إن الحديث عن الوحدة أو الانفصال ليس ترفاً ذهنياً وسياحة نظرية عاطفية انفعالية حماسية تغدو في نهاية الأمر مثل الحماس في تشجيع فرق كرة القدم بترديد مزايا الوحدة أو الانفصال بحسب الموقف منها، فقد أضحى الوقت ضيقاً وينبغي عدم تبديده في المناظرات التي لا (...)
جاء في الأنباء أن الفريق سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب طالب بضرورة إحضار الأمم المتحدة لقوات أممية لتراقب وتحمي الحدود بين شطري القطر عند اجراء الاستفتاء، وهو تصريح خطير ينبغي ألا يمر مرور الكرام لأن سيادته على علم (...)
إن الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب يتم مرة واحدة، وتكون نتيجته نهائية وحاسمة، فإما وحدة وإما انفصال، وقد تبقت على اجرائه حوالي خمسة وتسعين يوماً فقط، وهي فترة قصيرة ينبغي عدم اضاعتها في الهرج والمرج، بل ينبغي إعمال العقل والتريث ومخاطبة العقول لا (...)
ظل السودان يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بصورة سنوية راتبة ويلقى رئيس وفده خطابه ويعقد لقاءات جانبية مع بعض رؤساء الوفود الأخرى ثم يعود أدراجه بعد الادلاء بتصريحات لبعض أجهزة الإعلام. وفي العام 1967 خاطب المحجوب الشامخ الجمعية (...)
إن ولاية الخرطوم تحوي عدة مدن كبيرة، تشكل في مجموعها الكلي العاصمة القومية الكبرى، وفي الماضي كانت تسمى العاصمة المثلثة، والخرطوم هي التي توجد فيها رئاسة الجمهورية والوزارات والمصالح الحكومية، والأجهزة المختلفة.. وإذا فرغ المرء نفسه بغرض الوقوف على (...)
إن الأيام تمضي سراعاً وقد تبقت الآن أربعة أشهر فقط على تقرير مصير الجنوب، وبالتالي تقرير مصير السودان، فاما أن يكون بلداً واحداً متحداً، أو يصبح منفصلاً منقسماً لدولتين، ونتيجة الاستفتاء هي التي تقرر ذلك، ويغدو الجميع بعد ذلك أمام الأمر الواقع الذي (...)
إن السودان على مدى تاريخه الطارف والتليد الممتد عبر القرون الطويلة، كان وما فتئ يعتمد إعتماداً رئيسياً على الزراعة وبشقيها النباتي والحيواني، وهو غني بأراضيه الشاسعة الواسعة الصالحة للزراعة، ومياهه الغزيرة الوفيرة متعددة المصادر من أمطار، وأنهار، (...)
يمر الوطن الآن بأخطر منعرج في تاريخه الحديث، ويشهد في الشهور القليلة القادمة حالة مخاض ولحظات طلق عسيرة، والآن هناك قضايا مهمة ماثلة عديدة مثل الموسم الزراعي الصيفي، وغلاء الأسعار الجنوني، وغلاء التعليم، الذي كاد أن يصبح تجارة وسلعة معروضة في السوق، (...)
رحل من دار الفناء الى دار البقاء السر مدى عميد الأدب الشعبي في السودان الأستاذ الطيب محمد الطيب الذي قبر في رمسه، ولكن بقي اسمه حياً متوهجاً، وسيظل باقياً خالداً بأعماله المتميزة وعطائه الثر الغزير الوفير.
والأستاذ الطيب عصامي، علم نفسه بنفسه بعد (...)
عندما قدم الجنرال ديجول استقالته من رئاسة الجمهورية في فرنسا وهو في أوج عظمته بعد أن أرسى دعائم الجمهورية الخامسة قال بعض المعجبين به إن فرنسا بعده أضحت يتيمة، وخلفه الرئيس بومبيدو الذي اعترف بعد مغادرته كرسي الرئاسة بأنه كان يشعر بالغيرة من سلفه (...)
عندما سقطت الأندلس بكى آخر ملوكها من بني الأحمر، وقالت له أمه بحسرة إنك تبكي كالنساء على ملك ضيعته، ولم تحافظ عليه كالرجال، وإن سقوط الأندلس حدث أليم، وجرح قديم محزن ومؤلم، ولولا هذا السقوط المريع لتمدد الإسلام وانتشر في أوربا، ومن ثم كان يمكن أن (...)
إن اللجنة القومية للاستفتاء تنتهي مهمتها بعد إجراء الاستفتاء وتقرير مصير الجنوب وإعلان النتائج ورفع تقريرها الختامي، وهي تختلف عن هيئة الانتخابات التي تستمر في أدائها لأن الانتخابات على كافة المستويات تقام دورياً كل فترة وأخرى وفق ميقات معلوم.. وقد (...)
لقد انشغلت الساحة السودانية في الأسابيع القليلة الماضية بالتشكيل الوزاري قبل وبعد إعلانه، أكثر من انشغالها بأي شئ آخر، وأن بعض- (وأكرر بعض لا كل)- من استوزروا لسنوات طويلة ومرات عديدة، ولم يتم اختيارهم هذه المرة، يحسون بالغبن والمرارة في حلوقهم، (...)
