مقولة تاريخية قديمة، تتردّد في بعض الوثائق التراثية العربية التي يقول البعض إنها تعود إلى العهد النبوي القديم: «استوصوا بأهل النوبة أخيراً، فإنهم يسدّون الرتاق، ويحفرون الخنادق، ويطفئون الحرائق.. ومن لم يكن له أخ، فليتخذ أخاً نوبياً».. يوقن البعض (...)
مولانا الشيخ سعد أحمد سعد، الكاتب الصحفي الإسلامي الناشط، رجل مثير للجدل.. أتاحت لي ظروف عملي أن ألتقيه- وجهاً لوجه- وأن أتعرف عليه عن قرب. وبرغم بعض التقاطعات مع بعض آرائه، إلا أنني اكتشفت في شخصيته أبعاداً أخرى، تختلف عن تلك التي تسود عند كثيرين، (...)
تخرج المرحوم جمال محمد أحمد في كلية غردون التذكارية قبيل منتصف الاربعينيات، وارتحل طلباً للمزيد من العلم إلى انجلترا، بكلية جنوب غرب إكستر، حيث لفت الأنظار بنبوغه الوضاح وذكائه الوقّاد، وبحيويته الاجتماعية، وهو يقود اتحاد الطلاب الافارقة بالمملكة (...)
هذه قصة رجل نوبيّ المنبت، إفريقيّ الهوى، عربي اللسان، عالميّ الإنتماء.. هو رجل أهدته أرض النوبة إلى السودان، فتجاوز عطاؤه حدود وطنه وقارته، وتسامقت إبداعاته تعانق هامات النخيل، وتجاوز الجوزاء، وتتواثب في فضاءات الآداب العالمية..
اسمه جمال محمد أحمد، (...)
الشاعر السوداني الشفيف محمد طه القدال، الذي يتولى إدارة «منتدى دال الثقافي» بمجموعة شركات «دال»، يعكف هذه الأيام على تنسيق الترتيبات الفنية والإدارية الجارية لاصدار كتاب وثائقي هام، يؤمل أن يسدّ ثغرة لافتة من كتاب تاريخ السودان الحديث والمعاصر، عن (...)
أستاذنا «العلاّمة» دكتور كبشور كوكو، واحد من أبناء جبال النوبة النابهين.. لمع اسمه في منتصف تسعينيات القرن الماضي.. باحثاً لغوياً متميزاً ومحاضراً مبهراً، وناشطاً سياسياً بارزاً.. حملته قدراته إلى كرسي الوزارة، حين أصبح وزيراً للتربية والتعليم (...)
يتواصل رصد وتوثيق تاريخ تلك (الأقلية الباسلة) من أبناء حلفا الذين رفضوا الهجرة من موطنهم القديم الى خشم القربة أو أي مكان آخر!! متمسكين بما بقي امامهم من تراب وتراث، ولم يكن غائباً عنهم انهم بقرارهم الخطير قد وضعوا أنفسهم في فوهة البندقية كما وضعوا (...)
هذه صفحات ضائعة من تاريخ السودان الحديث والمعاصر، لم تحفل بها أقلام المؤرخين كثيراً، هي قصة مدينة سودانية مناضلة، تناوشتها الأقدار، وظلمتها معادلات السياسة، وتجاهلتها الحكومات ردحاً من الزمن.. بعد أن احتوتها وغمرتها مياه النيل في غفلةٍ من التاريخ.. (...)
مع تواصل إسقاطات الحوارات القديمة- مع أستاذنا العلامة بروفيسور عبد الله أحمد عبد الله- يتواصل تقليب صفحات التاريخ المعاصر للعلاقات الاجتماعية والإنسانية بين حلفا وأبو حمد، وإذا كان (آل إسماعيل خليل) يمثلون الجذور العميقة التي تمتد إليها تلك الأوامر، (...)
تعج الساحة الصحافية- في سودان اليوم- بأقلام نسائية متعددة، تكاد تغطي على «الأقلام الرجالية»، وأضحت المرأة تشكل حضوراً «كاسحاً» في جميع الصحف- بلا استثناء- كما أنها ما فتئت تنافس زميلها الصحفي، أبو شنب، بل وتتفوق عليه أحياناً في ميادين تتصل بالفنون (...)
صديقُنا الصحفيّ الألمعيّ صلاح الدين عووضة، تتميز كتاباته بأسلوب لافت فريد.. يتوشح بسمات مغايرة، في التناول والعرض، يبهر به قرّاءهُ العديدين كلّ صباح، عبر عموده المقروء «بالمنطق».. في أخيرة «آخر لحظة العروس».
إكتسب صفات «حلفاوي كامل الدّسم» بحكم (...)
في خضم هذا الكم الهائل من الصحف والإصدارات و(المكاتب) المنتشرة هنا وهناك، تلتقي عيون القراء.. كل صباح.. بعشرات من (الأعمدة) والمقالات.. والقوالات، فتستوقف المرء بضع محطات تنشأ بينه وبين كتابها علاقة ودودة، ترتوي أواصرها من ينابيع الحروف (...)
