بات هجر المدارس الحكومية والتوجه نحو المدارس الخاصة ،من القضايا التي تشغل جموع التربويين الذين ما انفكوا يطالبون باعادة الحياة للتعليم الحكومي في وقت يري فيه اخرون ان تخفيف الضغوط التي تفرضها الدولة علي المدارس الخاصة دليل دامغ علي رغبة الحكومة غير المعلنة في تخفيف مسؤوليتها الاجتماعية تجاه العملية التعليمية ما ادي الي ارتفاع تكلفة الدراسة بالتعليم الخاص . مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد طفت علي السطح العديد من الاسئلة المتعلقة بالعملية التعليمية برمتها ،وابرز التساؤلات أسباب العزوف الواضح في الاقبال علي المدارس الحكومية ،فيما يبحث البعض عن اجابات عن الدوافع التي تقف وراء الاقبال علي المدارس الخاصة ،ومابين هذا السؤال وذلك الاستفهام تبرز حقيقة معاناة اولياء الامور مع المدارس الخاصة والحكومية . قبل معرفة الاراء حول المدارس الخاصة والحكومية لابد من الاشارة الي ان المدارس الخاصة في الخرطوم بلغت 1273 مدرسة ومرشحة للزيادة في بداية العام الدراسي الجديد ،ارجع استاذ باحدي المدارس الخاصة الاقبال علي التعليم الخاص الي عدد من الاسباب أبرزها وجود الكادر التربوي المؤهل والمسلح بالخبرة والدرجات العلمية الرفيعة ،عطفا علي البيئة المدرسية المثالية ،وأشار الي ان المتابعة الدورية والاهتمام بالطالب ومستواه الاكاديمي وسلوكه تفرد لها مساحات كبيرة من الاهتمام بالتعليم الخاص حيث يخضع الطالب لمراقبة دائمة علي عكس ماهو حادث بالمدارس الحكومية التي تغيب فيها المراقبة والمتابعة ،وقال ان التحفيز المادي والادبي الذي يجده الطالب في المدارس الخاصة من اسباب الاقبال عليها ،وشن هجوما حاد اللهجة علي بعض المدارس الحكومية التي تعمل علي تمييز الطلاب وذلك من خلال فرض رسوم علي الطلاب الذين يحرزون درجات أقل من النسبة المطلوبة لدخول بعض المدارس النموذجية.. من جانبه كشف بري أحمد الجعلي الاستاذ بمدرسة الجزيرة سلانج عن اسباب هروب او عزوف الطلاب من المدارس الحكومية وارجعها الي تدني البيئة المدرسية التي تتجسد ابرز صورها في الازدحام الكبير الذي تعاني منه الفصول ،عطفا علي ان هجرة عدد كبير من الاساتذة المتميزين نحو المدارس الخاصة جعل عددا كبيرا من الطلاب يفضلون اللحاق بهم ،وأكد أن هناك أسبابا اخري تدفع الطلاب نحو المدارس الخاصة منها أن الامر تحول الي مظهر اجتماعي وتنافس بين الاسر «برستيج» ولاعلاقة له بالجوانب الاكاديمية . ويري عوض عبيد الاستاذ بمدرسة توتي الحكومية أن نسبة النجاح في المدارس الحكومية اعلي من المدارس الخاصة واستدرك مضيفا:ولكن رغم ذلك يفضل الطلاب التوجه نحو المدارس الخاصة بداعي قناعات ترسخت لدي اولياء الامور مفادها ان النجاح لايتحقق الا في المدارس الخاصة ،وتمني ان تفرد الدولة مساحة من الاهتمام بالمدارس الحكومية حتي تعود لسيرتها الاولي. ونفي مدير الشؤون التعليمية باحدي محليات الخرطوم تردي البيئة بالمدارس الحكومية ،معتبرها في المدارس الخاصة غير مطابقة للمواصفات التربوية المطلوبة لجهة ان معظمها في منازل ،وكشف عن عودة عكسية للطلاب من المدارس الخاصة للحكومية وذلك بداعي وجود الكفاءات التعليمية الحقيقية. ويقول مدير الادارة العامة للتعليم الخاص الدكتور محمد محي الدين ان هناك شروطا صارمة لانشاء المدارس الخاصة علي الاصعدة كافة هندسية وتربوية ،ونفي وجود فوارق اكاديمية بين التعليم الحكومي والخاص ،وعن الرسوم في المدارس الخاصة يضعها صاحب المدرسة علي ضوء الخدمات التي يتقدمها ،غير انه اكد تدخلهم في رسوم الدراسة الاساسية ،وكشف عن تنظيم حملة في الفترة المقبلة لتفتيش المدارس الخاصة ومعرفة مدي مطابقتها للمواصفات المطلوبة ذلك تنفيذا لخطة الاستعداد للعام الدراسي الجديد.