حسب ما ورد في المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيسان عمر البشير رئيس جمهورية السودان وسلفاكير رئيس جمهورية جنوب السودان والبيان الختامي للزيارة والذي رصده رئيس التحرير والحديث الصريح للرئيس سلفاكير حول التوجيهات الصارمة التي أصدرها للأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم والقادة العسكريين لجيش الحركة الشعبية بفك الارتباط بين الحركة الشعبية وقطاع الشمال بل قال عليهم ان يختاروا لحزبهم اسم غير الحركة الشعبية وابدي كثير من حسن النوايا في المساهمة في الحوار والتوسط بين قطاع الشمال وحكومة السودان. وحسب ما ورد في نقطة نظام التي نقل من خلالها رئيس التحرير المعلومات بإسهاب وتفصيل فقد نقل الجو والأحاسيس خلال المؤتمر الصحفي ففي الإشارة لمداعبات رئيس حكومة الجنوب مع رئيس التحرير تقريب للصورة التي دار فيها المؤتمر الصحفي والتقارب الإنساني بين شعبي الجنوب والسودان. وما لفت نظري الإشارة لحشود ما يعرف بالجبهة الثورية ونهاية أي تصعيد في الحدود بين جنوب السودان والسودان لمجرد محادثة هاتفية بين الرئيسين حسب ما جاء في رد الرئيس عمر البشير. الرئيس سلفاكير شكك في مصداقية المعلومات التي ترد عبر الأقمار الصناعية في إشارة لما يرد من معلومات عبر أجهزة الاستخبارات العالمية وضرب مثلاً بالمعلومات حول المحاولة الانقلابية ضده وكيف انه لم يتهم ولم يحرك القوات لإفشال الانقلاب مما يدل علي ثقته الكاملة في عدم مصداقية هذه الأجهزة ولذلك بالضرورة إلا يصدق وبكل هذه الثقة أي تسريبات من هذه الأجهزة عن حكومة السودان ضد دولة الجنوب. الرئيس عمر البشير قدم مبادرة بخصوص فتح المعابر وتسهيل حركة المواطنين بين البلدين ولأهمية المبادرة وقيمتها لم يفت علي الرئيس سلفاكير الإشارة الي تقديرهم للمبادرة وعبر عن شكره للرئيس البشير. كان في حديث البشير إزالة لكثير من اللبس عم مفهوم الحريات الأربع التي تلزم أي من مواطني البلدين بالالتزام بالقوانين السائدة في كل بلد من وضوح عدم المشاركة في النشاط السياسي. تبقي زيارة الرئيس البشير لجوبا وما حدث فيها من اجتماعات وحديث صريح مجرد من العواطف والمجاملة من الجانبين رغم حفاوة الاستقبال مرحلة جديدة في عمر العلاقات بين البلدين ويمكن ان تكون مفتاحاً لحل كل القضايا العالقة وخلق علاقة تواصل وتبادل للمنافع تصب في مصلحة الشعبين بعد ان أزالت كثير من أسباب الاحتقان والتوتر في العلاقات وبعثت في نفوس الشعبين الطمأنينة والأمل في توسيع فرص الاستقرار والنماء والازدهار. لا شك الاتفاق حول فك الارتباط بين الحركة الشعبية حزباً وجيشاً وقطاع الشمال يزيد من الثقة بين البلدين ويساعد عل حل مشكلة المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأمام قادتها فرصة للوصول لحلول لكل مشاكل المنطقتين ان كان هدفهم مصلحة شعبي مناطقهم والتجربة الماثلة أمامهم ان ما حققته الحركة الشعبية بالحوار في شهور لم تستطع تحقيقه بالحرب في أكثر من عشرين عاماً والعاقل من اتعظ بغيره. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 18/4/2013م