لقد أعلن أخيراً وبعد طول انتظار وترقب التشكيل الوزاري الجديد للحكومة، بعد ثلاثة أسابيع من أداء السيد رئيس الجمهورية القسم أمام الهيئة التشريعية القومية.. والملاحظ أن عدد الوزراء الاتحاديين كبير، وليس له مثيل في تاريخ السودان الحديث، وكذلك فإن عدد (...)
لقد ظللنا نتابع في قناة الجزيرة الفضائية البرنامج الذي يقدمه الصحفي الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، لما يتسم به من سلاسة في الطرح، وغزارة في المعلومات، وقد أثارت حلقاته ردود فعل متباينة، وبعضها غاضب لا سيما من المناوئين لناصر والناصرية.. ولا ريب أن (...)
على مدى زمن طويل احتضنت الدوحة عاصمة قطر برعاية وإشراف مباشر من أميرها صاحب السمو الشيخ حمد وحكومته المفاوضات الطويلة المعقدة، بين الوفد الحكومي ووفد حركة العدل والمساواة من جهة، ووفد حركة العدالة والتنمية من جهة أخرى، بالإضافة للوسطاء ومعهم (...)
مرت الانتخابات بسلام، وكان الأمن مستتباً والأحوال هادئة، والأجواء ساكنة، وسارت الحياة سيرها الطبيعي العادي طيلة أيام الانتخابات وحتى بعد إعلان نتائجها.. ومن قبيل الحرص والحذر، كان البعض يتوجسون خيفة أن تتكرر التوترات والمآسي التي حدثت في بعض البلدان (...)
لقد انعقد مؤتمر جوبا عام 1947 تحت رعاية وإشراف مستر روبرتسون السكرتير الإداري وحضره عدد من الجنوبيين والشماليين، واتفق المجتمعون على قلة عددهم على الوحدة بإيعاز من روبرتسون ولو أنه أراد الانفصال لنفذوا رغبته لأنه كان صاحب السلطان والصولجان، وقد حبذ (...)
إن إعلان مواعيد الانتخابات لم يأت بغتة على حين غرة، ولم يفاجئ أحداً، والشعب السوداني كله كان يعلم منذ خمسة أعوام أن الانتخابات العامة ستقام وتعلن نتائجها في النصف الأول من عام 2010م كحد أقصى، وهذا ما تم الاجماع عليه في اتفاقية نيفاشا التي تم التوقيع (...)
رحل عن دار الفناء إلى دار البقاء الأستاذ حسن الرضي الصحفي المعروف ومن أشهر وأنجح سكرتيري التحرير في الصحافة السودانية، والذي عرف بأنه كان عاشقاً لعمله الذي يجري حبه في عروقه مجرى الدم. كنت أعرفه من على البعد وبيننا احترام متبادل، وقد توطدت علاقتي به (...)
بعد مفاوضات جرت في انجمينا بين وفد الحكومة وحركة العدل والمساواة حدث اختراق للجمود كما ذكر دكتور غازي صلاح الدين وتوصل الطرفان لاتفاق إطاري تم التوقيع عليه بالدوحة عاصمة قطر، وما تم يعتبر إيقاد شمعة مضيئة وخطوة متقدمة للأمام، وأفضل ما اتفق عليه (...)
بدأت الآن مرحلة التعبئة السياسية والدعاية الانتخابية لكافة المرشحين على مختلف المستويات، وستشهد الساحة حراكاً صاخباً وتنافساً محموماً، وبدا هذا جلياً منذ اليوم الأول الذي بدأت فيه التعبئة، وكما يقولون فإن (الخريف من رشتو والعريس من بشتو)، ونأمل أن (...)
أصدر السيد عمر البشير رئيس الجمهورية قراراً بإعفاء المشير عمر البشير القائد العام للقوات المسلحة وإحالته للتقاعد، بعد أكثر من عشرين عاما قضاها في هذا الموقع، وأول سوداني تولى منصب القائد العام للجيش هو الفريق «أحمد باشا محمد »وعند بلوغه سن المعاش (...)
لقد درج شريكا الحكم على الاختلاف الحاد ثم الاتفاق في عدد من القضايا الحيوية ولسان حال كل منهما يردد مكره أخاك لا بطل، والأمثلة عديدة وآخرها ما حدث بالنسبة لقانون الاستفتاء الذي أجيز بالأغلبية الميكانيكية لنواب حزب المؤتمر الوطني ومن يدورون في فلكهم (...)
لقد تعاطف الرأي العام السوداني بكل فئاته بمختلف مشاربهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية وتبايناتهم الاجتماعية مع مأساة وملهاة مشروع الجزيرة وامتداد المناقل، ولولا العواطف الوطنية الصادقة الجياشة لذبح المشروع العملاق من الوريد إلى الوريد ذبح الشاة، ولكن (...)