إلى كل أبناء وطني الشرفاء بالجالية السودانية الراغبين في المشاركة في عضوية مجلس الجالية للدورة الحالية والتي كان من المقرر لها أن تقوم في العام (2007م) إلا أنها بسبب الخلافات والتحزبات التي لا تعود على مجتمع الجالية إلا بالشتات والفرقة والخراب، مما اضطرني لمخاطبة جميع أبناء وطني الذين يقيمون في مملكة المروءة والإنسانية أرض الحرمين الشريفين مهد الرسالات التي انبثقت منها الرسالة المحمدية التي انتشرت في كل أصقاع العالم، أن يكونوا جميعاً بعيدين كل البعد عن العنصرية والقبلية والجهوية والتحزبات السياسية والمقاصد الشخصية وأن يكون هدفهم الأسمى هو التكاتف والتكافل والتراحم ونشر ثقافة أهل السودان الجميلة المحافظة والمشرفة بين المجتمعات. وبث روح الأخوة والمحبة وإبراز شيمنا وقيمنا وموروثاتنا أمام شعوب العالم أجمع. وهذا بالتأكيد يتطلب القيادي الأصيل الفاعل والمقتدر الذي تنطبق فيه شروط القيادي الناجح التالية: يتمتع بالاستقامة ومخافة الله، الشجاعة، الحيادية، نشيط، كريم، مستور الحال، عفيف، ملتزم، بعيد كل البعد عن الأعمال المشينة التي تمس بالكرامة والسمعة (مهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تُعلم)، ذو خلق رفيع، نقي السيرة والسريرة، ليس حقوداً، متواضع مقبول يخصص جزءًا من وقته وزمنه وماله وعلى حساب أسرته لهذا العمل الطوعي التكافلي الاجتماعي بتجرد كامل لا يريد من وراء ذلك إلا الجزاء من الله.. قال تعالى في محكم التنزيل: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)، (إنا جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم)، (أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم).. فهذه الآيات الكريمة تحثنا على الكثير النافع والمفيد لمجتمعنا وعلى الإخوة الراغبين بالمشاركة في أعمال الجالية الاجتماعية والخدمية والخيرية أن يقتدوا بها ويطبقونها (قولاً وعملا) وعلينا في المقام الأول أن نحمد لولاة الأمر بالمملكة يحفظهم الله أن منحونا دون غيرنا مساحة (محددة) للعمل بموجبها، لكونها أعمالاً وأنشطة اجتماعية خدمية بعيدة كل البعد عن الأعمال السياسية.. ونشدد على كل أبناء الوطن الكرام الالتزام الكامل والحرص الشديد على تطبيق النظام واتباع التوجيهات والأنظمة المرعية للبلد المضيف وطننا الثاني الكريم المملكة العربية السعودية الشقيقة والعمل بموجبها والتقييد بهذه الأنظمة المرعية والتعليمات الشرعية وعادات وتقاليد هذا البلد الكريم والمعروفة للجميع دون الخروج عن ما هو مسموح به في جميع أنشطة الجالية المختلفة التي تنحصر في الأعمال الخيرية والتكافلية والاجتماعية ممثلة في روابطها ولجانها المختلفة وما يتبعها من أنشطة ولقاءات واجتماعات وندوات خاصة أن الجالية تعمل تحت مظلة قنصلية السودان بجدة. وعلى كل أخ يأنس في شخصه الكفاءة والمقدرة وتنطبق عليه الشروط والمقومات المذكورة ويرغب في مشاركة صادقة وجادة في هذا العمل الخدمي والاجتماعي أن يأتي للمشاركة وهدفه الأسمى والأول هو جمع الشمل وتقوية أواصر الاخوة والمودة وتقديم الخدمة لهذه المجتمعات التي أحوج ما تكون لذلك.. ولكي يكون الأداء والعطاء صادقاً ويحقق الأهداف والمقاصد النبيلة، يجب على كل واحد منا أن ينزع عباءة حزبه الذي يتنمي إليه مع الاحترام الكامل لحزبه ويأتي بعباءة واحدة مخصصة للجميع اسمها لمّ الشمل وجمع مجتمع الجالية السودانية على كلمة سواء لقيام جالية معافاة خالية من العنصرية أو القبلية أو الجهوية أو المصالح الشخصية. وأن يتسامى الجميع فوق الخلافات والمكايدات والأحقاد والمطامع الشخصية التي لا تشبه أبناء الأصل الكرام خاصة في عمل طوعي خيري تكاتفي تكافلي وهذا بالتأكيد سوف يحقق الآمال والغايات وستكون لدينا جالية سليمة معافاة من كل قصور.. وستكون المشاركة فاعلة وصادقة في هذا العمل الاجتماعي والأمل معقود بإذن الله على قيام جالية معافاة تكون القدوة كما كنا في السابق.. ولنا في القرآن الكريم الكثير من العظات والعبر والدروس والنصح والإرشاد والتوجيه السديد. علينا أن نكون مجتمعاً نظيفاً خالياً من الخلافات ونكون النموذج الأمثل لنا ولغيرنا في الاتفاق والوفاق والريادة