[email protected] كتبت كلاما واضحا ومحددا فى مقالى السابق وكعادتى اترك مساحه لتفكير وعقل القارئ المحترم، لكنى وجدت مداخله وتعليق من أخ كريم يطلب منى فيها أن افرق بين الأسلام وبين معارضتى للنظام. ولذلك رأيت من الواجب على أن اوضح بأنى لست ضد (الدين الأسلامى) وهو دين عظيم مثل باقى الأديان له قدسيته وأحترامه لكن (الدين) يبقى علاقة خاصة بين العبد وربه، ونحن لا ننتقد شريعة الأنقاذ ومنهجهم فى الحكم كمعارضين فقط ، وانما نقدم وجهة نظرنا الرافضة (لشريعة) القرن السابع كدستور بديل عن الدستور (الأنسانى) الذى يجتمع علية كآفة الناس على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم، ويمكن أن يستفاد فى صياغته من قيم (الأسلام) والمسيحيه وكريم المعتقدات ومن التراث الأنسانى الثر ومن تجارب الشعوب وحضاراتها، دون داع لربط ذلك الدستور بدين معين فى عنجهية وتعال وأقصاء لباقى الأديان والمعتقدات. و(شريعة) القرن السابع التى كانت كامله فى وقتها وملبية لحاجات المجتمعات فى ذلك الزمان، لا تتماشى مع روح هذا العصر ومتطلباته ولا يستطيع اى كائن من كان أن يطبق تلك (الشريعة) الا اذا عمل كما تعمل طالبان، فيمنع المرأة من التعليم ومن العمل ومن الخروج من بيت ابيها الا لبيت زوجها أو للمقابر، وليس من حقها أن تسافر دون محرم حتى لو كانت ذاهبه (للحج) وليس من حقها أو من حق المسيحى أن يتقلدا منصب رئاسة الجمهورية، وشهادتها فى المحاكم لا تقبل منفرده وهى فى الميراث على النصف من الرجل و(شريعة) القرن السابع لا تعترف (بالديمقراطيه) وأنما (بالشورى) التى وضحنا كيف تطبق ومن يستشار. وبالنظر الى تاريخ الأسلام نجد أن الخليفه الثانى، على ما عرف به من عدل مات مقتولا، وتوالت بعد ذلك الفتن والحروبات وظهرت الفرق المختلفه (خوارج) ومعتزله ومتصوفه وسنيين وشيعه، مثلما ظهرت مذاهب أربعه مالكيه وحنفيه وشافعيه وحنابله، احيانا تكون الأختلافات بينهم ضئيله وأحيانا أخرى كثيفه وعميقه وفى العصر الحديث ظهرت جماعات سلفيه متطرفه ومعتدله وتكفير وهجره وقرآنيين وأنصار سنه وأخوان مسلمين وجماعة الدعوه والتبليغ، وكل منهم لايرضى بألاخر ولا يقتنع برؤاه. والحديث النبوى الصحيح يقول بصريح العباره ((فْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ , وَافْتَرَقَتْ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً , فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ , وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَن أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ)). يعنى الأخوان المسلمين وأنصار السنه والسلفيين وعدد من المتصوفه، جميعهم فى النار بنص الحديث ولن تنجو منهم غير فرقة واحده! وهذا امر يحتاج الى حوار صادق وأمين ويتسم بالشجاعة والحريه والشفافيه. اما بخصوص المقال أعلاه، فاننا نلاحظ لعدد كبير من المايويين أوجدوا لأنفسهم مكانة ووضعا مميزا فى نظام الأنقاذ، و لهم الف حق فى مودتهم وتحالفهم مع الأنقاذيين وفى تاييدهم للمؤتمر الوطنى ورئيسه (البشير) كما كانوا يفعلوا مع أبيهم القائد الملهم (النميرى)، لأنهم لم يحاكموا أو يعاقبوا جراء ما ارتكبوه من جرائم خلال الفتره المايويه، بعد أن افسدوا المجتمع السودانى بنفس الصوره التى تحدث الآن فى زمن الأنقاذ. افسد (المايويون) الأخلاق والقيم ونهبوا خيرات البلاد وتاجروا فى قوت الغلابه، خباءوا السكر والدقيق وضاربوا فى الدولار وأصبحت المواسير (تصفر) واذا تكرمت أتت بالطين وسهرت النساء كبار السن حتى الصباح من أجل الحصول على (جردل) ماء، لكى يشرب منه الأطفال الصغار، ومثلما يفعل الأنقاذيون الآن اتهموا خصومهم بعلاقات مع أسرائيل وفى آخر الآمر وعندما صعبت عليهم الأحوال اتجهوا لله وللشريعه، فلم ينجيهم نفاقهم وكذبهم على الله، وأنكشف المستور نهاية المطاف وانهم كانوا يتعاملون مع اسرائيل وساعدوا فى تهريب الفلاشا اليها .. فما أشبه الليلة بالبارحة! لا أدرى والبعض يدعو لدستور اسلامى ويدعى أن شعب السودان بعد الأنفصال 96% منه مسلمون، فهل الذين خباءوا السكر وزادوا سعره فى شهر رمضان من بين اؤلئك ال 96% الذين سوف يصوتوا لذلك الدستور؟ آخر كلام:- مايو تظهر بتفاصيلها من جديد مرتديه ثوب الأنقاذ، فالمياه ملوثه وفيها مشاكل والسكر يخبأ والسلع ترتفع أسعارها على نحو لا يطيقه المواطنون، وعدد كبير من الأعلاميين والصحفيين ينافقون ويطبلون والرئيس القائد الملهم (يقدس) .. ولا أحد من حقه أن ينتقده .. وعلى السودان السلام! نشر بتاريخ 04-08-2011