مسكين الخروف السوداني .. فهو مظلوم من الجميع، ومستهدف من الجميع، رغم أنه كان عزيز قوم في يوم من الأيام .. أصبح اليوم (ملطشة) .. دون أن يجد من يرحمه أو يرق لحاله !
لا نتكلم عن استهداف الخرفان بالذبح والأكل، فتلك من الوظائف المهمة لكل خروف، ولا أظن أن (...)
أكد الجيش السوداني أمس سيطرته على منطقة ديم منصور جنوب الكرمك في ولاية النيل الأزرق التي تدور فيها مواجهات بين القوات الحكومية السودانية ومتمردي الحركة الشعبية لشمال السودان.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عن الناطق باسم الجيش السوداني (...)
قرأت لك باحترام وتقدير ما كتبته بعمود (تحت الغيم) فيما يتعلق بأمر الملبوسات سواء كانت القطنية منها أو ما عرف حديثآ بمنتجات مخلفات النفط، حيث ما عادت تلك الملابس تشكل هاجسآ أو تؤرق ميزانية الأسر رقيقة الحال.
وأتفق معك تمامآ فيما ذهبت إليه بأنه بات (...)
يكذب الكاتب، حين يقول إنه راض عن كل ما يكتب. فالكتابة عمل عموده الفكرة، والفكرة مادة هلامية في معظم الأحيان، ولا تتشكل جسما إلا أثناء عملية التخليق، وهي العملية التي تتم بالكتابة . سألتني قارئة عن تجربتي، فقلت إنني أكتب أحيانا بالماكينة القابعة داخل (...)
ماذا فعل بنا الزمن ؟ الإجابة أنه فعل ما فعل، وليته يتركنا دون خسائر إضافية !!
عندما اتفقت مع الأستاذ أبو العزائم على الكتابة ب (آخر لحظة)، قلت له إنني سأبدأ من الغد في تجهيز العمود اليومي، وسأحضر معي الصورة الشخصية، فرد بصوت خفيض، وبوجه باسم : (...)
قطتنا المنزلية ذكية، وتعمل عقلها في كل تصرفاتها، ولم أعهد فيها، ولا في أمها التي سبقتها في منزلنا، أي تهور أو تسرع في ما تتخذه من قرارات ! آخر قرارات القطة، أن تتحول للسكن .. في الحمام ! الشاطرة، حسبت الأمور بشكل سليم، فالحمام مكان هادئ لا تكثر فيه (...)
في سرعة البرق، تنقضي سويعاتنا السعيدة ! كل اللحظات الهانئة، والمترعة بالسعادة والحبور .. تتسارع، وتتبخر .. ولا يهدأ لها قرار، حتى تتلاشى بالكامل من أمام أعيننا ! ساعاتنا الداخلية متوازنة، نستطيع بسهولة تقدير الزمن، حيث حياتنا مرتبطة بمواعيد تقديرية، (...)
(هبوبك يا الله).. هكذا كنت أردد، مستمتعا بانسيابية شارع على عبد اللطيف، عقب رحيل السفارة الأمريكية منه! شارع على عبد اللطيف، بالمناسبة، هو شارع جريدة الصحافة، حين كانت الساحة في أيام النميري محصورة في صحيفتين : الصحافة والأيام. وهو الشارع الذي كانت (...)
كان الأطفال في زمن مضى، يظنون أن يوم القيامة هو يوم الضرب بالسياط !! وتوهموا أن العقاب .. أي عقاب .. هو ضرب بالسوط، أو البسطونة، أو فرع النيم الذي يلهب المؤخرات ويتقطع على الظهور !
أجسادنا الغضة الصغيرة لطالما تعرضت للضرب المبرح، والجاني لم يكن (...)
الناس غاطسون في موبايلاتهم ، الكل في مركبات المواصلات العامة، وفي أماكن الانتظار المختلفة، وتحت ظل الأشجار، أو حول (ست الشاي) .. كلهم يبحلقون في شاشاتهم الصغيرة، أو ينفصمون في عالم تبثه السماعات من الموبايل إلى آذانهم !!
