بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم* توطئة: أول من أمس وصلتني دعوة من جمعية الصحفيين السودانية بالسعودية في الرياض لحضور ندوة مساء أمس الأربعاء وبمنتهى الصدق لم أذهب لأن هناك إلتباس شوش على تفكيري، فقد تسلمت دعوة من هذه الجمعية وفي ذات الوقت قرأت عن جمعية أخرى للصحفيين تنعي رحيل شاعر قيمة، فاتصلت بمن كنت أعتقد أنني يجب أن يعزونني في الفقيد أو أتقدم إليهم بعزاء واجب لصلتي بالفقيد ، فذهلت لأن المسئول عن هذه هذه الجمعية نفى نشر أي نعي في أي موقع غير ذاك الذي نشر في موقع رابطة الاعلاميين، عندها إكتشفت أن هناك جمعيتان ولا أدري أيهما هي التي وجهت لي الدعوة!!، ولأنني دوماً أنأى بنفسي عن أي منازعات وتنازعات خاصة من أبناء المهنة الواحدة لأن مثل هذه المنازعات لا تشرفنا ونحن في غربة حيث تعقد المقارنات بين سلوكيات الجاليات ، وأين؟! .. هنا يحدث هذا في المهجر، دنيا الغربة التي نحن أحوج ما نكون فيها للتوحد والتوافق، ولأن مثل هذه المنازعات أمر لا يدعو للإعتزاز أو الفخر، ولم أصدق أننا وصلنا لحضيض النزاع فيجري ما جرى حتى في الغربة، والتي كنت دائماً وأبداً اعتقد أن أبنائنا وأخواننا وأخواتنا في الخارج هم فخر وخير سفراء للوطن، وأنهم خير من يقدم أروع صور التكافل والتضامن والتوافق. إن هذا الذي سمعت لا يزيدني إلا قناعةً ويقيناً بأن بعضنا فشل وعجز على إدارة حوار بناء فيما بيننا، وأن بعض النخب السودانية تفتقر إلى ثقافة الحوار الذي يجمع ولا يفرق، ولا ضير عندها من أن تنشر غسيلها الذي لا يشرفني وصفه تأدباً احتراماً لكل من ينتمي لهذه النخبة ، هذه النخبة التي يفترض أنها تحمل شعلة التوعية والتنوير والتي كنت أعتقد أن أي مظلة مهنية تضمهم إنما هي مظلة تضم كل السودانيين على مختلف فئاتهم المهنية حتى وإن تباينت الرؤى والانتماءات. المتن: إتصل بي أخ ومسئورل في جمعية الصحفيين – لا داعي لذكر اسمه – يعاتبني لعدم الحضور، فقلت له: أنا أحضر فقط كل نشاط يجمع ولا يفرق، فاندهش لقولي، وكنت غاضباً فحاول الرجل أن يفهم أسبابي التي دعتني للإحجام عن الحضور ولكني لم أعطه فرصة للرد والتوضيح، وأردفت: يفترض أن شريحة الصحفيين بالسعودية تظلها جمعية واحدة ينضوي تحت مظلتها كل صحفي مسجل لدى جمعية الصحفيين السودانيين ولديه قيد صحفي وبطاقة صادرة من من الجمعية، ولا يعقل وجود جمعيتان في بلدٍ واحد، وكل واحد منهما يزعم أنه الممثل الشرعي للصحفيين بالسعودية وأنه مسجل رسمياً. قلت لصديقي آسف لا يشرفني حضور ندوة جمعية صحفيين يتنازعون فيما بينهم ومشكوك في شرعيتها، فالمنطقي أن أي جمعية تكتسب شرعيتها عندما تسجل رسمياً في ممثليات السودان بالخارج، فإن كانت إحداهما شرعية ومسجلة لدى الجهات الرسمية، تصبح الأخرى غير قانونية، وعلى السفارة أن تتخذ الإجراء المناسب الذي يمنع الازدواجية ويوقف الانتحال. فما كان من الأخ الزميل إلا أن قال لي بحدة لم أعهدها فيه: أنا على استعداد لأن أرسل لك شهادة تسجيل الجمعية لدي السفارة وخطاب اعتماد المسئول المخول بالتوقيع والترخيص لها والتصريح بطباعة مطبوعات وسك خاتم باسمها، فتحديته أن يرسل لي صور بالإيميل، ويبدو أن الأخ الزميل شعر وكأنني قد اتهمته بالانتحال والتزوير، وما أن فتحت بريدي الإلكتروني في كعادتي في البكور حتى أرسل لي شهادة التسجيل وشهادة باسم أمينها المخول. حقيقةً ذُهلت وصُدمت وشعرت بتأنيب الضمير لأنني كنت قاسياً ومهاجماً ومتهماً له بالإنتحال، وقررت أن أتصل بالأخ كي أعتذر عن تصرفي، فقد تحولت من لآئمٍ حيث وضعني تصرف البعض بدون أدنى مسئولية في خانة الملوم، ومما زاد من ندمي على ما وجهت له من اتهامات قاسية، أنه ذهب في عتابه ليقول لي: نحن نعلم أنك تتميز بعدم الاندفاع وتتحرى وتتحقق عن كل مسألة يشوبها الالتباس، ولكنا نعذرك لغيرتك على كل ما يمس الوطن، ثم أردف: هل يعقل أن تتهمنا اتهماماً مبطناً بأننا ننتحل صفة جمعية ما وفي ذات الوقت ندعو لها السفير قريب الله نائب رئيس البعثة كمتحدث رئيس يعتلي المنصة؟!!. فعلاً لقد وضعت نفسي في موقف حرج لا أحسد عليه!!، وللعلم فقد سمعت أن نقيب الصحفيين السودانيين د. محي الدين تيتاوي خاطب الندوة هاتفياً وذلك بحضور عميد الصحفيين السودانيين بالرياض صديقي اللدود والعزيز الطيب شبشة. الحاشية: السؤال الذي يطرح نفسه أين سفيرنا عبدالحافظ من هذه الازدواجية إذ تنتحل جمعية غير مسجلة التحدث بإسم الصحفيين في الرياض وتدعي وتنشر شائعات بأنها تلقت تمويل لجمعيتهم من السفير شخصياً؟!.. إن هذه الشائعات تسيء للصحفيين وجمعيتهم ومهنيتهم وتسيء للسفارة والسفير شخصياً، آلا يستدعي هذا تحركاً من السفير لإيقاف هذه المهازل خاصة أن السفير هو المسئول الأول عن وحدة رعاياه المغتربين في المهجر بحسب أنهم سفراء لبلادهم يجب أن يُحسنوا التمثيل؟! يفترض أن هذه الجمعية المسجلة رسمياً لدى السفارة وحتماً لها صلات واتصالات وتعاون مع المؤسسات الصحفية والاعلامية في المثيلة دولة المهجر المعنية، فهل يشرف السفارة والسودان وجمعية الصحفيين السودانية أن تتصل جمعية شرعية وأخرى تزعم أنها ايضاً جمعية للصحفيين وأنها غير مسجلة لدى السلطات وتزعم أنها صاحبة شرعية وأن الأخرى منتحلة لصفة رسمية؟! كيف ستنظر هذه المؤسسات الصحفية المثيلة إلى الصحفيين السودانيين؟!. هل في هذا فيه رفعة لشأن الوطن ممثلة فيما يعتبر من أهم شرائح نخبه التنويرية؟! هل في هذا ترويج لسمعة مهنية حسنة تؤهلهم للعمل في هذه المؤسسات التي دوماً ما كانت تثق في مهنية الصحفي السوداني وجودة أدائه ومصداقيته وفيهم من هو متعاقد ومنهم من يتعاون معها فعلياً؟!. ينتابني شك في أن البعض منا ما هم إلا أعداء لمهنتهم قبل الوطن!! الهامش: أنقل للقراء الأعزاء فيما يلي صور ضوئية من شهادة تسجيل جمعية الصحفيين وخطاب إعتماد تخويل المسئول عنها بالتوقيع مع اعتماد التصديق لأمينها العام بصباعة مستندات وتصتيع ختم بإسمها. قصاصة: متى سيتخلى البعض منا عن النظرة الضيقة التي تسيء للوطن وأهله لهذه المهنة التنويرية السامية، والأدهى هو أين يمارس هذا البعض مثل هذه السلبيات؟! .. يمارسها في دول المهجر التي تتمتع بها النخب السودانية بالسمعة الطيبة والمهنية العالية والمصداقية .. لماذا أيها الاخوة نثخن الوطن جراحاً ؟! سؤال بريء: أسألكم بالله هل سمعتم عن أي جالية هنا في المجر تمارس مثل ما يمارسه هذا البعض؟! .. هل يستحق منكم السودان الوطن هذه الممارسات التي تحط من قدره وقدركم؟! لماذا لا تقتدون بالراحل المقيم الزعيم إسماعيل الأزهري؟!.. لماذا لا تحذوا وسلوك وممارسة الراحل المقيم في وجداننا وذاكرتنا الوطنية الشريف زين العابدين الهندي؟! .. بالطبع أنهما أرسيا قواعد وأدبيات وثقافة معارضة الأنظمة بدون المساس بقدسية الوطن.. فالوطن خط أحمر خاصة حينما نمثله في الخارج، حالئئذٍ يصبح كل سوداني سفيراً لوطنه يعليه ولا يخفضه، يعزه ولا يهينه!! فلماذا أيها الاخوة الأعزاء؟ لماذا...؟!! عوافي... عضو المكتب الاستشاري لجمعية الاعلاميين بالرياض