والقيادة لخدمة الوطن والمواطن حيث ظللنا نحن الجالية بمنطقة مكةالمكرمة لنيف وثلاثين عاماً النموذج الأمثل للجاليات في كل المهاجر والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، إلَّا أنه وبكل أسف انعكس الأمر وصرنا كما ذكر في القرآن: (تحسبهم سوياً وقلوبهم شتى) (صدق الله العظيم).. ولكي نتجنب الخلافات الزائفة الجوفاء التي لا تصلح لمجتمعنا، يجب أن يكون هناك (عهد وميثاق شرف) لجميع أعضاء مجلس الجالية السودانية بمنطقة مكةالمكرمة (يعاهدون الله عليه للعمل سويًا وبإخلاص وتفانٍ وصدق وشرف لخدمة الجالية السودانية بصفة خاصة وللوطن العزيز بصفة عامة وأن نلتزم بالنظام الأساسي للجالية روحاً ونصاً وأن نعمل بجدية ومؤسسية لنعكس الوجه المشرق للوطن وأن نلتزم بنظم وأعراف وتقاليد البلد المضيف، وأن نحترم ما يجمع عليه غالبية مجلس الجالية وأن نتبنى وندعم تلك القرارات التي تصدر منهم حتى لو كانت مخالفة للرأي الشخصي، طالما هناك إجماع عليها. وأن نبتعد عن الصراعات الحزبية والقبلية والجهوية وتقديم مصلحة الجالية دون غيرها وأن نلتزم بتنفيذ كافة القرارات الصادرة عن الجهات المختصة تنفيذاً دقيقاً في حال عدم تعارضها مع الأنظمة الشرعية وأن نحترم وجهات النظر المختلفة وأن نقدم أفضل الخدمات لأعضاء الجالية السودانية باذلين الغالي والنفيس حاملين الوطن في حدقات العيون ملتمسين طريق الحق والعدل أينما كان). وأن يكون مجتمعنا نظيفاً متكاملاً متكاتفاً يتنافس فيه أهل الفضل لعمل الخير لهذا العمل الطوعي الخدمي والذي هو بالطبع تكليف لا تشريف مما يتطلب من الجميع المواقف المشرفة وأن نبتعد تماماً عن الخلافات والمكايدات والفجور في الخصوم؛ لأن هذه الصفات ليست من شيمنا ولا تشبهنا إطلاقاً ولا نريد أن نكون كما جاء في سورة المائدة التي فيها كثير من العظات والعبر (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين) إلا أنه رغم ذلك قتل أخيه وكان من النادمين.. أن تكون كل أهدافنا جمع الشمل والترابط والوحدة وبث روح الفضيلة والقيم النبيلة واحترامنا وتقديرنا لبعضنا البعض سواء داخل الوطن أو خارجه بقلوب وضمائر صافية ونوايا حسنة ومصداقية وشفافية بعيداً عن الخساسة وأفعال السوء والحقد والمكر السيء قال تعالى وهو أصدق القائلين: (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله) وأن نكون في منأى عن مثل هذه الأفعال المشينة وأن نعاهد بعضنا البعض ونكون كالجسد الواحد ونبتعد عن النفاق والكذب والتكبر وقبيح الأفعال وأن نضع دائماً أمامنا عبارة للتذكير والتنبيه (إنك سوف ترحل عن هذه الدنيا الفانية) عاجلاً أو آجلاً وفي أية لحظة وإلى بيت مساحته مترين في متر وأول ما يستقبلك هي أفعالك وأعمالك وستبقى فقط ذكراك بعد مماتك، إما بالخير وحسن المعشر ودماثة الخلق وكريم الخصال، فيدعو لك بالخير كل من يعرفك أو بالشر وذميم والأفعال والأعمال ويستعيذون من ذكراك وأفعالك وأنت في قبرك الضيق وأول ما يقابلك هو صحائف ونتائج أعمالك التي قدمتها إما بالخير أو الشر ثم ترحل من هذا القبر إلى الحساب الأكبر.. (يموت كرام القوم وتبقى مكارمهم).. قدوتنا وشعارنا في كل أعمالنا وواجباتنا فليتنافس المتنافسون في فعل الخيرات.. واحرصوا على اختيار أحسنكم عملاً وأكثركم عفة وأكرمكم عطاء وأصفاكم قلباً، ليس حقوداً أو ماكرًا كل آماله ورغبته قيام قيادة جديدة لجالية عريقة، وأن يكون الأكثر فاعلية ونشاطًا وأن يكون صادقًا في نواياه مخلصًا في أعماله لخدمة الجالية بصفة خاصة والوطن بصفة عامة خاصة أن بلادنا الآن تمر بمرحلة مهمة ومفصلية في تاريخ السودان وفي أمس الحاجة لسواعد ومواقف أبناء الوطن الشرفاء أصحاب الهمم العالية لمواجهة هذه التحديات التي تؤكد خيار (نكون أو لا نكون). في الختام: أوصي جميع الشرفاء من أبناء الجالية السودانية بمنطقة مكةالمكرمة وكل الجاليات ومجالسها وروابطها المختلفة العمل سويًا، وبأهداف سامية ونبيلة وأن نتبع المؤسسية والمرجعية وفقًا لما يقضي به النظام الأساسي المعمول به والمعتمد من قبل جهات الاختصاص. والله من وراء القصد.. محمد الحسن أحمد الهواري.. (عميد الجالية السودانية بمنطقة مكةالمكرمة)