قالت دولة جنوب السودان يوم أمس الجمعة ان ميليشيات متمردة مدعومة من السودان هاجمت بلدة في ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط بجنوب السودان مما يوسع نطاق الصراع بين البلدين. وقال فيليب أقوير المتحدث باسم جيش تحرير السودان “هاجمت ميليشيات مدعومة من الجيش السوداني موقعا .. بالقرب من ملكال وتصدى لهم جيش جنوب السودان.” واضاف “ليست هناك تفاصيل بشان الخسائر .. يجرى حصرها.” من جهة أخرى نفت الحركة الشعبية لتحرير السودان، الحاكمة في دولة جنوب السودان، أن يكون قد أطيح برئيس الحكومة سلفاكير ميارديت، أو أن يكون اعتقل من قبل قادة في الجيش الشعبي وجلوس ماجيك ماكوير على كرسي السلطة مكانه، في ظل صراع شديد على السلطة داخل الحركة الشعبية بين قبيلة الدينكا، التي ينحدر منها سلفاكير، وبين قبيلة النوير، إحدى أكبر القبائل النيلية في جنوب السودان. وتقول (رويترز) التي نقلت خبر هجوم الجماعات المتمردة أمس على أعالي النيل إنه لم يتسن الوصول على الفور الى الصوارمي خالد المتحدث باسم جيش السودان عبر هاتفه المحمول. وتنفي الخرطوم دعمها لاي متمردين في جنوب السودان. وتتبادل الخرطوموجوبا الاتهامات بدعم ميليشيات متمردة لتقويض استقرار الاخر ولكن كل منهما ينفي هذا. وملكال هي المركز الاداري لولاية أعالي النيل وهي منطقة تقع على الحدود مع السودان واثيوبيا. وهي ايضا مركز للكثير من وكالات الاممالمتحدة ومنظمات الغوث الدولية. واندلع القتال على الحدود الممتدة لمسافة 1800 كيلومتر بين ما كانت يوما ما أكبر دولة افريقية مساحة في نهاية مارس اذار بعد ان اخفق السودان وجنوب السودان في حل عدد من القضايا العالقة من بينها رسوم تصدير النفط والمواطنة. وكادت المناوشات ان تتطور الى صراع شامل لا يستطيع أي طرف تحملها. وعانى اقتصاد كلا البلدين من اغلاق معظم مصادر انتاج النفط بهما نتيجة الصراع. واستولى جنوب السودان على حقل نفط هجليج في وقت سابق من هذا الشهر والذي تعتمد عليه السودان في انتاج نحو نصف انتاجه النفطي لكنها انسحبت بعد ضغط دولي كبير. وتتهم جوبا منذ ذلك الحين الخرطوم بشن غارات جوية على اراضيها وهو ما ينفيه السودان. وكثفت الصين والاتحاد الافريقي من جهودهما الدبلوماسية في الاسبوع الماضي لمحاولة اعادة البلدين الى طاولة المفاوضات.