: عند غروب كل مساء جديد ينساب من دجى ذاكرتي صوت الرائع خالد الصحافة وهو يصدح بأغنية اللحظات ندية ويتكثف مشهد الغروب فى مقطع وانتى ساعة المغربية خايفة من كلمة وداع وفى المغربية حين تتكسر أشعة شمس النهارعلى أهداب الليل وقبل أن يلف الظلام الكون يتمازج الأبيض والأسود ويتبلور لون رمادي مبهم .. وتتململ الاشياء للحظات قبل طلق التشكل الكامل وموت النهار وفى المغربية أستعيد أبيات قصيدة المساء للشاعر جبران خليل جبران ويقتحمني طوعا صدى صوت مصطفى سيد أحمد وكلمات الشاعر ابو ذكرى ايها الراحل فى الليل وحيدا حين زارتني بواكير الخريف كان طيفي جامدا وجبيني باردا و سكوتي رابضا خلف البيوت الخشبية مخفياً حيرته في الشجر وغروب الأنهر وانحسار البصر لوحت لي ساعة حين انصرفنا .. ومابين مصطفى سيد أحمد وخالد الصحافة قواسم مشتركة وأغنيات تؤرخ لاحتفاء الأول بالثاني وخالد حين يغنى يزرعك طربا في قلب النجوم وهو فنان حقيقي لكنه شأن كل مبدع مقل فنيا وكثيرة هي القصائد والأغنيات التي ورد فيها ذكر الليل ومشهد الغروب وكلاهما لوحة تشكيلية كونية مفعمة بالمعاني والرومانسية التي تلاشت من قاموس الحياة وذهنية العشاق في عصر الواقعية. ولم يعد مشهد الغروب يلهم الشعراء والفنانين ولا احد يتوقف عنده ويتأمله بعين الاعتبار والعظة كما فعل الشاعرالمصرى ابراهيم ناجى فى قصيدة الوداع التى تغنى بها الراحل زيدان ابراهيم «قف تأمل مغرب العمر واختفاء الشعاع » وهذا هو الغروب الحقيقي الذي يجب الا يغيب عنا لحظة . [email protected]