بَلَغ أحد ولاة الولايات (في العهد الغابر) أن عمدة إحدى القرى المنسية، (شايل في قلبو من ناس الإنقاذ لأنهم لم يأتوا للتعزية في شهداء القرية الذين قضوا في الدفاع عن الوطن). كوَّن الوالي لجنة من وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الولاية بعد أن (...)
كاد أحد (السودانيين) أن يرفع يده مقاطعا ، ليضيف ويثرى ويناقش ويجادل حول ، (القلم ما بزيل بلم) .. ويضيف إليه مثلا آخر ، (ما كل قارئ متعلم) . باعتبار أن هذين المثلين من أعمق ما نحت السودانيون من أمثال .. لكن لحسن حظ المستمعين أن منتدى (تيد) و(تنوين) (...)
وصف الأديب العراقي (ناظم عودة) الكاتب والروائي السوداني "أمير تاج السر" بالأديب الأسود ، فغضب (الأمير) (ود حي العرب بورتسودان) ، وسرت عدوى غضبه إلى الروائية السودانية "آن الصافي"…وانتفضت في وجه الدنيا .. كيف يصفه بالأديب الأسود؟! .
ربما قصد (ناظم (...)
يقول كثير من السودانيين عندما يسيطر عليهم اليأس، من تبدل الأحوال، التي تزداد في كل يوم قسوة وشدة، وهم لا يستطيعون شراء أبسط الحاجيات التي تقوم بها الحياة..
يقولون أن كل شيء غال إلا الإنسان السوداني، فروحه رخيصة وبلا ثمن..هذا قبل أن تقوم قيامة الحرب، (...)
يحكى أن الرئيس الراحل جعفر نميري خطب ذات مرة في الاتحاد الاشتراكي بعد أن استشفى من المرض الذي ألم به ، وبعد أن ظن كل الظن أن لا نجاة منهة .. حتى أنه فكر طويلا وقدر كيف يكون مصير هذه الأمة السودانية من بعده ، ومن لليتامى والثكالى والأرامل والفقراء (...)
يحكى أن رجلا من أهل الكوفة ذهب إلى دمشق بعد معركة صفين (المعركة التي دارت رحاها بين أنصار علي ومعاوية) ، راكبا على بعير فتعلق به رجل من أهل دمشق صارخا: هذه ناقتي أخذت مني يوم صفين ، فرفع الحكم إلى معاوية بن أبي سفيان أمير دمشق ، فطالب الدمشقي (...)
يجنح كثير من السودانين إلى تبنى رؤى وخيارات نهائية لا تترك مجالا للتنازل والتلاقى مع الآخر ، والخيارات النهائية تعمق الخلافات ولا تأسس لبناء المشتركات التي تؤدي بدورها إلى التعايش السلمي بين المختلفين.
ويظن كثيرون أن الحوادث يجب أن تخضع لأهواء العدد (...)
ليس بمقدور أحد أن يستعيد ذكرياته بنفس تفاصليها ، من دون أن يتغير بعضها ويتبدل ، أو من دون أن تسقط بعض تفاصيلها سهوا أو عمدا .. فخلق التجربة في الخيال أجمل من عيشها في الواقع .. والصور التي يلتقطها الخيال أروع من عدسات التقنية .. وليس من الضروري ان (...)
ليس بمقدور أحد أن يستعيد ذكرياته بنفس تفاصليها ، من دون أن يتغير بعضها ويتبدل ، أو من دون أن تسقط بعض تفاصيلها سهوا أو عمدا.. فخلق التجربة في الخيال أجمل من عيشها في الواقع .. والصور التي يلتقطها الخيال أروع من عدسات التقنية .. وليس من الضروري ان (...)
أحلام ود الصالح
يروى أن أحد عساكر الهجانة المقدامين، يدعي ( النعمان ود الصالح) ..رقي من حضرة صول إلى ملازم، ومنح نجمة ذهبية زينت كتفيه وراح يختال بنجمته في الأسواق، ويرتاد بها المناسبات مرتديا زيه العسكري كاملا مرصعا بالأوسمة والنياشين، ويصلي به (...)
عندما ألقت أمريكا القنبلة الذرية على هيروشيما ونجازاكي، تحلق بعض رجال ذلك الزمان في إحدى القرى السودانية النائية حول الراديو منصتين للأخبار التي تنقلها البي بي سي من بريطانيا، فسمعوا عن الموت والدمار والخراب والدماء والإشلاء، لكنهم لم يعطوا كل تلك (...)
كان صاحبي يسكن في غرفة مع اثنين من معارفه . وكانت تظهر على الاثنين علامات التقوى ، فهما يصليان الفجر حاضرا ، ويتلوان القرآن ، ويتحدثان عن عذاب القبر .. ويعاتبا صاحبي على صلاته الفجر بعد شروق الشمس ، ويلومانه تعاطي التنباك والسجائر .. وصاحبي يستمع (...)
لم التق صاحبي أو أسمع صوته أو (أراه حاضر القنوات) لفترة طويلة .. ربما طويلة جدا ، ترجع للأسابيع الأولى لانطلاق كلمة (العبثية) التي تلقفتها الجماهير ، وتلقفها أيضا صاحبي ، ولكن بشكل مختلف ، فهو ، وهذا أمر يردده دائما (ليس أمعة) ولا يحذو حذو القطيع ، (...)
