حكومة سلفاكير لوحت في الاسبوع الماضي بالتدخل عسكرياً في أبيي.. وبهذا تكون حكومة سلفاكير.. قد نقضت عهدها مع الإتحاد الإفريقي.. داست بحذائها القذر على إرادة قارة بأكملها.. ولم تكتفِ حكومة سلفاكير بالتلويح والبيان بالعمل.. دفعت بقوات جيشها إلى أبيي.. منتهكة قرارات الإتحاد الإفريقي الذي جاء بقوات اثيوبية.. ريثما الوصول إلى تسوية دفعت بقوات تمركزت في (أركاس) جنوب غرب أبيي.. وقوات في منطقة (الدوير) وبهذا التصرف العنجهي تكون حكومة الطيش قد داست على قرارات مجلس الأمن.. الذي لم يجف مداده.. وبرغم أن قرار مجلس الأمن المتحامل على السودان والذي جاء لصالح دولة جنوب السودان.. فان حكومة سلفاكير لم تحترم قرارات مجلس الأمن.. وتطاولت بهنجهية على المجتمع الدولي الذي طلب من السودان ودولة الجنوب الجلوس إلى طاولة المفاوضات.. حكومة سلفاكير نقضت عهدها مع افريقيا ومع المجتمع الدولي.. نقضت عهدها مع مجلس السلم الافريقي.. وكشفت بهذا العمل العسكري انها دولة ضد السلام وضد احترام القانون العالمي.. وإن كل إدعاءاتها بأنها دولة تنشد السلام قد ذهبت أدارج الريح وبانت سوءتها.. ومن عجب أن المنظمة العالمية قد أشادت بها بعد خروجها من هجليج.. ويا للعجب مجلس الأمن يشيد بدولة احتلت أراضي دولة عضو في منظمة الأممالمتحدة.. فحشد حكومة سلفاكير وتلويحها بغزو أبيي يؤكد أن حكومة سلفاكير لا تحترم مجلس الأمن.. ولا يهمها السلم العالمي وأنها فوق القانون الدولي.. وبالطبع انها مسنودة بمن يملكون مجلس الأمن اي انها مسنودة من الولاياتالمتحدة التي هي مجلس الأمن وهي المجتمع الدولي وإلا لما تجرأت حكومة سلفاكير واحتلت هجليج وحشدت قواتها لإحتلال أبيي بل لما تجرأ حاكم جنوب السودان على بان كي مون وقال له لن انسحب من هجليج.. فانا لست موظفاً عندك بالتأكيد لو قال الرئيس البشير ما قاله سلفاكير لجاءت القوات الدولية إلى السودان.. وفعلت ما فعلته في أفغانستان لكن تفلتات وهفوات سلفاكير مغفورة.. «والعند ضهر ما بنضرب على بطنو» فحكومة الجنوب واسرائيل دولتان مدللتان مرفوع عنهما العقاب ومطلوق لهما الرسن لهما الحرية المطلقة في تعكير الأجواء وفي تهديد الأمن الدولي.. فليس عجباً أن يصمت مجلس الأمن عندما لوح سلفاكير بشن الهجوم على أبيي بل صمت وكأن على رأسه الطير.. فلم يطالب جيش سلفاكير بالإنسحاب من (الدوير) القريبة من أبيي.. لم يطالب حكومة سلفاكير بالإلتزام بقرارات الاتحاد الافريقي حول أبيي.. سكت مجلس الأمن وسكت بان كي مون وسكتت الولاياتالمتحدة.. فحشد قوات الجيش الشعبي.. يعني نذر حرب جديدة.. يعني تجاوز حكومة سلفاكير لقرارات مجلس الأمن وانتهاك لاتفاقية أديس أبابا.. فالهجوم على أبيي.. أشد تعقيداً من الهجوم على هجليج لان أبيي تتواجد بها القوات الاثيوبية.. فماذا ستفعل قوات سلفاكير هل ستدخل في عمل عسكري مع القوات الاثيوبية؟؟ ولأن أبيي أرض شمالية مهما إدعت حكومة سلفاكير فان حكومة السودان انطلاقاً من مسئولياتها الوطنية لها حق الدفاع عن أراضيها وعن سيادتها فلن تنتظر قوات سلفاكير تدخل و تحتل أبيي.. سيدافع السودان عن أرضه ولن يسمح لدولة غير راشدة أن تحتل أراضيه.. لن يسمح بالعبث الذي يمارسه سلفاكير وطغمته ومن هم وراءه.. ومثلما حررت قوات الشعب المسلحة هجليج من دنس عصابات الجيش الشعبي.. فهي قادرة على تلقين جيش سلفاكير درساً آخراً في أبيي وبهذا الحشد والتدخل السافر من حكومة الجنوب يكون السودان في حل من قرارات مجلس الأمن حل من تلك القرارات المجحفة التي لم تعاقب الدولة المعتدية.. وبما أن الملفات الأمنية لها الأولوية في أي تفاوض.. فانه قبل الجلوس للتفاوض يتوجب إرغام حكومة سلفاكير بعدم الدخول في أبيي.. ووقف التصعيد الذي تقوم به حكومة سلفاكير.. ومن بعد ذلك يمكن معاودة التفاوض بشرط أن تكون الملفات الأمنية في أولوية المفاوضات وإلا فلا مفاوضات ولا يحزنون.. وأما الذين ينحنون للحركة الشعبية ويجعلون منها صديقاً وحليفاً فليعلموا أن الحركة الشعبية بعملها العدائي لا تقصد الانقاذ فهي تقصد السودان.. من أم دافوق إلى قرورة ومن جودة إلى وادي حلفا.. الحركة الشعبية تهدف إلى إبتلاع السودان وإلى تفتيته وإضعافه تهدف إلى تمزيق هويته.. فالعداء عداء فكري ونفسي.. والحرب معها لن تنتهي بذهاب الانقاذ كما يعتقد بعض السذج فحربها لم تك مع الانقاذ وحدها.. فالانقاذ ورثت الحرب مع الحركة ومخطئ من يظن أن الحركة الشعبية تريد السلام.. فهي حركة لا تعرف غير ثقافة الحرب.. لذا إذا لم يك من الحرب بد.. فمن العجز أن تموت جباناً أو كما قالوا..