بيان من حزب الأمة القومي قاد نهج الانقاذ الأحادي الانفرادي الاقصائي إلى الوضع المأساوي الذي تعيشه بلادنا اليوم من ضياع للوحدة وانفراط لعقد الأمن في كثير من أقاليم البلاد وانهيار للاقتصاد وتعقيدات لكل قضايا السودان لا سيما انفجار الحروب والكوارث في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق. لقد ظل حزب الأمة القومي يحذر باستمرار من مغبة ذلك النهج ويدعو بدأب وصبر وإصرار شديد للحل القومي السلمي الديمقراطي، إذ لا مخرج من هذا الوضع المأساوي إلا بحل قومي شامل بدلاً عن الحلول الثنائية والجزئية والترقيعية. وظل يدعو لذلك الحل الجامع عبر مؤتمر قومي دستوري جامع تُدعى له كل الفصائل والقوى السياسية المسلحة والمدنية. وهذا هو موقف حزب الأمة المبدئي الذي لا موقف سواه. إننا نرحب بكل اقتراب من هذا الموقف وهذه الرؤية، ومن هذا المنطلق نرحب بحديث الحكومة الذي جاء على لسان النائب الأول عن ضرورة الاتجاه للحلول الشاملة لا الجزئية ، ولكن لا بد أن يتبع ذلك القول عمل واضح يهيء المناخ ويسهم في ردم هوة الثقة عبر إجراءات محددة منها إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين في كافة القضايا وإطلاق الحريات العامة :حرية التنظيم والتجمع والتعبير بكافة أشكاله. إن الأزمة الوطنية قد بلغت منتهاها ولا مجال ولا وقت للمناورات فقد استبان لكل ذي عينين خطل الاصرار على نهج الاحتكار والانفراد، ولا مخرج إلا بالحل السلمي الجامع الذي لا يستثني أحداً، وإذا صدقت النوايا فسيبذل حزب الأمة كل جهده للانتقال بالبلاد للسلام الشامل العادل والتحول الديمقراطي الحقيقي الكامل مستعيناً بعناية الله ووعي الشعب السوداني الحر الكريم. مجلس التنسيق الأعلى دار الأمة – أمدرمان.