لم يكن أستاذ التاريخ الدكتور عبد الله علي إبراهيم أبا رحيما بمنظري دولة النهر والبحر الذين استضافوه في منتداهم الاسفيري، بعد انتقاده لهم في مقال وصف فيه هذه الدعوى بالنشاز! لأن أهل هذه الدعوى هم من تشكل منهم المركز بالتحديد.
فشباب دعوى (النهر (...)
لم يكن أستاذ التاريخ الدكتور عبد الله علي إبراهيم أبا رحيما بمنظري دولة النهر والبحر الذين استضافوه في منتداهم الاسفيري، بعد انتقاده لهم في مقال وصف فيه هذه الدعوى بالنشاز! لأن أهل هذه الدعوى هم من تشكل منهم المركز بالتحديد.
فشباب دعوى (النهر (...)
يرى بعض المحللين أن البرهان من صناع المحتويات الإعلامية الناجحة (حسب تعريفهم للنجاح)!..فصاحب كلمة (عبثية) التي أطلقها مع إطلاق أول رصاصة (مجهولة الهوية)..جعل المحللين العسكريين وغير العسكريين يتداولون هذه الكلمة بكثافة، واضعين لها تعريفا دقيقا (...)
نجاشي تركيا
كتب أحد المغردين الإسلاميين الذين غادر وطنه مغاضبا : (أنا متوجه إلى تركيا لأن فيها رجلا لا يظلم عنده أحد) .. مسقطا تاريخ هجرة المسلمين الأولى الفارين بدينهم من طغاة قريش إلى النجاشي الحاكم العادل . لسنا بصدد الوقوف على هذه العبارة (...)
من هم أولاد البلد؟
يرى (المرحوم) الطيب مصطفى الوزير السابق وصاحب صحيفة الانتباهة الأكثر تشجيعا لانفصال الجنوب وقتذاك، أن الجنوبيين لا يشبهون بقية السودانيين من حيث العادات والتقاليد والأعراف والمعتقدات والألوان. فالبقية توجد فيهم درجة من الانسجام (...)
الدلالة
لا شك أن كلمة غرابة أو غرابي في معناها اللغوي تشير للانتماء إلى جهة ما من الجهات الجغرافية، مثلها مثل كلمة شمالي أو جنوبي أو شرقي. لكن خطورة اللغة أنها تحمل مصطلحات تداولية مراوغة يجعلها تتحول من كونها معاني كلية إلى معاني خصوصية عندما يجري (...)
التلبيس هو إظهار الباطل حقا واعتقاد الفاسد صحيحا وحسبان الرديء جيدا. والبلابسة هم أناس جهلاء مغرورون، إن حدثتهم عن مشنوق سألوك عن الحبل كم كان طوله وما مدى متانته وكيف كان إحكام ربطته وعقدته، وسألوا عن مكان صنعه وثمنه، ليتبينوا هل للمرحوم خبرة (...)
حكى مكي شبيكة في كتابه السودان عبر القرون قصة ملك تقلي الذي تعدى على أحد أصدقاء ملك سنار وسلب ما معه، وقال لو قصدني ملك سنار وتجاوز باجه أم لماع فليفعل ما يفعل، ولما سمع "بادي أبو دقن" ملك سنار بالقصة سار على رأس جيشه ووصل الباجة وترجل هو وعساكره من (...)
ما الوطن وما الوطنية ؟
ما يزال المجتمع السوداني يعاني من عسر حقيقي في الاندماج والانصهار الوطني الذي يعيد صوغ تكوينه على أساس فئوي وسياسي حديث يتعالى أو يتقاطع مع التكوينات العصبية التي تشد الناس إلى ولاءات صغرى و(ضيقة) قبليّة ومناطقية على حساب (...)
لم تستطع أي حركة من الحركات في تاريخ السودان الوسيط من اختراق الحواجز القبلية والإقليمية وإيجاد تدامج وطني شامل على نحو عفوي كما فعلت الصوفية.
استطاعت الحركات الصوفية عبر مسلكها المنفتح والمتسامح أن تشكل إطارا واسعا لاستقطاب الخليط القبلي والأقليمي (...)
كان الجندي جوزيف آثر أنكره الذي انقلب على نكروما في العام 1966 حاضرا عندما خاطب الرئيس الغاني كوامي نكروما الجيش في الأكاديمية العسكرية في أكرا عام 1961 قائلا: ينبغي عليكم منح الثقة للحكومة وتأييدها دون نقاش أو نقد فهي تفعل الأصلح للدولة، وإنه من (...)
أعاب بعض مثقفي دولة جنوب السودان على الروائية (إستيلا قتيانو) الكتابة باللغة العربية، وهي اللغة الوحيدة التي تجيدها (إستيلا) إجادة تامة وتستطيع من خلالها صياغة منتوجها الإبداعي والفكري. كما عبرت عن ذلك (إستيلا) نفسها. وقالت لبعض الكتاب الذين يكتبون (...)