رغم صغرها وبعدها وانزوائها ظلّت أبو حمد تتشبث بموقعها المتميّز الفريد على خريطة السودان، في الركن الأعلى من ثنيّة النيل، عند الأطراف الشرقية لصحراء العتمور. وهي مدينة عريقة لعبت دوراً مهماً في مختلف مراحل تاريخ السودان القديم والمعاصر، كحاضرة (...)
هاتفني صديق عزيز من مكان بعيد معلقاً على ما كتبه أستاذنا مصطفى أبو العزائم في عموده المقروء بعد ومسافة قبل أيام عن هذه السوداوية القاتمة التي تملأ المشهد السوداني في مختلف الإتجاهات وبعد أن (أطنب) صديقي في مدح العروس آخر لحظة مشيدًا بموضوعيتها (...)
مسكينة حواء هذا الزمان.. تستعر الحروب ضدها في كل مكان من أصقاع عالم يحبو على مدارج الألفية الثالثة.. تهاوت قلاعها التي كانت حصينة، واندثرت سطوتها التي ألجمت بها بعض سنوات القرن الماضي.
في الستينيات، كنا نسمع عن إمرأة آسيوية صفراء، انطلقت شهرتها من (...)
من طرائف التاريخ السياسي السوداني الحديث تلك الصرخة التي أطلقتها ألسنة بعض السياسيين ، التشريعية والتنفيذية- أيام(السودان)-عندما كانت البلاد تتهيأ لتسليم مقاليدها لبعض أبنائها، ممن كانوا يعرفون برجال الصف الثاني، والذين تصادف أن معظمهم كانوا من (...)
ترتكز الفكرة الرئيسية لهذا النداء على قناعة راسخة بأن الوقت قد حان للتصدي العملي للمشكلات الإنسانية والتنموية التي أضحت تحيط بانسان وادي حلفا على أعتاب الألفية الثالثة.. ثمة مثل نوبي يقول ONEN NOURON ONKAN
ECHICO MANESISOCK- أي أن (الميت حينما يبكيه (...)
هذه رسالة مفتوحة تبعث بها مدينة غرقى في الشمال البعيد، وهي رسالة قديمة بتوقيع أحفاد أمة من أبناء وبنات السودان- حفظوا بإرادتهم وعزيمتهم وإصرارهم- للسودان أرضاً كانت ستضيع لولا أن صبروا عليها وتشبثوا بترابها وتراثها متمسكين بحقهم في البقاء فوق أرض (...)
في عموده المقروء (خارج الصورة) طرح الأستاذ عبد العظيم صالح إنطباعاته عن زيارته الأخيرة إلى جوبا.. بمعيّة الوفد الإعلامي المرافق لرئيس الجمهورية.. وأعادتني كلماته الرشيقات إلى خواطر قديمة.. عن جنوبنا الحبيب الذي فقدناه.
السودان وجنوب السودان أمّتان، (...)
مع تسارع وتيرة التقارب السوداني المصري، تتزامن أطروحات متعددة تتحدث عن خصوصية العلاقات السودانية المصرية وتميزها عن مثيلاتها مع الدول المجاورة الأخرى، حتى عندما كان السودان القديم يتداخل بحدوده السياسية مع تسعة من الأقطار، ظلت تحيط بالبلاد في مختلف (...)
انطلاقاً من الدور التاريخي الذي ظلت منطقة وادي حلفا تلعبه كقنطرة وصل بين شعبي السودان ومصر، ووصلاً للعلائق الأخوية الرابطة بين الشعبين الشقيقين وتفعيلاً للمبادرات السابقة بين الولاية الشمالية ومحلية حلفا من جهة، ومحافظة أسوان من جهة أخرى تنطلق (...)
من وراء كواليس الصحافة تنطلق هذه الخواطر.. عن إنسان مسكين، ظلّ يتوكأ على عصا الترحال حتى انتهى به المطاف- أخيراً- إلى واحدة من القاعات التي «تطبخ» فيها صحيفة متميّزة هي «عروس» الصحف.. التي ظل صاحبنا يطلّ من خلالها من وقت لآخر، يعرض بعض بضاعة مزجاة.. (...)
بعض الرجال يعز فقدهم وتظل مواقعهم في القلوب شاغرة وتتواصل اصداء ذكراهم حتى بعد رحيلهم عن الدنيا حين تنطفئ الأنوار ويعم مسرح الحياة ظلام دامس عندها يظل الناس يفتقدون هذا النوع من الرجال ويذكرونهم اذا جد جدهم ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر وقد كان (...)
وأخيراً جداً وصل صديقي إلى المحطة النهائية لرحلة طويلة تواصلت على مدى تسعة وثلاثين عاماً قضاها صديقي المسكين موظفاً في حكومة السودان.. بعثت إليه إدارة شؤون العاملين بالتربية الولائية البعيدة خطاباً رقيقاً أخطرته فيه ببلوغه سن الستين وبالتالي الإحالة (...)
وحين أكتب عن صديقي علي فقير عبادي تستيقظ في الخاطر ذكريات قديمة، وتتسابق إلى الذاكرة أصداء السنوات العديدات التي قضاها صديقي علي يرتب المؤتمرات ويحتضن المايكرفونات..
كان رقماً بارزاً في منظومة الاتحاد الاشتراكي، وكانت له في دهاليز السياسة وأضابيرها (...)