أدس أنفي أحيانا، وأسأل (...)
طارت حديقة الحيوانات من الخرطوم، وتشردت القرود، واستوحشت الأسود، وانفض سامر النعام والزراف وحمير الوحش والأفيال ! كنت أظن أن أهل السياحة (أشطر)، وأنهم حين أذعنوا لسياسات الغزو لكل أرض ثمينة بالعاصمة .. كنت أظنهم سيطالبون بمدن متكاملة لحدائق الحيوان، (...)
والله الفلوس حلوة، ولا أظن أن هناك عاقلا واحدا، لا يهيم بها حبا وعشقا وتقديرا !
قبل يومين دخلت أحد البنوك، فوجدت القوم منهمكين في العد .. عد أطنان من الجنيهات !
بصراحة .. تملكتني رغبة الفزعة .. ولو سمحوا لي، لقمت بتأجيل كل أموري، والمساعدة (...)
بعض الناس، يدفأ بهم القلب، ويمتلئ الكون بوجودهم سحرا وألقا. هم ذوو قدرة على تذويب آلامنا، وأصحاب حضور ساحر يملأ المكان شذا فواحا بعبير السعادة والهناء. مثل هؤلاء هم زادنا في الهجير، نستظل بهم في رمضاء القحل، ونتكئ على حضورهم ساعة الإحساس بالخواء، (...)
شاطر أنور السادات، فقد سئل يوما عن سبب اهتمامه بالأشياء الصغيرة، مثل مكان كرافتته، وموقع شراباته، رغم مسؤوليته الجسيمة في قيادة شعبه، فقال إنه يخشى أن يترك أمرها على عواهنه، فيضيع منه يوميا زمن ثمين في البحث عنها، ومحاولة تذكر الأمكنة التي وضعها (...)
بكم الدستة ؟! وجهت السؤال لبائع المنقة بسوق (الشهدا) الأمدرماني صباح أمس.
تلفت الرجل يمينا ويسارا، ثم قال بصوت خفيض : بستة. ثم أردف محفزا : خذ دستتين بحداشر !
تجاوزته مسرعا، فالسؤال كان فضولا لا أكثر. ولم أكن متجها للمنزل، بل كنت في طريقي (...)
الخبطة خبطة، سواء أكانت صحفية أم غيرها !
لا تسألوني عن (غيرها)، فلا أحد في السودان يجهل الخبطة، خصوصا تلك التي تقع على الرأس ! شخصيا، تعرضت للكثير من الخبطات، لكنها، ولله الحمد، لم تجعلني في خبر كان ! وأظن أن ما من أحد إلا وتعرض لخبطة بشكل أو (...)
يطير قلبي من صدري، وأحس باحتباس الأنفاس كلما تورطت في زحام السوق العربي، أو كلما وقعت بشراك الحركة في شارع الهجرة قرب صينية أزهري!
من أين يأتي كل هؤلاء الناس ؟!
مئات الآلاف يخرجون كل يوم، يذهبون ويجيئون، يزحمون ويزاحمون، يكسبون ويخسرون، يجنون (...)
مارست شبكة النت شقاوتها أمس، وأرغمت (تحت الغيم) على الغياب قسريا، رغم أن إطلالة العمود ما زالت في أيامها الأولى !
ركب العناد الشبكة ، فقامت بحبس المقالة ومعها العديد من المواد في بطنها، وبدت ضنينة بالتفريط بما في جوفها !
رسالة قصيرة اقتحمت (...)
بعد غياب أكثر من عقدين، كتب الله لي حضور (جرتق) أحد العرسان في بحري الجميلة. الجرتق كان في الهواء الطلق، والمكان عبق برائحة البخور والضريرة، وتغنت الحسان وأمهاتهن ب (الليلة العديل والزين)، وقام العريس ببخ عروسه باللبن رغم إشفاق الكثيرات على مكياجها. (...)