لم يكن أستاذ التاريخ الدكتور عبد الله علي إبراهيم أبا رحيما بمنظري دولة النهر والبحر الذين استضافوه في منتداهم الاسفيري، بعد انتقاده لهم في مقال وصف فيه هذه الدعوى بالنشاز! لأن أهل هذه الدعوى هم من تشكل منهم المركز بالتحديد.
فشباب دعوى (النهر (...)
أعاب بعض مثقفي دولة جنوب السودان على الروائية (إستيلا قتيانو) الكتابة باللغة العربية، وهي اللغة الوحيدة التي تجيدها (إستيلا) إجادة تامة وتستطيع من خلالها صياغة منتوجها الإبداعي والفكري. كما عبرت عن ذلك (إستيلا) نفسها. وقالت لبعض الكتاب الذين يكتبون (...)
(بتعرف تعوس الكسرة): جملة تحمل من العبارات الظاهرة التي يحتاج فهمها إلى جهد، والمعاني المستترة التي تحتاج معرفتها إلى فطنة وحس بلاغي، (والبلاغة أشبه بشريط أحمر يشعرك بالضآلة والضعف)!
لذلك كانت كل أم –في سالف الأيام-تحرص على تعليم بناتها (العُواسة) (...)
جلست وصاحبي، نرتشف شاياً تحت النيمة، لم يكن الظل الذي تتخلله أشعه الشمس هو ظل النيمة، فالنيمة قد تعرت أغصانها من الأوراق، فجفت ويسبت. لكنه ظل كراتين ممزقة وشوالات خيش وأقمشه مهترئة استعانت بها بائعة الشاي، وجعلته ظلا يقيها وزبائنها قيظ النهار. كانت (...)
(ما في حور عين، ياكي بخيته بت أحمد ذاتك، حتكوني الحورية، وحتلاقي يحيى هناك في الجنة). تبلمت بخيتة بثوبها (القنجة) لتخفي أسنانها المثرمة، التي قد تفضحها ابتسامة منفلته من بين ركام حزن ثقيل، مضى عليه عمراً طويلاً وأليماً. منذ أن أعطت يحيى غوائشها (...)
لا أحد يستطيع إعادة الماضي، أو إعادة لحظات عاشها سابقاً، كل شيء يتغير، أو يجب أن يتغير شئنا هذا أم أبينا. وفكرة التغيير هي الأثقل والأكثر ألماً للأنظمة الشمولية والاستبدادية ومن شايعها، لذلك يطرحون دوماً وبشكل مستمر، سؤالاً (ساذجاً) واحداً: ما (...)
قدم أحد ولاة الولايات وزراء حكومته الجديدة بألقاب علمية رفيعة، كان قد أتى ببعض حامليها من مؤسسات أكاديمية يعملون بها، وآخرون حملوها أثناء ممارستهم للعمل للعام، أو شغلهم لوظائفهم الدستورية. فأعجب ذلك والياً آخر مجاورا لهذه الولاية، فقرر أن ينهج هذا (...)
لم يرق لإمام مسجد حارتنا القماش الذي كنت أضعه فوق رأسي اتقاء البرد-فمن الناس ما يزعجهم ما أنت عليه دون أدنى سبب-فأبدى ملاحظة (حاسمة) وأعمل نقداً (حاداً) حتى لا أجادل بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، وأوصاني بلبس العمامة فهي من السُنّة (قاطعاً): أَن (...)
اللهم ارزقنا الإيمان والإخلاص والبساطة.
الشيخة نوره، اسم أطلقه سكان معسكر دار السلام بجبل الأولياء، على امرأة من جنوب السودان، جعلت من بيتها في المعسكر (آنذاك) داراً لتحفيظ القرآن الكريم. أرسلت نورا أبناءها ليحفظوا القرآن الكريم، في مبروكة، وزريبة (...)
يقف رجل راسماً على وجهه علامات المكر والغش والنصب والاحتيال، ليجسد ما هو قائم من نهب وسلب وانتهازية معلنة. يقف إلى جانبه رجل شرطة حاد الطبع، قاسي الملامح وعنيف، ليجسد ما هو قائم من ظلم وقهر وعسف وتعدٍ وتسلط. يشير المحتال لأول سائق ركشة..مخاطبا (...)
السياسي والسمسار وجهان لعملة واحدة. لم يكن هذا رأي (عبد الجليل) لكنها فكرة عامة يعرفها أهل الحاج يوسف، من بنايات الفيحاء المتراصة في انتظام، إلى أجداث كرتون كسلا التي يخرج منها عبد الجليل كل صباح كليلاً عليلاً يصارع من أجل البقاء ليوم آخر قد يأتي.. (...)
لا ينبغي النظر حادثة القطينة أو حتى حادثة مستشفى أم درمان، بمعزل عن حالة الفوضى والعنف وغياب القانون، التي استشرت في كل شبر من أرض السودان. بل هي أخف قدرا من حوادث الاعتداء على الصحفيين، واقتحام مكاتب أساتذة الجامعات وتهديدهم، أو حتى اقتحام مراكز (...)
احتج أحد المنتمين إلى السيد محمد عثمان الميرغني- وقد كان سليط اللسان ..يجزي السيئة بأسوأ منها- عدم ترشيحه لأي منصب وزاري، عندما قرر مولانا المشاركة في السلطة، وهو الذي قضى عمراً بين المعتقلات لدفاعه ومنافحته عن مولانا وعن حزبه. وكان مولانا وقتها (...)
بعد ربع قرن من الزمان تعود البلاد لذات المربع، والذي يبدو أنه لم تراوحه مطلقاً، فقد كان علاجاً موضعياً، وتخديراً عالي الفعالية، استطاع تغيب الوعي، لكنه لم يقدم شفاء ناجعاً، ولم يسكن الألم، فضلاَ عن شفائه تماماً.
ويبدو جلياً أن المنتفعين من النظام، (...)
يتداول بعض مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي مقطع لإحدى السيدات الجنوبيات تتحدث فيه عن خبر تسلل بعض الجنوبيين إلى الشمال، وتقول في حديثها إن الجنوبيين لا يتسللون إلى الشمال، باعتبار أن الشمال وطنهم في الأصل، والإنسان لا يتسلل خلسة إلى وطنه، وساقت شواهد (...)
يطلق بعض الذين فقدوا مناصبهم، وجردوا من رتبهم، إبان مناصرتهم الفكرة وقتذاك كما يزعمون؛ عندما يمر بهم إخوة الأمس وهم يمتطون سياراتهم الفارهة، ويتقلبون على أسرة مناصبهم الوثيرة كلمة: (الشيخ عنيد)؟! ويطلق بعض إخوانهم بالمقابل من مناصري السلطة، (قلوبنا (...)