محمود دفع الله الشيخ/ المحامى نشر السيد / الطيب مصطفى عبر عموده فى جريدة الصيحة عدة حلقات خصصها لشتيمة الدكتور/ منصور خالد وليس انتقاده . وامتد به الأمر لتقريع اللجنة القائمة على أمر تكريم الدكتور. وعندما القمته اللجنة حجرا عبر بيان مكتوب ومدفوع الأجر، خلى سبيلها ،ومسك بخناق عضو واحد منها ، وهو الأستاذ/ نبيل أديب المحامى ،وعايره بمسيحيته ! وأنه و منصور تجمعهما ذات الديانة ولذا يحتفل به نبيل ، ولذات السبب اختاره دكتور منصور كمحام ينوب عنه فى مقاضاة الطيب مصطفى قبل سنوات! ثم توعد الطيب منصورا بمذيد من الهجمات وكشف الأسرار ! الذى يقرأ تلك الحلقات للوهلة الأولى يتصور أن الطيب مصطفى تحركه كراهية شديدة تجاه الدكتور منصور وأعضاء لجنة تكريمه ،خاصةً ذوى الميول اليسارية منهم، ولربما ظن المرء كذلك أن الطيب يستهجن فكرة التكريم من أساسها ويستكثرها على الدكتور، على إعتبار أنه لايعدو كونه عميلا للمخابرات الأمريكية على حد وصفه . واقع الأمر يقول بأن الشروع فى تكريم الدكتور منصور وما لاقاه من صدى ترحيب من قطاعات واسعة، وفى هذا التوقيت بالذات، يشكل ضربة قاصمة لتيار الإسلام السياسى بكل أطيافه ، والذى يعتبر منصور من أشد المعارضين له . منصور سياسى ومفكر علمانى تخطى الثمانين من عمره ،يختلف الناس حول فكره وأدائه السياسى ،و آرائه ومواقفه ، ولكن لن تجد منهم من يوصمه بأنه :- كل هذا ولم يدعى منصور يوماً أنه ملتزم دينيا ، و احرى به أن يفعل ،وهو سليل أسرة علم ودين، وما قرأه من كتب فى هذا المضمار كفيلة بأن تجعله يناظر علماء أزهريين فى مجال تخصصهم. للناس على منصور مآخذ، وله منهم خصوم، ولكنه شخصية وطنية ومفكر محترم…ربما لم يمنح السودان شيئا سوى تلك الكتب التى قام بتأليفها ،وربما كان شديد الاهتمام بذاته، لكنه ماطرح نفسه يوما ثوريا ، أو مسيحا مخلصاً للسودان من أزماته، بل أدى دائما دوره كتكنقراط ومفكر فقط ،ومارس ذلك الدور حتى إبان تواجده مع الحركة الشعبية. الغبار الكثيف الذى يثيره الطيب حول الدكتور منصور منعا لتكريمه ، دافعه الأساسى غضبه الشديد من انهيار نموذج الإسلام السياسى، ولعل قمة غضب الطيب تتمثل فى عدم وجود نموذج (واحد ) من قادة تيار الإسلام السياسى يمكن ان يكرمه الناس بأن يقولوا عنه : أن ذلك الشيخ له فضل على الأعناق والوطن !!!!!. أليس غريباً فعلاً أن لا يكون فى أواسط الإسلاميين أى شخص يصلح للتكريم الشعبى أو حتى النخبوى ؟! !!!!. ثم ، أليس لنا بعد ذلك أن نجد للطيب عذراً فى تلك الغضبة الضارية ؟!!!! محمود دفع الله الشيخ/ المحامى Sent from Yahoo Mail on Android