أعلنت الحكومة السودانية يوم السبت، أنها ستطلب من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور "يوناميد"، بإبلاغها مسبقاً بخطط تحركاتها وتنقلاتها. وتواجه أكبر بعثات حفظ السلام عالمياً سخط الأهالي في الإقليم. لكن المستشار في شؤون الاتحاد الأفريقي والسودان في مجموعة الأزمات الدولية فؤاد حكمت، نفى وجود مثل هذا القرار قائلاً: "في حدود علمي ليس هناك قرار حتى الآن إنما تصريحات صحفية بأن الحكومة تعتزم ذلك". وأضاف: "إذا أرادت الحكومة السودانية أن تغير أي شيء في الاتفاقية بينها وبين الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة التي تحدد تفويض قوات اليوناميد، فإن عليها فعل ذلك عبر الحوار مع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وليس من جانب واحد". ومدد مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي تفويضه لهذه القوات وحث الخرطوم على الكف عن إعاقة عملها. وقال المتحدث باسم الحكومة ربيع عبدالعاطي ل"رويترز" أن السودان سيراقب حركة هذه القوات في دارفور. وأشار عبدالعاطي إلى أن السلطات ستقوم بتفتيش حقائب موظفي قوة حفظ السلام في المطار، وسيتعين عليهم إبلاغ الحكومة قبل السير على الطرق حتى في داخل نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. وأضاف: "ينبغي على قوة حفظ السلام أن تلتزم بكل الإجراءات المعتادة في البلاد وتحترم سيادتها... كل التحركات يتعين أن تجرى بتنسيق واضح معنا ولن تجرى أي أنشطة بدون علم الحكومة". اخفاق رغم الإمكانات كما انتقد المتحدث باسم الحكومة عمل قوات حفظ السلام في دارفور، مشيراً إلى أنها "أخفقت في الحفاظ على الأمن في مخيمات اللاجئين غربي البلاد". وكان مجلس الأمن الدولي قد طلب من يوناميد لدى تمديده فترة بقائها بدارفور إعطاء الأولوية لحماية المدنيين وتأمين عمليات توزيع مواد الإغاثة. وتفوق ميزانية يوناميد لهذا العام 1,8 مليار دولار، وتتكون البعثة من 19555 فرداً من المكون العسكري, و6772 من الشرطة و5500 من المدنيين. ونشر حتى الآن 88% من القوات أي حوالى 17250 و70% من المكون الشرطي، أي أكثر من 5400 عنصر، وأكثر من 4000 من المكون المدني بنسبة 76%، وينتظر إكمال النشر الكلي للبعثة بحلول العام المقبل. سخط أهلي من جانبهم، انتقد عدد من مواطني ولاية جنوب دارفور دور قوات اليوناميد في حفظ السلام وحماية المدنيين خاصة النازحين, معتبرين أحداث معسكر كلمة الأخيرة دليل على عدم مقدرتها في حماية المدنيين. وقلل سياسيون ومراقبون من التفاؤل بأن تحدث هذه القوات أثراً إيجابياً في المرحلة القادمة قبل تحقيق السلام الشامل بدارفور. وقال مواطن للشروق "لم نر منها أي شيء.. إنها تتفرج على الأحداث رغم إنها مسؤولة بل إنها لم تسمح للقوات السودانية بالتدخل"، وزاد: "هذه القوات لم تفعل شيئاً سوى التسبب في غلاء السلع بأسواق دارفور". وأشار مواطن آخر إلى أنه لا يرى قوات يوناميد إلا وهي تجوب الشوارع تأكل وتشرب وتمتطي السيارات". وقالت أخرى إن هذه القوات هدفها حماية المدنيين ولا تفعل ذلك. وعزا شمس الدين أحمد عجز يوناميد في القيام بدورها، إلى عدم اكتمال سلام دارفور على الأرض، موضحاً أن تجديد مهمتها لعام آخر لن يضيف شيئاً بدون اكتمال سلام أبوجا. من جانبه، أفاد الصحافي محمود الشين أن قوات اليوناميد بسبب تفويضها أصبحت مثار سخرية بين الأهالي لأنها بدلاً من حماية النازحين والمعسكرات أصبحت هدفاً للمعتدين، كما أنها تعاني مشكلات لوجستية واضحة تمنعها التحرك السريع.