تقول الطرفة ان احدهم وجد حادثة سير في الطريق والارض مغطاة بالدم ، ولكن رغم بشاعة *المنظر ودمويته كان هناك رجل يحاول ان يستخرج حلي وغوائش من احدي المصابات في الحادث وكانت قد فارقت الحياة ، حدثه الشاهد بانه عيب عليك ان تري تلك البشاعة ثم تسرق امرأة ميتة ! ، اجابه ذلك الذي الرجل ويبدو انه مجرما محترفاً " نحن نقتل النساء من اجل المال والذهب ، هل تريدني ترك ذلك الذهب وقد ماتت المرأة بيد غيري *.. * بعض الدول تكاد تنطبق عليها تلك الطرفة بكل رتوشها ولا تكاد تنكر تسولها ولا استجدائها للاخرين ولا انتهازيتها لاي فرصة ، والمؤسف ان بعضا من وزراء حكومتنا يريد ان نسير في هذا الطريق .. * امس اوردت صحيفة السوداني حديثا لوزير المالية بدر الدين محمود توقعه ( الاطاحة ) بسعر الصرف في السوق الموازي قريبا ،وقال " ان مشاركة البلاد في الحلف الخليجي ستحقق فوائد اقتصادية مقدرة للبلاد " .. السيد الوزير نسي ان مهمته اقتصادية وهي قيامه بوضع الخطط طويلة وقصيرة الاجل من اجل ان يعيش السودان مستقرا في وضعه الاقتصادي ، وان مهمته ان يدرس كل الخيارات الاقتصادية ودراسة الجدوي حولها ووضع افضل الخيارات الممكنة والقابلة للتنفيذ كسياسة اقتصادية تنفذها الوزارة خلال ميزانيتها السنوية ، وتكون نتيجة هذه الدراسات استقرار في اسعار السلع في معدل مقبول وفي استطاعة كل المواطنين .. * اما ان يترك السيد وزير المالية مهمته الاقتصادية دون ان يعلن فشله في اداء وظيفته ثم يربط بين اقتصاد البلاد وظروف طارئة فهذا غير مقبول البتة .. وهو هروب للامام لو كان يدري سيادته فما حدث في عاصفة الحزم كان امرا طارئاً فكيف يربط استقرار بلدا بحوادث طارئة !، وكيف لوزير سيادي ان يتحدث بمثل هذا الحديث ، لان هذا الحديث يجعل من وصف السودان بالانتهازية لديه مبرر وسند ودليل .. * *وليس بعيدا عن حديث وزير المالية تصريحات سابقة بل ووضعها عناوين رئيسية في بعض الصحف عن دخول اثنين مليار دولار من قطر ، حديث مهين للشعب اكثر منه بشري باصلاح اقتصادي ، وكذلك عندما اغلق السودان مراكز الملحقية الثقافية الايرانية تحدث بعض الوزراء عن عدم تقديم ايران اي دعم مادي للسودان .. كل تلك الاحاديث غير المسئولة من تنفيذين في الدولة تظهرنا بمظهر الدولة التي تبيع مواقفها وفقا لمن يدفع لها المال .. ولعمري ان ذلك امر مهين ولا يقبله الشعب .. فان عجزت الحكومة عن القيام بدورها كما ينبغي له فلتذهب الان بدلا من ان تجعل تلك الدول التي تعرف عفة ونزاهة السودانيين بان تغييرا قد اغتال تلك النفوس البيضاء الطيبة .. * *ولعل حادثة السودانيين الذين تركوا تلك الظروف المالية في ارض مطار الكويت وهم علي اعتاب الطائرة تقف شاهدا اننا شعب عندما نحدد موقفا فاننا نحدده وفقا لاخلاقنا واحساسنا بالمسؤولية تجاه الجيران دون ان يدور بخاطنا تعويضا ماليا كما تفعل كثير من الدول ، وما زال هذا ما نفعله اليوم وغدا مهما اخطأ بعض مسؤولينا في تصريحات غير موفقة .. الا هل بلغت .. اللهم فاشهد ..