وذلك بأنها منذ عام «1992» لم تعين كوادر جديدة .. كأنها تريد أن تجفف هذه المؤسسة الوطنية .. فلماذا لا تعين كوادر جديدة .. بدلاً من «الافتدية» التي تأتي بهم وزارة الإعلام الى سونا.. في «وظائف» لا علاقة لها بالعمل الصحفي .. فليس كل من يعمل في وزارة الإعلام يصلح أن يكون صحفياً .. فالذين جاءت بهم وزارة الإعلام .. «فائض عمالة» الى سونا .. هم مجرد موظفي «رصد» .. لا يملكون مقدرات العمل الصحفي .. ومن الصعب جداً .. أن تصنع صحفياً بعد ال «40» سنة .. فالذي يجري في سونا تلفيق و«خرمجة» .. وهنا نسأل أين هي نقابة «سونا»؟؟ - فلو كانت هي نقابة قارية «لوحها» لعملت على استقامة الأوضاع القانونية والمهنية .. فهذه المؤسسة وللأسف أصبحت مكاناً «للتقريش» ولحل مشكلات البعض .. وهذا هو مربط الفرس .. وأزمة سونا تكمن في أن «سونا» الحكومة يأتي لها بشخوص لا يعرفون سونا .. ولا يملكون مقدرات مهنية لإدارتها .. جاءت بالدكتور ربيع فكان يغرد خارج السرب .. وجاءت بالأستاذ محمد حاتم الذي هواه تلفزيونياً .. فكان لا يدر رحنا ولا جينا .. وحسب أن سونا هي مباني وأجهزة .. ليجئ بالأستاذ عوض جادين أفضل من قاد الإذاعة السودانية .. فالحكومة ظلمت عوض جادين .. بنقله الى سونا .. وظلمت سونا .. بأن جاءتها بشخص لا يملك مقدرة يقود بها هذه المؤسسة .. فوضع الشخص غير المناسب .. في المكان غير المناسب .. لذا تعتبر فترة جادين من أسواء فترات سونا .. من حيث العطاء والاستقرار .. فقد شهدت في عهده تراجعاً فكل شيء في سونا في غير موضعه .. ولا أدري لماذا لا يأتي مدير سونا .. من الذين تربوا ونشأوا في سونا؟ لماذا لا يعتلي عرشها واحداً من العاملين بها الآن .. لأن أهل مكة أدرى بشعابها .. فالأستاذ عوض جادين نجح في الإذاعة .. لأنه من أبناء حوش الإذاعة .. ومحمد حاتم لأنه من أبناء حوش التلفزيون .. أمر سونا لن يستقيم إلا بتعيين مدير .. له فهم بعمل سونا وبالواضح الأستاذ عوض ليس هو الأمثل لقيادة سونا .. ومكانه الاذاعة .. نقول هذا وليس بيننا وبين «عوض» أو غيره «غضاضة» .. ومهم جداً .. عمل هيكل لهذه الوكالة الوطنية وتعيين كوادر جديدة .. لترضع من خبرات سونا الموجودة فسونا .. لن تتوقف ولن تشيخ .. ما دام أن بها إنسان .. موهوب ومؤهل .. إنسان «صحفي» يملك المقدرات المهنية .. قلت «تشيخ» فسونا بحاجة إلى دماء جديدة تضخ في شرايينها.. وأخيراً لا أعتقد أن الموازنات السياسية ستأتي بما هو أفيد .. فأفسحوا الطرقات لأصحاب المواهب والخبرات .. فالوطن ملك للجميع .. ولا يصح إلا الصحيح..!.