في الوقت الذي تعمل فيه معظم دول العالم على الاستفادة من الموارد الذاتية واستغلالها الاستغلال الأمثل لصالح رفاه بنيها ولتحقيق الانتعاش الاقتصادي الذي يخدم العامة والاستفادة العالمية والتبادل التجاري والمنفعة العامة. اطلعت على لقاء صحفي مع وزير الثروة الحيوانية المكلف د. عادل فرح أجرته صحيفة (السوداني) في العدد الصادر بتاريخ 3 يناير 2021م , لا أود الخوض في كثير من التفاصيل التي ذكرها الأخ الوزير ولكن لا بد من الوقوف على بعض النقاط المحددة مثلاً ذكر أن مشكلة إرجاع الصادر تعود إلى البواخر غير المطابقة للمواصفات واجد في كل تصريحاته هذه النقطة وأود أن أشير إلى أن حديثه غير صحيح إذ إن تكرار رجوع البواخر ظل رهيناً لعدم موافاتها للاشتراطات الصحية وليس هناك أي مشكلة تم رفعها بان البواخر سيئة التهوية او ان الحيوانات تصل مجهدة ولكن جيد ان يمتلك القطاع الخاص او الحكومي السوداني لبواخر خاصة به, كما انه دوما تصريحاته غير مسؤولة مثل ما هو مبرر المملكة في الإيقاف؟ وعلما بانه تم سابقا اخطاره بان الإيقاف بسبب تفشي لحالات حمى الوادي المتصدع وفى الوقت الذي هو جالس يدلي بالتصريحات والقاء اللوم على الآخرين وضعت السعودية بروتوكول سمي بالبروتوكول الصحي البيطري لاستيراد المواشي من دول (السودان, اثيوبيا, جيبوتي, اريتريا والصومال). وسط العتمة والتخبط العام في أداء الحكومة الانتقالية يعتبر البروتوكول الموضوع من قبل المملكة العربية السعودية هو بشارة خير للمصدرين وعودة السوق السعودي إذ أجد فيه سهولة بحيث يمكن ان تجد المواشي السودانية اليسر في الولوج الى سوق السعودية وقرب السودان وجودة المواشي ووفرتها يجعلها الأولى من حيث المنافسة وخاصة مع المواشي الاوربية والبرازيلية وحتى الأسترالية. الآلية الجديدة تنص على عدم التطعيم ضد حمى الوادي المتصدع وتعتبر الشحنة غير مصابة بعد التاكد من فحص الاجسام المناعية نوع (IgM) بينما وجود اجسام مناعية من نوع (IgG) لا يتم فيه الارجاع لانها قد تكون نتيجة إصابات قديمة او تحصين بينما النوع الأول يدل على إصابة حديثة ومعظم الأجسام المناعية التي تظهر في الفحص هي من نوع (IgG) لذا ذكرت سيكون فحصها سهلا؛ وهذا يتطلب من الاخوة العاملين بالمحاجر من التأني في الفحص والتدقيق واستبعاد أي حيوان تظهر به اي علامات سريرية , كما أتمنى من الاخوة في الأبحاث البيطرية العمل على توفير مشخصات من نوع Rift Valley Fever IgM capture ELISA المنتج من قبل الشركة الفرنسية ID-Vet لإجراء عينات عشوائية من الحقل قبل وصولها المحاجر. اما بخصوص المواشي التي ذكرها الوزير بانها محجورة سابقا قبل إيقاف الصادر فيتطلب فحصها بنسبة التحصين 50% فاجد في دخول الاعداد التي ذكرها الوزير وقال بانها حوالي 350 الف راس صعوبة لان المواشي المعادة سابقا رجعت بعدم تجاوز نسبة 30% فكيف بالوضع الجديد؟. من اساسيات علم الإدارة إيجاد طرق بديلة لمواصلة العمل بدلا عن الصراخ والعويل هذا لقاح كيني واخر جنوب أفريقي كما ظل الوزير المكلف يفعل, فاعتبر ان خسران السودان لصادرات المواشي العام المنصرم يعود في المقام الأول للتخبط الوزاري وعدم المحاسبة وقد يستمر العبث اذ لا أحد يحاسب او يقيل او يقف على الأوضاع غير تشكيل لجان ولا حتى مخرجات هذه اللجان لا يسمع بها احد او توصياتها, فحينما كنا ننتقد النظام البائد بانه يدير الاقتصاد بطريقة غنائمية ويعتمد على الأموال الجاهزة مثل بيع او استئجار الأراضي والجبايات ماذا فعلت لنا حكومة الثورة التي دعمها صغيرنا قبل كبيرنا واذكر بعيد سقوط النظام البائد كيف ان أطفالنا كانوا سعداء لانهم لمسوا السعادة تعلو جباه ابائهم وها نحن اليوم نعيش في اسوا أيامنا بالزيادات التي ارهقتنا وتدار الدولة بنفس عقلية من سبقهم اقرب طريق للحصول على الأموال جيب المواطن وحتى أصبح الناس في صدمة من جراء تصرفات الحكومة، ولا اجد تعبيراً لحديث السيد الوزير قال النظام البائد اورثنا ورثة ثقيلة, فعلا قد اورثك وزارة تضخ في عصب الاقتصاد السوداني ما يعادل مليار دولار سنويا بصادر مواشي حية تتجاوز الست ملايين راس ولم تحافظ عليها حتى بأسلوب الكذب والنفاق. ولا بد من الإشارة الى ما اعلن عنه بافتتاح عدد من المسالخ في القريب وافتتاح مسلخ الساحل ببورتسودان, كثرة المسالخ لن تزيد قيمة مضافة حقيقية يعول عليها ولذا لا بد من التصنيع وفتح أسواق جديدة غير الخليج فالخليج نستطيع السيطرة عليه بالمواشي الحية ورويدا رويدا المذبوح فالثقافة المجتمعية الخليجية تحبذ الحي كما ان سوق الحي المنافسة عليه عالية من قبل دول تعتبر البنية التحتية لها افضل منا بمئات المرات وسوق المذبوح أيضا به معوقات وقبل مسلخ الجنيد ومسلخ المعونة الصينية ادعو الجهاز التنفيذي النظر في امر الثروة الحيوانية بقليل من الجدية.